في كل عام يخضع الملايين من الناس للعمليات الجراحية. وتوجد أسباب كثيرة لإجراء الجراحة. إن بعض العمليات يمكن أن تخفف الألم أو تزيله، كما تفيد عمليات أخرى في تخفيف أعراض مشكلة صحية ما أو تحسين بعض وظائف الجسم. وهناك عمليات يتم إجراؤها بقصد الحصول على تشخيص صحيح لحالة المريض. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يأخذ الجراح خزعةً (أي أن يأخذ قطعة من النسيج لفحصها تحت المجهر). وهناك بعض الجراحات، مثل الجراحة القلبية، يمكن أن تنقذ حياة المريض.

حصلت تطورات كثيرة في الجراحة في الأعوام الأخيرة. ومنذ وقت ليس بطويل، كان كل الجراحين يجرون الشقوق الجراحية باستخدام المشرط. أما في الوقت الحاضر فإن هناك عمليات تجري بواسطة الليزر. وبعض العمليات التي كانت تحتاج إلى شقوق جراحية كبيرة ، يمكن إجراؤها الآن باستخدام شقوق أصغر.

من الممكن أن يتعرض المريض إلى خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة، بما فيها العدوى أو النزف الغزير أو رد الفعل تجاه التخدير أو الإصابات العارضة. وفي جميع الأحوال تقريباً يكون هناك بعض الألم المرافق للعمل الجراحي.


مقدِّمة

في كلِّ عام، يخضع الملايينُ من الناس حول العالم للعمليات الجراحيَّة.

يهدفُ هذا البرنامجُ التثقيفي إلى المساعدة على التحضير للعملية الجراحية؛ فبامكان المريض مساعدة طبيبه والممرِّضات الموكلات بضمان نجاح العمليَّة وسرعة شفائه، وذلك بفهمه لمختلف المراحل وهو يتهيَّأ للجراحة.

هنالك جراحاتٌ طارئة (إسعافيَّة) وجراحاتٌ غير طارئة (غير إسعافيَّة). وتمرُّ الجراحات غير الطارئة بأربع خطوات مختلفة:
  • استشارة اختصاصي الجراحة.
  • الزيارة قبل العملية الجراحيَّة.
  • يوم العملية الجراحيَّة.
  • تسريح المريض من المستشفى.



خلال استشارة اختصاصي الجراحة، يلتقي المريضُ بالجرَّاح لمناقشة خيارات العلاج الجراحي ومناقشة منافع الجراحة ومخاطرها. وهذا البرنامج التثقيفي مصمَّم للمرضى الذين تمَّ تحديدُ موعد خضوعهم للعملية الجراحيَّة.

الغرضُ من زيارة الطبيب أو المستشفى قبل العمليَّة الجراحية هو التأكُّد من حالة المريض الصحِّية والتخطيط لنوع التخدير الذي سيُعطى له. وسيُناقش هذا البرنامج التثقيفي ما يحدث خلال مرحلة ما قبل العملية الجراحيَّة والأسئلة الطبِّية التي يمكن أن يسألها الطبيبُ له.

في اليوم أو الموعد المخصَّص للعملية الجراحية، سوف يحضر المريضُ ويسجِّل اسمه قبل الذهاب الى غرفة العمليات. وبعد العملية، تتمُّ مراقبته في غرفة الإنعاش. هذا، ويصف هذا البرنامج التثقيفي ما يحصل يوم العملية الجراحية وتحضير المريض لها.

بعد العملية الجراحيَّة، يبقى المريضُ في المستشفى أو يعود إلى منزله. وعند عودة المريض الى منزله، تُعْطى له تعليمات التخريج. يستعرضُ هذا البرنامج التثقيفي بعضَ المعلومات التي تناقش في أثناء إعطاء تعليمات التخريج.


الانتظار قبل العملية الجراحية

بعد اتِّخاذ القرار بالخضوع للعملية الجراحية، قد تكون هناك فترةُ انتظار ليوم واحد أو لعدَّة أسابيع. ونسرد هنا بعضَ النصائح التي قد تساعد المريضَ على التحضير للعملية الجراحيَّة خلال فترة الانتظار.

