نحن البشر نتواصل بيننا و بين بعضنا البعض عن طريق ترددات راديو , سواء كنا على الأرض أو فى الفضاء , فأذا كنت تريد أن ترسل مركبة فضائية الى الفضاء لرحلة أستكشافية مثلاً , فالطريقة الوحيدة للتواصل معها و ارسال أوامر لها و تحميل بيانات منها , هى عن طريق ترددات الراديو , أيضاً حتى لو نظرنا الى الأنترنت فأن سرعة تحميل البيانات علية أيضاً تتم عن طريق وصلات الاتصالات القائمة على الراديو !
فى الحقيقة أن هذا الأمر برمتة الأن سيتغير قريباً , و العلماء يضعون لمساتهم الأخيرة على الأختراع الجديد الذى سيكون بمثابة ثورة للأتصالات البشرية , و هو عن طريق أستخدام الليزر بدلاً من الراديو , أو بمعنى علمى أدق هو أستخدام الفوتون الذى تصل سرعتة لسرعة الضوء بدلاً من الألكترون الذى سرعتة أقل من سرعة الضوء , و بهذا تضمن أقصى قوة لتحميل و أرسال البيانات مثلاً من الأرض الى الفضاء , أو أستخدامات أخرى أرضية مثل الأنترنت !
نظم الأتصالات البصرية ( LCRD )
هذا هو أسم التكنولوجيا الجديدة التى من المقرر ان تدخل الخدمة اعتبارا من ديسمبر عام 2017 كوسيلة للتواصل مع الفضاء السحيق , و هو نظام أتصالات قائم على أستخدام أشعة الليزر فى أتجاهين لأرسال و تحميل البيانات كمثال الأتصال بين الأرض و القمر الصناعى .
يتم إطلاقه إلى المدار المتزامن مع الأرض و مزود باثنين من الوحدات البصرية التجربية تعمل بأشعة الليزر لإرسال المعلومات إلى اثنين من المحطات الأرضية، واحدة منها في ولاية كاليفورنيا و الاخرى في نيو مكسيكو، بمعدلات تصل إلى 1.25 جيجا بايت في الثانية الواحدة.
قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بعمل تجربة على تلك التقنية بأسم تجربة Laser Communications Relay Demonstration , أو كأختصار لها بأسم LCRD , لأحد مركبات الفضاء التى تبعد عنا مسافة 384.633 كيلو متر , مسبار ناسا الذى تم ارساله للقمر فى مهمة تستغرق مائة يوم وتكلّفت 280 مليون دولار ، والمسبار مزود بليزر مع طول موجي خاص بموجات الأشعة تحت الحمراء القريبة التي تعد أقصر بآلاف المرات من الموجات الأخرى ، وتم توظيفها في جانب من التجارب التي تظهر إمكانية إجراء اتصالات ليزرية مع القمر حيث تم استخدام شعاع ليزر نابض لإرسال البيانات من مسافة 239،000 ميل (384،400 كلم) من المدار القمري إلى الأرض . و أستطاعت وكالة ناسا أن تصل ألى سرعة تقارب ال 622 ميجا كسرعة نقل البيانات !
بالطبع هذه تعتبر سرعة ضخمة للغاية نسبة الى سرعتنا الحالية التى من الممكن أن تصل الى 100 ميجا فقط كحد أقصى , هناك أيضاً أخبار من وكالة ناسا أنها أقتربت على الأنتهاء من تجاربها قبل الموعد المحدد , و هذا يعنى أن تلك التقنية ستستخدم قريباً جداً عكس ما كنا نتوقع !
و يرى مسؤولون في ناسا ان نظم نقل المعلومات بالليزر تعد خطوة نحو تطوير نوع من “الإنترنت فائق السرعة” عبر الفضاء، والتي من شأنها أن تمكن من نقل كميات ضخمة من البيانات التي من شأنها أن يستغرق عدة أيام في دقائق معدودة، و سيتم نقل البيانات بسرعة تتراوح بين 10 إلى 100 مرة أسرع مما هي عليه الآن.
