شخصيات قلقة ـ احمد القبانجي نموذجا
عصام الطائي
هناك شخصيات قلقة لم تستوعب الاسلام استيعابا حقيقيا بل هي لها فهم جزئي ومحدود ونسبي للمفاهيم والتصورات والرؤى سواء أكانت لله او الحياة او الانسان او القوانين والتشريعات الاسلامية مما يؤدي بها ان تطرح مفاهيم خاطئة عن الاسلام تسبب اساءة لقيم ومبادى ومفاهيم الاسلام من جهة ومن جهة اخرى تسبب ارباك في الساحة الاسلامية مما يجعل بعض الاشخاص تنقاد اليها نتيجة لضعف اسسهم الفكرية عن الاسلام مما يخلق بالتالي صورة مشوهة عن الاسلام بل تصل الصورة الى حالة من السلبية.
واكبر خطا وقع فيه هذا الشخص هو عدم تميزه بين المفاهيم الثابتة التي لا يمكن ان تتغير بل هي ثابتة وهناك امور متغيرة تبع تغير الزمان كما في الدم الذي كان في السابق يحرم بيعه لانه لا يمكن الاستفادة منه الا ان وفق وقتنا الحالي يمكن الاستفادة منه باعتبار اضحى هناك منفعة مقصودة كما في حالة اجراء العمليات اذا احتاج المريض الى ذلك لذلك نجد عن طريق الاجتهاد يمكن معالجة كثير من القضايا المستحدثة كما في مسال قضايا البنوك فمع كون لا يوجد بنوك في السابق الا ان هناك اسس ثابتة يمكن للفقيه بيان حكم أي قضية مستحدثة من خلال الموافقة او عدم الموافقة او وضع شروط لاكتساب شرعية أي قضية وهكذا في كثير من قضايا الحياة كمفهوم المواطنة والانتخابات والدستور وغيرها كثيرا .
وان ابحاث السيد محمد باقر الصدر خير دليل على امكانية الطرح المعاصر لاي قضية من القضايا التي تخص الانسان كما في كتاب اقتصادنا الذي اظهر السيد الصدر تفوق المفاهيم والتصورات الاسلامية عن كل التصورات والمفاهيم الوضعية فلم يقع السيد الصدر بحالة من الاستلاب الفكري او الثقافي وهو عكس هذا الشخص فقد انسلخ عن قيم ومبادى ومثل الاسلام لانه عاش ويعيش حالة الاستلاب الفكري والثقافي مما جعله يتخبط في اراء غير موزونة ويمكن ان يضحك عليها حتى الطفل الصغير ولا يمكن باي حال من الاحوال اقناع أي انسان واعي بما يطرحه من اراء.
ومن الامور التي اخطأ فيها هو خلطه بين قيم ومبادى ومثل الاسلام وبين ممارسات الاسلاميين في الساحات السياسية فان سوء ادارة الاسلاميين لا يعني خطا مفاهيم وتصورات الاسلام بل يمكن ان نجعل سوء فهم الاسلاميين للاسلام هو السببب الا ان هذا الشخص ارجع الخلل الى مفاهيم وتصورات الاسلام واتهم الاسلام بالمعالجة في ذلك الوقت فقط ولا تشمل معالجة الاسلام لكل زمان وان الله تعالى قد وضح في القران الكريم بان كل ما اتى الانسان من خير فهو من الله وما ياتي الانسان من شر فهو من الانسان نفسه وليس من الله فالتقصير ليس من القوانين الالهية بل بسوء فهم المفاهيم الاسلامية وبسوء ادارة المسلمين لانفسهم.
ووصلت الحالة به بان لا ينقاد لطاعة الله فهو قد صرح في برنامج سحور سياسي على قناة البغدادية بانه لا يصلي ولا يصوم فله صوم وصلاة خاصة به وهذه نفس الاراء التي وقعت بها بعض الفرق الباطنية بان المهم هو محبة الله بزعمهم فلا ضرورة للصلاة والصيام مع العلم ان الايات القرانية صريحة بضرورة اداء أي مسلم الفرائض وحتى الرسول الاكرم قد وصل الى الدرجات العليا من الكمال من خلال التزامه بالصلاة والصيام والحج وغيرها من العبادات وحسن اداءه في شتى المعاملات .
وان تمسك هذا الشخص باراء العلمانيين والليبرالين المتمثلة بقيم الغرب مجرد تقليد اعمى فهذا الغرب الذي نجده في واقعنا الحالي بالاخص الغرب السياسي الايديولوجي هو غرب منافق ينظر الى الامور بمقياس لا يخدم الا مصالحه وقد عاش الغرب لفترات طويلة من الحروب فيما بينه وقد دفع الملايين من الغربيين ارواحهم جراء تلك الحروب الطاحنة بالاخص في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ولحين منتصف القرن العشرين الى ان اتفق االغرب على تقسيم العالم الاسلامي كغنائم حرب ولا زال العالم الاسلامي يدفع الثمن غاليا جراء اطماع وجشع الغرب.
لقد كان بامكان هذا الباحث والذي عنده مجموعة من الكتب والترجمات ان يقوم بعملية الاصلاح من خلال طرح علمي موضوعي بدون الاساءة لقيم ومبادى الاسلام الا ان لسوء فهمه للاسلام مع كونه قد درس في الحوزة لفترات من الزمن وكان بامكانه معالجة كثير من السلبيات وفق رؤى واقعية لو كان يتمتع بفهم واقعي للاسلام ولقد كان لفهم السيد محمد باقر الصدر والشيخ النتظري ومحمد جواد مغنية ومحمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي الاصفي وكثير من الشخصيات الاسلامية التي فهمت الاسلام فهما واقعيا اثرا بالغا في زيادة الوعي الاسلامي المعاصر وازالوا كل الاشكاليات والاتهامات عن الاسلام وهكذا بالنسبة الى شخصيات اخرى مهمة مثل محمد الغزالي ومحمد متولي شعراوي وسيد قطب وغيرهم كثيرا.