يجب أن يستفسرَ المريضُ من الطبيب ما إذا كان سيتمُّ معاملته كمريض في العيادات الخارجية أو مريض مقيم؛ "فمريضُ العيادات الخارجية" يعني أنَّه سيذهب إلى المنزل في اليوم ذاته الذي تُجرَى له فيه العمليَّة الجراحية. أمَّا "المريضُ المقيم" فيعني أنَّه سيقيم في المستشفى بعد العملية الجراحيَّة لمدة يوم أو أكثر.

يخبرك الجرَّاحُ المريضَ عن مواعيد الدخول إلى المستشفى والعملية الجراحية. وإذا كان لديه أطفالٌ صغار أو أهل كبار يعتني بهم، لابدَّ من القيام بالترتيبات اللازمة حتَّى يتمكَّن شخصٌ آخر من العناية بهم بينما يكون في المستشفى.

يجب أن يسأل المريضُ الطبيبَ عمَّا إذا كان عليه تغيير جدول وجرعة أيٍّ من الأدوية التي يأخذها.

إذا كان المريضُ من المدخِّنين، فمن الأفضل الإقلاع عن التدخين قبل العملية الجراحية. ويساعد هذا المريضَ على استعادة عافيته بشكل أسرع. ولكي يكونَ ذلك مفيداً حقاً، عليك الإقلاع عن التدخين قبل أسبوعين من موعد العمليَّة الجراحية.

سيخبرك الطبيب مريضَه عمَّا إذا كان هناك احتمالٌ لفقدان كمِّية كبيرة من الدم في أثناء العملية الجراحية، وقد يُضطرُّ الطبيبُ في حالة حدوث ذلك إلى نقل الدم له. إذا كان المريضُ بصحَّة جيِّدة وموعد عمليَّته بعد أكثر من أربعة أسابيع، فقد تكون لديه فرصة لتخزين بعض دمه الذي قد ينقل له في حالة الحاجة إلى نقل الدم؛ ويُعرف ذلك باسم "نقل الدم الذَّاتي".


الزيارة السابقة للعملية الجراحية

غالباً ما تكون الزيارةُ السابقة للعملية الجراحية قبلَ يوم واحد من العملية الجراحية. وخلال هذه الزيارة، يقوم اختصاصي التخدير بإجراء الفحوصات الطبِّية لتحديد نوع التخديرالأنسب للمريض. كما يتولَّى اختصاصي التخدير إجراءَ الفحص الإكلينيكي، ويسأل بعض الاسئلة المتعلِّقة بصحَّته.

قد تكون هناك حاجةٌ إلى إجراء فحوصات للمريض، كاختبارات الدم والبول وتخطيط كهربيَّة القلب.‏

من المهمِّ أن يخبر المريضُ طبيبَه والموكل برعايته الصحِّية عمَّا إذا كان قد خضع لاختبارات الدم أو البول او القلب خلال الأشهر الستِّ الماضية؛ وذلك قد يلغي الحاجة إلى المزيد من الفحوصات الطبِّية. وإذا كان لديه نسخة عن أيٍّ من هذه الفحوصات الطبِّية، فعليه ارسالها إلى الطبيب في وقت مبكِّر أو أخذها معه في الزيارة السابقة للعملية الجراحية.

إذا كان المريضُ لا يملك نسخةً عن نتائج فحوصاته الطبِّية، فإنه يستطيع أن يطلبَ من العيادة التي أجرت الاختبارات أن تحوِّل نسخة منها الى طبيبه أو إلى المستشفى.

على المريض أن يكونَ مستعدَّاً للإجابة عن الكثير من الأسئلة. وفي الصفحات التالية، يجد المريضُ بعضَ الأمثلة عن الأسئلة التي يمكن أن يطرحَها الطبيب عليه.

ما هي الأدويةُ الموصوفة للمريض والتي يأخذها حالياًً؟ هل يُؤخذ أيُّ دواء لا يحتاج إلى وصفة طبِّية كالفيتامينات؟ وهل لديه أيَّة حساسية تجاه دواء أو غذاء معيَّن؟ إذا كان الجوابُ نعم، ما هو هذا الدواء أو الغذاء؟

؟هل لدى المريض أيَّةُ حساسية تجاه مادة اللاتكس (وهي مادَّة مطَّاطية توجد في المستشفيات والأدوات الطبِّية)؛ فمن الممكن للأطبَّاء والممرِّضات أن يتجنَّبوا تعريض المريض لهذه المادَّة إذا كان حسَّاساً لها. هل خضع المريض لأيِّ تخدير من قبل؟ وإذا كان الجوابُ نعم، هل كان لديه أيَّةُ حساسيَّة تجاه أيِّ دواء مخدِّر؟ وهل يعلم إذا كان أحد أفراد عائلته قد عانى من مشاكل مع التخدير؟

يحب إخبارُ طبيب التخدير عن أيَّة حالة مرضيَّة لدى المريض، كأمراض القلب أو الرئة أو الكلية أو الكبد أو السكتات.

