بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

الحديث الذي حيرّ معاوية وأتباعه: عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية.!

من الأحاديث المتواترة عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله مدح عمار بن ياسر رحمه الله ، وأخبر بأنه ستقتله الفئة الباغية ، وروى البخاري:1/122قول النبي صلى الله عليه وآله : ( وَيْحُ عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) . وفي:115، و:3/207، عن أبي سعيد الخدري قال: (كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي(ص)ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار). وقال العجلوني في كشف الخفاء:2/346: (متفق عليه عن أبي سعيد ، ولفظ البخاري: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).

وفي شرح الأخبار:1/410: (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :إن الله قد ملأ قلب عمار وسمعه وبصره إيماناً ، لا يعرض عليه أمرٌ حق إلا قبله ، ولا أمرٌ باطل إلا رده ، تقتله الفئة الباغية ، آخر زاده من الدنيا ضِيَاحٌ من لبن ، وقاتلاه وسالباه في النار). انتهى.

وكان هذا الحديث مشهوراً بين المسلمين ، وكان عمرو بن العاص يرويه قبل صفين ويكرره ، فطالبه ذو الكلاع أحد قادة جيش معاوية في صفين قائلاً: هذا عمار مع علي عليه السلام ! فأجابه بأنه سوف يترك علياً ويكون معنا ! ثم أصر عليه وجمع بينه وبين عمار ، وكانت بينهما مناظرة ، أوردناها في المجلد الأول !

وعندما استشهد عمار رحمه الله أُفحم معاوية فسارع الى القول: نحن لم نقتله إنما قتله عليٌّ لأنه جاء به وألقاه بين سيوفنا ! ففي مسند أحمد:4/199: (فقام عمرو بن العاص فزعاً يرجع حتى دخل على معاوية ، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار ! فقال معاوية: قد قتل عمار فماذا ؟ قال عمرو: سمعت رسول الله يقول: تقتله الفئة الباغية ! فقال له معاوية: دَحَضْتَ في بولك أَوَنَحْنُ قتلناه ؟ إنما قتله عليٌّ وأصحابُه ، جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا . أو قال بين سيوفنا) ! !

وفي مجمع الزوائد:7/244: (عن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال: خليا عنه فإني سمعت رسول الله يقول: إن قاتل عمار وسالبه في النار !.... فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله ؟ ! قال: إنما قال قاتله وسالبه ! ! ورجال أحمد ثقات) .

وقال الجصاص في أحكام القرآن:3/531: (وقال النبي(ص)لعمار: "تقتلك الفئة الباغية" وهذا خبر مقبول من طريق التواتر حتى إن معاوية لم يقدر على جحده لما قال له عبد الله بن عمر ، فقال: إنما قتله من جاء به فطرحه بين أسنتنا).

وقال المناوي في فيض القدير:6/474: ( قال القرطبي: وهذا الحديث من أثبت الأحاديث وأصحها ، ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال إنما قتله من أخرجه ! فأجابه عليٌّ بأن رسول الله(ص)إذنْ قتل حمزة حين أخرجه؟ ! قال ابن دحية: وهذا من علي إلزام مفحم لاجواب عنه ، وحجة لا اعتراض عليها . وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي ، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين ، أن علياً مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل ، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له ، لكن لا يكفَّرون ببغيهم).

(راجع في فضل عمار وتحريف معاوية: مسند أحمد:2/164و206 ، و:3/22، و91، و:4/197، و:6/289، والحاكم:2/149، و155، و:3/386، والزوائد:7/244، و247. ومصنف عبد الرزاق:11/240, وابن أبي شيبة:8/723، وسنن النسائي:5/155، و157 ، وخصائص أمير المؤمنين علي عليه السلام للنسائي/132 بعدة أحاديث ، ومسند أبي يعلى:11/403، و:12/455 ، و:13/123، و331 ، وصحيح ابن حبان:15/553 ، وأوسط الطبراني:6/249 ، و:8/44 ، وكبير الطبراني:19/330 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:20/334 ، ومن مصادرنا: شرح الأخبار:1/408 ، وأمالي الصدوق 489).

وفي الإحتجاج:1/266عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لما قتل عمار بن ياسر رحمه الله ارتعدت فرائص خلق كثير وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عمار تقتله الفئة الباغية ، فدخل عمرو على معاوية وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا ، قال: لماذا ؟ قال: قتل عمار ! فقال: قتل عمار فماذا ؟ قال: أليس قال رسول الله(ص): تقتله الفئة الباغية؟ ! فقال معاوية: دحضت في بولك أنحن قتلناه ! إنما قتله علي بن أبي طالب لمَّا ألقاه بين رماحنا !!! فاتصل ذلك بعلي عليه السلام قال: فإذن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي قتل حمزة لمَّا ألقاه بين رماح المشركين) ! !