موت النجوم
لا أدري لماذا يرتبط موضوع موت النجوم بالنسبة لبعض العامة بانطفاء النجم وانقطاع ضيائيته. فموت النجوم لا هو هذا ولا ذاك. نحن نعلم أن النجوم تمر في مراحل من الحياة تستغرق مليارات من السنين. ويعجز الإنسان في أثناء فتر ة حياته القصيرة نسبيًا عن متابعة مراحل حياة نجم واحد، ولكن يمكنه متابعة التطور النجمي عن طريق دراسة الكم الهائل من النجوم التي تحيط بنا والتي تمر بأطوار حياة مختلفة. وتولد النجوم في سدم من الغبار والغاز الموجودة بين النجوم، عبر سلسلة من العمليات المعقدة نوعًا ما وتكون في أول مراحلها النجوم الأولية (الجنينية) أو ما يعرف باسم ما قبل التتابع الرئيسي. وعندما تصبح درجة الحرارة والضغط كافيان في باطن النجم ، يبدأ النجم بدمج أنوية الهيدروجين نوويًا محولا إياها إلى أنوية هيليوم، وفرق الكتلة حسب قانون اينشتين يتحول إلى طاقة. وتنطلق من جراء ذلك طاقة حرارية هائلة، ليدخل النجم مرحلة التتابع الرئيسي، التي يقضي فيها النجم معظم سنين حياته من عطاء الطاقة المتدفق المتزن ويكون في هذه المرحلة في مرحلة الشباب. وعند انتهاء هذا المخزون الهائل من الوقود النووي -وهو الهيدروجين- في قلب النجم (باطنه) تبدأ سلسلة من العمليات التي تعتمد على كتلة النجم الوليد أصلا، ليدخل النجم في أحد أشكال الموت الثلاثة اعتمادًا على كتلته الابتدائية. إذًا موت النجوم له شكل محدد من أشكال ثلاثة. وهذه الأشكال ما هي إلا أسماء مألوفة نسمعها كثيرًا، وهي:
1) قزم أبيض: في حال كانت كتلة قلب النجم عند نهاية حياته أقل من مرة ونصف المرة من كتلة شمسنا تقريبًا.
2) نجم نيوتروني: في حال كانت كتل ة قل بالنجم أكبر من مرة ونصف من كتلة شمسنا إلى ثلاث أضعاف منها.
3) الثقب الأسود: وهو الشكل الثالث والأخير من أشكال موت النجو م. وهو اسم مشهور في عالم الفيزياء الفلكية بسبب الغموض الذي يحيط به. ويحدث هذا الشكل من الموت للنجوم التي تكون كتلها النهائية أكبر من ثلاثة أضعاف من كتلة الشمس.
وعليه فإن شمسنا عندما سوف تموت بعد حوالي خمسة مليارات سنة ستنتهي بشكل قزم أبيض، والله تعالى أعلم !
من كتاب بعض الأخطاء الشائعة
للأستاذة سناء مصطفى عبده