يحب إخبارُ الطبيب إذا كان قد أُجري للمريض أيُّ نقل للدم في الماضي، وإذا كنت يعاني من مرض السكَّري أو ارتفاع ضغط الدم.

من المهمِّ إخبارُ الطبيب إذا كنت المريضُ يشخرعندما ينام، وعن حالة الأسنان أيضاً، هل أيٌّ منها متقلقل أو مُجرَى له جسور أو تيجان.

يمكن للأدوية التي يأخذها المريضُ أن تتعارضَ مع الأدوية التي يستعملها طبيبُ التخدير. لذلك، على المريض أن يخبر طبيبُ التخدير والجرَّاح عن الأدوية التي يأخذها، بحيث يسرد له كلَّ الأدوية الموصوفة له والأدوية غير الموصوفة، كالفيتامينات والمسكِّنات والمستحضرات العشبيَّة.

قد يطلب الطبيبُ من المريض تغييرَ جدول وجرعات الأدوية التي يأخذها قبل العملية الجراحية. وعليه اتِّباع تعليماته.

يحدِّد أطبَّاء التخدير والجراحة المخدِّرَ الأفضل للمريض ولحالته الصحِّية. هناك ثلاثةُ أنواع من التخدير:
  1. التخدير العام.
  2. التخدير النَّاحي.
  3. التخدير المَوضعي.



يجعل التخديرُ العام المريضَ ينام ويفقده الشعور بالألم؛ وهو يتمُّ عن طريق القناع أو بالحقن.

أمَّا التخديرُ الناحِي فيُستخدم عندما تحتاج منطقةٌ كاملة من الجسم، مثل الذراع أو الساق، إلى التخدير. تشمل الأمثلةُ على التخدير الناحي تخديرَ العمود الفقري وتخدير الأعصاب التي تسيطر على منطقة معيَّنة من الجسم، كالرجل أو الساعد، والتخدير فوق الجافية.

وأمَّا التخديرُ الموضعي فيُستخدَم لتخدير مناطق محدودة من الجسم، مثل منطقة معيَّنة من الجلد. وتخديرُ الفكِّ العلوي من طبيب الأسنان هو مثال على التخدير المَوْضِعي.

أصبح التخديرُ آمناً جداً بسبب التقدُّم في التكنولوجيا والأدوية. ومع ذلك، هناك بعضُ المخاطر والمضاعفات المحتملة التي يمكن أن يتجنَّبها المريضُ، وذلك عن طريق إخبار طبيبه عن الأدوية التي يأخذها وعن أشكال الحساسيَّة والأمراض التي يعاني منها.

تعتمد مخاطرُ التخدير على نوع التخدير وعلى صحَّة المريض وحالته الطبِّية. وسوف يناقش الطبيبُ معه هذه المخاطر.

سيحدِّد الطبيبُ لمريضه متى عليه الذهاب إلى المسشفى. وقد يكون ذلك يومَ العملية الجراحية أو قبلَ يوم واحد أو أكثر منها.

سيعطي الجرَّاحُ وطبيبُ التخدير تعليمات خاصَّة للمريض لاتِّباعها قبلَ موعد العملية الجراحية. وتناقش الصفحاتُ التالية معلومات عامَّة تساعد المريضَ على التحضير للعملية الجراحية أو الفحص الطبِّي.


الليلة السابقة للعملية الجراحية

لتجنُّب المضاعفات في أثناء العملية الجراحية وما بعدها، يجب أن يتوقَّفَ المريضُ عن تناول الطعام والشراب بعد وقت معيَّن، وذلك لأنَّه خلال العملية الجراحية يمكن أن يتقيَّأ المريضُ الطعامَ الذي تناوله وأن يستنشقه نحو الرئتين. يجب تجنُّبُ الأكل والشرب والمضغ وامتصاص أيِّ طعام بعد منتصف الليل، قبل يوم العملية الجراحية. ويشمل ذلك العلكة (اللِّبان) وحلوى النعناع وغيرها من الحلوى.

