ما معنى تنكيس القرآن ؟ .. وهل يحرم ؟

الجواب:
تنكيس القرآن مصطلح يطلق على:
1 - مخالفة ترتيب سور القرآن الكريم، كأن تقرأ مثلا سورة الفلق ثم تقرأ سورة الإخلاص.
2 - مخالفة ترتيب الآيات في السورة الواحدة.

حكم تنكيس القرآن
1 - تنكيس القرآن بالمعنى الأول مشروع لا حرج فيه، وإن شاع بين الناس أنه حرام أو مكروه غير مشروع.
والأدلة على ذلك كثيرة، منها:

- قوله تبارك وتعالى: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ [المزمل: 20].
- روى مسلم عن حذيفة أنه صلى وراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنه قرأ في صلاته في ركعة واحدة سورة البقرة ثم النساء ثم آل عمران، وهذا مخالفة لترتيب المصحف.
- هذا وليس من الواجب على القارئ والمصلي أن يراعي ترتيب المصحف، فيقرأ السورة والتي تليها مباشرة، ففي الصحيحين أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة في الركعة الأولى: سورة السجدة، وفي الثانية: سورة الإنسان.
وكذا كان عليه السلام يقرأ في صلاة العيد سورة (ق) في الركعة الأولى وفي الثانية سورة القمر.

- وقد وردت آثار كثيرة بذلك النكس، فهذا عمر بن الخطاب قرأ مرة في الركعة الأولى من الصبح سورة الكهف وفي الثانية سورة يوسف.
* فليس ثمّة دليل على وجوب مراعاة الترتيب المصحفي لا نزولا من البقرة إلى الناس، ولا صعودا من الناس إلى البقرة. بل هذا متروك للقارئ، وإن كان الأفضل أن يراعي الترتيب المصحفي، لأن ترتيب القرآن على هذا النسق فيه فوائد وإشارات بالغة.

2 - أمّا تنكيس القرآن بالمعنى الثاني فهو حرام غير مشروع، لأن فيه إخلالا بالنظم القرآني. فمن المقطوع به أن القرآن الكريم قرأه جبريل على رسول الله عليهما الصلاة والسلام، مرتبة آياته في سوره كما هو الآن، حتى إن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان عند نزول القطعة القرآنية يأمر كتّابه كتّاب الوحي أن يضعوها في الموضع الذي يحدده لهم.