مكتب وكالة الانباء العراقية المستقلة اربيل
(كاري)، (خه ند لك)، (طه رشوك)، (كه ل به شك)، (كوى زى)، (جاتر)، (تولك)، (بينك)، (كه نكر أو الكعوب)، (جوتين)، (قوراد)، (ريواس)، (سيا بسك أو الجدائل الثلاث)،.. وغيرها كلها نباتات وأعشاب تنمو في كوردستان لاسيما جبالها وعلى ضفاف الجداول العذبة فيها، منها ما يُزهر في فصل الربيع ومنها ما نجدهُ طيلة فصول السنة، وتتنوعُ طرائق الافادة منها بين التطبيب والتغذية، إذ يطهى الكثير من تلك الأعشاب بحسب ما جرت عليها العادة بإضافة بعض التوابل عليها فيخلط بعض منها مع الفاكهة وبعض منها يُجفف ويطهى ومنها ما يؤكلُ نيئًا ولا تحتاجُ سوى غسلها. غالبًا ما تقطف الأعشاب الكوردية مجاميعٌ من الرجال والنساء يأخذونَ حاجتهم منها ويبيعون ما يفيضُ للبائعين في الأسواق الشعبية ويكونُ ذلك في الصباح الباكر ليتسنى للأهالي شراؤه قبيل الظهيرة لتزين موائدهم كمقبلات أو كوجبات رئيسة.
ألذ الاطعمة
آوات ربة بيت من مدينة عقرة، تقول عن نبات الكاري البري: يمتاز هذا النبات الذي ينمو على المرتفعات الجبلية بطعمهِ اللذيذ وفائدتهِ إذا ما تم طبخهُ بشكلٍ جيد وبإضافة قليل من التوابل والسماق أو النومي حامض ودبس الرمان اليه، الا انه سام وخطر إذا تناولهُ الانسان وهو نيئ فقد يتسبب بحساسية شديدة وضيق في التنفس قد يؤدي الى الوفاة كما هو متعارفٌ عليهِ من خلال التجارب، واذا حصل ذلك فيجب تناول كمية مركزة من (ماء السماق) المتوفر في الأسواق ولدى العطارين لحين الوصول الى المستشفى، ويمكن تجنب مضار الكاري البري بغسله وفرمه وطبخهِ بطريقة جيدة قد تستغرقُ أربع أو خمس ساعات فيصبح من ألذ الأطعمة واكثرها فائدة.
غذاءٌ ودواء
أما روزة – طالبة جامعية- فتقول: لا نكاد نستغني عن الأعشاب والنباتات يومًا واحدًا فهي ضيف موائدنا الدائم، منها ما نطهيه بطرائق متنوعة كالتولة والكاري والكعوب ومنها ما نتناوله نيئا كالريواس والـ (كوي زى)، وانا أفضل تناول نبات الريواس مع اللبن في وجبة عشائي أو أعشاب كلبشك مع السماق، لأنّني أتبعُ حمية وهي أعشابٌ خفيفةٌ على المعدة بكل حالاتها طرية أو مجففة، تتنوع طرق تحضير الأطعمة من الأعشاب الطبيعية مثل الكاري والكلبشك والتولك وغيرها، إذ يمكن تحضير وجبات رئيسة منها أو مقبلات ولها فوائد صحية جمة، وينمو معظمها في أعالي جبال كوردستان، وعليها إقبال كبير من الأهالي.
اسعار زهيدة
تقول سوما – ربة بيت - نذهب الى الأسواق الشعبية في الصباح الباكر لشراء الخضراوات الطازجة وفي مقدمتها الأعشاب البرية التي يُباعُ أفضل انواعها قبل حلول الظهر وتنفد من السوق في هذا الوقت لكثرة الطلب عليها، وهي منتشرة بكثرة على (البسطيات) المرصوفة في الأسواق وفي محال الخضراوات وكثيرًا ما كانت تباعُ بأثمانٍ زهيدة إلا إن أسعارها مؤخرًا اخذت بالارتفاع.
اجور النقل
من جهته يقول أبـو آرام، بائع الكاري والتولك والريواس والكعوب: لا تكاد تخلو احدى الأسواق الشعبية في الإقليم من هذه الأعشاب البرية، فنحن نشتريها من مجموعة من الشباب والشابات الذين يقومون بقطفها صباحًا ومن ثم بيعها لنا ونحنُ نبيعها في الأسواق على (بسطياتنا) وعن سبب ارتفاع أسعار هذه النباتات مؤخرًا، يقولُ: صحيح أننا نشتريها بأثمانٍ زهيدة ممّن يقومون بقطفها وبيعها لنا ولكن المشكلة في نقلها فسعر النقل أعلى من البضاعة نفسها بسبب ارتفاع سعر الوقود.
