يتبادر دائمًا عند أغلب الأهل الحزم والشدة كمرادف للتربية والتأديب ، وقد وصل الأمر إلى حدٍّ أصبح معنى كلمة تأديب عند العامة هو الضرب والقسوة ، والحقيقة إن هذا بعيد كليا عن معناها الحقيقي ، فالتربية والتأديب عملية إنسانية تحتاج إلى كثير من المحبة والعطف والعلم والثقافة التي تتناسب مع ما تحتاجه هذه العملية.
لذلك لا بد من التعامل مع أولادنا بكثير من اللطف والمحبة، بل حتى أن نُلاعب أولادنا كأننا أطفال مثلهم، فإن ذلك يكون مدعاة لأن يفتحوا قلوبهم لنا، ويفاتحوننا بمكنونات صدورهم لأنهم في تلك اللحظة التي نتصابى لهم بها يظنون أنهم يلعبون مع رفاقهم فينقادوا للتعبير عن ما يريدون بكل محبة ومن دون تحفظ، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله:
«من كان عنده صبي فليتصابى له ».
وأكثر من ذلك فإنه ورد الحث على أن نُقَبِل أولادنا إشعارًا منها لهم بمحبتنا وإزالة لعامل الخوف الذي قد ينتابهم من ثورة غضب من دون قصد منا، أو عبوس ناتج عن تعب انتابنا ظنوا من خلاله أننا نكرههم، أو نريد بهم شرًا ، فإنك لا تعرف ما يمكن أن يتصوره الطفل من جراء هذا العبوس، أو ذلك الغضب.
لذلك ورد عن رسول الله(ص) أنه قال: «أكثروا من قبلة أولادكم، فإن لكل بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجة خمسمائة عام»
فإن التشجيع من الرسول(ص) على تقبيل الأولاد دليل على أهمية هذا الفعل وأثره على تربية الأولاد وبالتالي على المجتمع الإنساني .
فقد ورد أن رسول الله(ص) قَبّل الحسن والحسين(ع). فقال الأقرع بن حابس: «إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدًا منهم، فقال: ما عليَّ إن نزع الله الرحمة منك»
فالحديث الشريف دليل واضح على إحتياج الأولاد للرحمة ومن نزعها الله من قلبه لن يكون رسول الله(ص) أسوة له، ولن تكون تربيته تربية إسلامية كما أرادها الله ورسوله .