يجب سؤال الطبيب عمَّا إذا كان بالإمكان شرب السوائل غير المحلاَّة قبل ساعتين من العملية الجراحية. وفي كثير من الحالات، يُسمَح للمرضى البالغين بشرب كأس واحد من السوائل النقيَّة قبل ساعتين من الوقت المقرَّر للعملية الجراحية. والسوائلُ المسموح بها هي الماء والقهوة السوداء من دون سكَّر والشاي من دون سكَّر وعصير التفَّاح.

اذا كان المريضُ يعاني من مرض السكَّري، فعليه أن يسألَ طبيبه متى يجب أن يتوقَّف عن الطعام.

الأدويةُ التي يطلب طبيبُ التخدير من المريض أن يأخذها يجب أن تُبلَع مع أقل كمِّية من رشفات الماء عند الاستيقاظ صباحَ يوم العملية الجراحيَّة.

إذا كان المريضُ من المدخِّنين، فمن الأفضل أن يتوقَّف عن التدخين قبل العملية الجراحية. وإذا كان لا يستطيع أن يتوقَّف عن التدخين، فعليه على الأقل تخفيض كمِّية السجائر التي يدخِّنها والإقلاع عن التدخين بعد منتصف الليل قبل يوم العملية الجراحية.

يجب تجنُّبُ شرب أيَّة مشروبات كحولية في غضون الأربعة والعشرين ساعة السابقة للعملية الجراحية.

قد يطلب الطبيبُ من المريض الاستحمامَ بصابون خاص، وتنظيف منطقة الجلد التي ستُجرى من خلالها الجراحة.


يوم العملية الجراحية

عند مجيء موعد العملية الجراحيَّة، ستدخل الممرِّضات المريضَ إلى قسم العمليات الجراحية، وقد يضعن حول معصمه هوية بشكل سوار.

من الأفضل ارتداء الملابس البسيطة الفضفاضة التي لا تضغط على الضمادات الموجودة فوق الجسم. ومن الأفضل أيضاً ترك المجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة في المنزل.

يجب إزالةُ كلِّ مستحضرات التجميل والأظافر الاصطناعية قبل العملية الجراحيَّة.

سوف يراجع الطبيبُ الملفَّ الطبِّي للمريض، ويجري له فحصاً طبِّياً عاماً. وعليه أن يكون مستعدَّاً للإجابة عن أيَّة أسئلة تتعلَّق بالأدوية التي يأخذها.

على المريض أن يبلِّغ طبيبه أو الممرِّضة عن أيِّ طعام أو شراب يشربه إذا كان قد أكل أو شرب بعد الساعة التي طلب منه فيها وقفَ الأكل أو الشرب.

قد يطلب الطبيبُ من المريض أن يوقِّع على ورقة يعلن فيها موافقته على إجراء العملية الجراحية، بعد استيعابه لحسناتها ومخاطرها. وعلى المريض أن يفعل ذلك إذا كان موافقاً عليها ومتفهِّماً لمنافعها ومخاطرها.


خلال العملية الجراحية

يُعطى المريضُ رداءً خاصاً ليرتديه خلال العملية. وسوف يلتقي بطبيب التخدير الذي سيراجع ملفَّه الطبِّي ونتائج فحوصاته الطبِّية. كما سيكون مسؤولاً عن متابعة تخديره طوال العملية الجراحية. وقد يعطيه طبيبُ التخدير مسكِّناً لتهدئة أعصابه قبل الذهاب إلى العملية الجراحية.

بالرغم من أنَّ المريض قد لا يزال قادراً على المشي، فإنَّ الموكلين برعايته الصحِّية يمكن أن يأخذوه إلى العملية الجراحية على كرسي متحرِّك أو على سرير لضمان سلامته.

قد يتمُّ أخذ المريض إلى صالة انتظار تابعة لقسم الجراحة، تُدعى "صالة انتظار العمليات" قبل الذهاب إلى غرفة العمليات. ويمكن أن تختلف هذه الأجراءاتُ من مستشفى الى آخر.

إذا كان المريضُ طفلاً، يمكن السماح للأمِّ بالبقاء في "صالة انتظار العمليات" أو غرفة العمليات، إذا ما قرَّر طبيبُ التخدير أنَّ هذا هو الأفضل للطفل.