كميات مناسبة
أما كاميران وهو احد الشباب الّذين يقطفون الأعشاب ويبيعونها، فيقول: نذهبُ منذُ الصباح الباكر إلى الجبال لنتمكن من جمع اكبر كمية من الأعشاب لنبيعها إلى التجار والباعة بعد الظهر وهم من يقومون بنقلها الى الأسواق وبيعها للأهالي في اليوم التالي، وهي عملية تتباين بين السهولة والصعوبة، فهناك نباتات لا تحتاجُ الى جهدٍ عند قطفها كنباتي الكاري والتولك، ومنها ما يحتاجُ لجهدٍ كالكعوب لأنهُ يخرج من تحت الأرض، ومنها ما ينمو تحت الثلوج في الجبال كالريواس، ومنها الشائك كالقلغانه، والمجهد في الأمر أننا نحتاج الى جمع كميات مناسبة في وقتٍ محدد ليتسنى لتجار الخضراوات أخذها وبيعها في الأسواق، ونحنُ نأخذ ما يكفينا ونبيعُ معظمها.
الأكثر طلبًا
ويقولُ أبو آراس – بائع خضراوات- تتنوع احتياجات الأهالي للأعشاب من سوق شيخ الله في هولير فكلها مرغوبة ومطلوبة ولا يكاد يتبقى منها شيء حتى الظهيرة، ولكن هناك ما يتزايدُ الطلب عليهِ كالتولك والكاري والريواس والكعوب، ولكل منها فوائده وطريقة تحضيرهُ هنا في هولير، فالتولة أو (الخباز) من النباتات الطبيعية الّذي يكثرُ في أماكن مختلفة من السهول والجبال وهو نبات ذو سيقان طويلة وأوراق مدورة ومتقاربة، يتم تحضيرهُ بطرائق متنوعة بفرمه وطبخه وإضافة السمن والبيض لهُ، أو بإضافة البصل ومعجون الطماطم اليه، وهو مفيدٌ جدًا لمرضى القولون والكلى والجهاز الهضمي.
ويؤكد كاكا أمين – بائع الكعوب والريواس- ان الكعوب يعد من أكثر الأعشاب المرغوبة هنا ويوجد نوعان منهُ: الجبلي ينمو عند سفوح الجبال والرملي في الأماكن الرملية، ويكون الطلب على الكعوب الجبلي أكثر بسبب كبر حجمهِ ولذة طعمه، ويكون هذا النبات شوكيًا وتتطلب عملية قلعه من الأرض جهدًا وأداة خاصة بهِ تسمى "هاويرته" فضلاً عن قطعة توضع على البطن تسمى "خلج" ، ويتم نزع الأشواك العالقة بنبات الكعوب ومن ثم غسلهُ ويمكن أكلهُ نيئًا مع الحامض أو السماق أو مع اللبن أو طبخهُ من خلال سلقهِ واضافة البيض والسمن اليهِ وهو طعام لذيذ ومفيد للتخلص من الشحوم الزائدة ومساعد جيد على الهضم ويقال بأنّهُ مقو جيد للشعر.
طرشوك
أما جلال – بائع أعشاب- فيقول: مؤخرًا إزداد الطلب على بعضٍ النباتات التي كان الطلب عليها قليل، كالپينك (النعناع) الّذي يستعمل جافًا أو طريًا مع اللبن و الطرشوك وهو عشب حامض الطعم يضاف اليهِ الملح فيصبحُ لذيذًا يستعمل كمقبلات، وكذلك الجاتر (الزعتر) قليل الاستعمال فهو يضاف الى بعض الأطعمة كالكبة مع اللبن أو مع الزيت.
رأي الطب
وللاطباء رأيهم في فوائد النباتات العشبية، حيث يقول الدكتور شفان – طبيب عام- هناك فوائد كبيرة للنباتات الجبلية منها نبات الريواس، وهو عشب ذو سيقان طويلة وطعم حامض مستساغ لدى الكثيرين، ينمو تحت الثلوج في المرتفعات الجبلية ولهُ تسمية علمية وهي ( Rheum ) فهو مفيدٌ في علاج مشاكل المثانة والكُلى الناجمة عن وجود الحصى والرمل فيها فضلاً عن وصفهِ كعلاجٍ للإمساك وتصفية الكبد وهو خفيف على المعدة ويعالج الحموضةَ فيها وذلك لاحتوائهِ على الكولوسيد والكريوفائين، فضلاً عن استعمالهِ كفاتح للشهية ومعالج لأمراض السكري.