و يعتقد مدير المشروع دون كورنويل Don Cornwell ان الاتصالات القائمة على الليزر هى النقلة النوعية المقبلة في مجال الاتصالات الفضائية في المستقبل ، خاصة مع تطويرها لتكون قادرة على نقل صور الفيديو عالي الوضوح من كواكب بعيدة مثل كوكب المشتري وزحل.
و قد نجحت ناسا بالفعل من هذا , عن طريق أرسال صورة للوحة الموناليزا المشهورة الى أحد الأقمار الصناعية عن طريق شعاع ليزر ! , لقد قطعت تلك الصورة التى تم حملها على أشعة الليزر مسافة 240،000 ميلا (384400 كيلومترا)، حيث ارسلت نبضات الليزر من مركز جودارد للطيران الفضائي في ولاية ماريلاند التى تعد الجيل القادم للمحطات الارضية .
الأستخدام الارضي
بالنسبة الى الأستخدام الأرض , فحتى هذة اللحظة لا يزال العلماء يفكرون فى حلول لمشاكل تلك التقنية للأستخدام على الأرض و من أحد تلك المشاكل هى أن الليزر أحادى التوجة , فهو شعاع يتم أطلاقة فقط , و هذا الشعاع سيصل الى نقطة واحدة فقط فى بيتك , و لكن يتوقع خبراء ناسا , أن تستخدم تلك التقنية من الأقمار الصناعية التجارية التى تقوم ببيع سرعات الأنترنت .
و بهذا ستعتمد الأقمار الصناعية على الوصلات البصرية بدلاً من إشارات الراديو التقليدية , و هذا سيضمن للمستهلك سرعة ضخمة لرفع و تحميل البيانات الى الأنترنت متوقع أن تكون سرعتة أسرع ب 6 أضعاف سرعتة الحالية !
و أيضا من المشاكل التى ستقابل تلك التقنية بكل تأكيد هى مشكلة التكلفة العالية , فالأسعار بكل تأكيد لن تكون مثل أسعار الأنترنت التقليدى الذى نستعملة الأن , لأنك ستحتاج الى أجهزة خاصة كبداية لألتقاط الأنترنت الفضائى و لن تكون مثل الأجهزة التى تباع الان للأنترنت الفضائى التى تبلغ أسعارها فى السوق المصرى حوالى ( 3500 جنية ) لا بل سيكون أكثر من ذلك لتمكنها من ألتقاط اشعة الليزر المرسلة
و لكن كل الأفكار الجديدة فى بدايتها تكون مكلفة جداً و بعد ذلك بسبب قيم العولمة التى نعيشها تقل التكلفة كثيراً و يصبح الأحتكار أصغر و أصغر الى أن يختفى , فنحن لم ننسى كم كان أسعار الهواتف المحمولة فى بدايتها
خاتمة
البعض يجهل ما فائدة هذا الكلام , لذلك أحب أن أوضح لكم ما معنى هذا الكلام و ما فائدتة فى مستقبل وطنا العربى , كلنا نعلم أن النهضة الأوروبية تمت عن طريق ترجمة كتب العرب و بذلك أستفادو من علم الأجيال السابقة لتطوير أنفسهم و أصبحو سادة العالم العلمى الأن .
و لذلك نحن أمامنا فرصة أكبر منهم الأن , فأن الثورة فى عالم الاتصالات بكل تأكيد ستأتى بفائدة عظيمة علينا , نحن الان نستطيع أن نرفع أفلامهم الوثائقية و نترجم كتبهم و نرسلها الى بعضنا عن طريق التواصل و سرعة تحميل البيانات الضعيفة فى وطنا العربى .
بكل تأكيد أن التقنية القادمة , ستجعلنا أسرع فى التعلم و أسرع فى تحميل البيانات و المعلومات من الغرب , ربما يكون هناك فائدة بعد كل ذلك , و تحدث لنا نهضة مماثلة لنهضة أوروبا فى العصور المظلمة !