قد يرى المريضُ في "صالة انتظار العمليات" بعضَ المرضى والعديد من العاملين حوله. وإِذا كان شعرُ جسده يحتاج الى الحلاقة، قد يتمُّ حلقُه من قبل الممرِّضات في "صالة انتظار العمليات.

وبعد ذلك، سوف يُنقَل من "صالة انتظار العمليات" إلى غرفة العمليات.

إذا لم يبدأ التخديرُ في صالة انتظار العمليات، فإنَّه سيبدأ في غرفة العمليات.

إذا كان المريضُ سيخضع للتخدير العام، فإنَّه سينام، وسيضع الأطبَّاءُ أنبوباً في حنجرته لمساعدته على الاستمرار في التنفُّس.

سوف تُعطَى بعضُ الأدوية عن طريق أنبوب يُدخَل في الوريد لتخفيف الألم. وسيحقن طبيبُ التخدير دواء التخدير الذي سيخدِّر المريضَ ويجعله لا يشعر بالجراحة.

سوف يراقب الأطبَّاءُ والممرِّضات المريضَ عن كثب في غرفة العمليات. كما سيتابع طبيبُ التخدير أو ممرِّضة التخدير مستوى الأكسجين في دم المريض ونبضَه وضغطَ دمه وتنفُّس. وسوف يعطونه الأدوية والسوائل والدم الذي قد يحتاج إليه.

قد تتضمَّن بعضُ المعدَّات التي تُستخدم لمراقبة المريض ما يلي:
  • مقياس ضغط الدم لمراقبة ضغط الدم.
  • ملقط الإصبع أو الوسائد اللاصقة لقياس مستوى الأكسجين بالدم.
  • لزقات على الصدر لإجراء تخطيط كهربيَّة القلب‏ خلال العملية.



سيتمُّ استخدامُ قناع خاص لتزويد المريض بالأكسجين. يُستخدم أنبوبٌ يُدخَل في الوريد لإعطاء المريض أيَّ دواء قد يحتاجه.


بعد العملية الجراحية مباشرةً

بعد العملية الجراحية مباشرةً، تُؤخَذ إلى غرفة الإنعاش، والتي تُسمَّى غرفة العناية ما بعد التخدير أيضاً. وفي هذه الغرفة، تراقب الممرِّضات المريضُ خلال انحسار تأثير التخدير.

وخلال وجودك في غرفة الإنعاش، سيجتمع الجرَّاحُ مع المنتظرين من أفراد أسرة المريض وأصدقائه لإطلاعهم على حالته الصحِّية.

ستعطي الممرِّضةُ للمريضَ في غرفة الإنعاش المسكِّنات لتخفيف أيِّ ألم يشعر به بعد العملية الجراحية. وعليه ألاَّ يخف من المطالبة بالمزيد من المسكِّنات إذا كان ما يزال يشعر بالألم.

عندما تقرِّر الممرِّضةُ في غرفة الإنعاش بأنَّ الوضع الصحِّي للمريض مستقر، وأنَّ ألمه قد عولج على نحو ملائم، فإنَّه سوف يُخرج من غرفة الإنعاش. وبعدها، قد يعود إلى منزله أو إلى إحدى غرف المستشفى، حيث يعتمد ذلك على وضعه الصحِّي.

تعتمد المدَّةُ التي يقضيها المريضُ في غرفة الإنعاش على نوع الجراحة وحالته الطبِّية.

غالباً ما تكون القدراتُ الجسديَّة للمريض محدودةً بعد العملية الجراحية. لذلك، يجب على المرضى، بعد خضوعهم للجراحة، تجنُّب قيادة السيَّارات أو تشغيل الآلات التي تحتاج إلى دقَّة وتركيز أو اتِّخاذ قرارات هامَّة أو ذات طابع قانوني. وبالنسبة للذين لا تُحرَّم عليهم شرائعهم شرب الكحول، عليهم تجنُّب شربه لمدَّة يوم أو يومين بعد العملية.



