يقول أغلب علماء النفس بأن الكآبة ليست مجرد نوبةً من المزاج السيء، لكنها حالةٌ خطرةٌ ومن الضروري أن تؤخذ بجدية،
ولكن وفقاً لدراسةٍ أخيرةٍ قام بها مجموعةٌ من العلماء تبين أن الكآبة قد يكون لها جانباً إيجابياً، وهو مساعدة الجسم على مقاومة الإلتهابات،
ويعتقد الباحثون بأن الكآبة ظهرت أثناء تطور الجسم الإنساني كنوعٍ من "المساعدة" في محاربة الأمراض المعدية، وقرر العلماء عند دراسة حالات الكآبة في الولايات المتحدة، أن هذا النوع من الإضطراب العقلي قد يكون مفيداً للبشر، حيث يعاني واحدٌ من كل عشر أشخاصٍ بالغين من الكآبة.
واستنتج الباحثون بأن وجود الكآبة لم يكن عرضياً وإنما "مدموغٌ بعمقٍ في الدماغ الإنساني". ويعتقد أطباء النفس بأن المرض ظهر كرد فعلٍ تجاه الأمراض المعدية التي كانت تهاجم الإنسان بشكلٍ دوريٍّ.
واستخدم الأطباء مثال الإصابة بالإنفلونزا، حيث تشير معظم النصائح إلى عدم الخروج من البيت، الإسترخاء أكثر، وتقليل الحركة، بينما يبدأ الشخص الذي تتغلب عليه الكآبة، بإتباع هذه القواعد تلقائياً.
فهو لا يرغب في مقابلة أي شخصٍ، يصبح خاملاً ويخسر الشهية، مثل هذا السلوك مفيدٌ جداً لمكافحة الأمراض المعدية؛ حيث يوجه الجسم كل مصادره لمقاومة المرض بدلاً من إهدار الطاقة على النشاطات الأخرى.
كما أن الأفكار الحزينة عندما تتغلب على الشخص، يقل تواصله مع الآخرين، مما يقلل إمكانية نقل العدوى الى شخصٍ آخر أو إصابتة بعدوى جديدة،
ويقول العلماء بأن " دواء الكآبة" كان فعالاً قبل عدة سنواتٍ، عندما لم يكن الدواء متوفراً للجميع، فقد كان الشخص ينقذ نفسه والمقربين منه، عن طريق تغيير نمط سلوكه الاجتماعي والإستسلام لتأثيرات الكآبة.
ووفقاً لأطباء النفس، فإن الإصابة بالمرض كانت تجعل المريض أكثر عرضةً للمفترسين، ولتجنب تحوله إلى هدفٍ سهلٍ، منحَ التطور الإنسان الأول الكآبة والأمراض المعدية مع تأثيرٍ جانبيٍّ جيدٍّ - وهو البقاء يقظاً،
فالكآبة تسبب الأرق وقلة النوم، ولكن هذه مجرد نظرياتٍ ولا زالت بحاجةٍ إلى المزيد من الدراسات لإثباتها.