تعليمات التسريح من المستشفى

إذا كان المريضُ مريضَ العيادات الخارجية، يعني ذلك أنَّه سيذهب إلى المنزل في اليوم ذاته الذي تُجرَى له فيه العمليَّة الجراحية. أمَّا "المريضُ المقيم" فيعني أنَّه سيقيم في المستشفى بعد العملية الجراحيَّة لمدَّة ليلة على الأقل. قبلَ ذهاب المريض إلى المنزل، يعطيه الأطبَّاء والممرِّضات تعليماتٍ طبِّيةً عن كيفيَّة العناية بنفسه. وتُعرَف هذه التعليمات باسم تعليمات التخريج.

يمكن للمرضى فعل الكثير للمساعدة على الإسراع في الشفاء. وفيما يلي بعضُ المقتَرحات. وسوف يعطي الأطبَّاءُ والممرِّضات المريضَ تعليماتٍ أكثر تحديداً؛ وهذه التعليماتُ تُعرَف بتعليمات التخريج. ونسردُ في الصفحات التالية معلومات التخريج العامَّة:

عليك أن تمشي حالما تكون قادراً على ذلك؛ فالمشيُ يحسِّن الدورةَ الدموية، ويقلِّل من تشكُّل جلطات الدم التي قد تكون مميتة. وتساعد الممرِّضاتُ في المستشفى المريضَ خلال خطوات المشي الأولى بعد العملية الجراحية.

يجب على المريض أن يتَّبع التعليماتِ الغذائيةَ المعطاة له، حيث تُعطى تعليمات بخصوص ما يمكنك تناوله من الطعام، وكيف يمكنه أن يتحوَّل من شرب الغذاء السائل الى أكل الغذاء الصُّلب. وعليه أن يتَّبع هذه التعليمات حتَّى يتعافى جهازه الهضمي كاملاً من تأثيرات الجراحة والتخدير.

تدبير الألم عند المريض. خِلال وجود المريض في المستشفى، يمكنه أن يطلبَ من الممرِّضة مسكِّنات الألم إذا كان يشعر به. وعندما يعود إلى المنزل، يجب ألاَّ يُضاعفَ أو يزيد من جرعة دوائه من دون استشارة الطبيب.

يجب تجنُّب التدخين. قد يزيد التدخينُ من فرصة إصابة المريض بعدوى الرئة المعروفة بالالتهاب الرئوي‏؛ كما يعيق تدفُّقَ الدم ويبطئ الشفاء.

من الجدير بالذكر أنَّ هذه تعليمات عامَّة. ولكن، سيعطي الطبيبُ للمريض تعليماتٍ خاصَّة به. وعليه أن يفهمَها جيِّداً وأن يستفسرَ عنها. ويعدُّ اتِّباعُ هذه التعليمات ضَرورياً جداً لاستعادة عافيته.

فيما يلي بعضُ الأسئلة التي يجب على المريض أن يسألها لطبيبه قبل أن يعودَ إلى المنزل:
  1. أيُّ الأدوية يجب أن تُؤخذ ومتى؟
  2. ما هي عوارضُ الإصابة بالالتهاب وغيره من المُضاعفات؟
  3. ماذا يجب أن يأكل المريض؟
  4. ما سيحدث اللخيوط والدبابيس في جرح المريض؟
  5. متى سيرى المريضُ الطبيبَ مرَّةً أخرى؟




  1. متى يستطيع المريضُ قيادةَ سيَّارته؟
  2. متى يمكن للمريض أن يعودَ إلى العمل؟
  3. متى وكيف يمكن للمريض الاستحمام؟
  4. ما الوزنُ الذي يستطيع رفعه؟ هل يمكنه الانحناء؟
  5. متى يستطيع أن يمارسَ الجماع مرَّةً أخرى؟




الخلاصة

أصبحت الإجراءاتُ الجراحيَّة الآن أكثر أماناً وأقلَّ ألماً بفضل التقدُّم التكنولوجي. كما أنَّ الشفاءَ من الجراحة هو أيضاً أسرع بفضل أدوية التخدير المتقدِّمة والتقنيَّات الجراحية الحديثة.

يمارسُ المريضُ دوراً هاماً فى ضمان نجاح العملية الجراحية. لقد جعلنا هذا البرنامجَ متاحاً للمريض لنساعده على فهم العملية الجراحية، وتحضيره حتَّى يمكنه أن يمارسَ دوراً فاعلأ في العلاج والشفاء.

الطبيبُ والممرِّضة جاهزان للإجابة عن أيَّة أسئلة يمكن أن تكونَ لدى المريض حول العمليَّة الجراحيَّة المخطَّطة له.

منقول