24.Dec.2013
اشتباكات على عدة محاور وهجمات معاكسة
الجيش يجتاح صحراء الأنبار لتدمير معسكرات «داعش»
البيان
باشر الجيش العراقي عملية عسكرية واسعة وعلى عدة محاور على محافظة الأنبار التي أغضبت رئيس الوزراء نوري المالكي بقتلها منفذ مجزرة ساحة اعتصام الحويجة قائد الفرقة السابعة اللواء محمّد الكروي الذي أطلق اسمه على العملية الأمنية التي بوشر بها ليل السبت لاقتحام معسكرات لتنظيم القاعدة في صحراء الأنبار (غربي العراق) بغطاء جوي مروحي.. وسط اندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قرب الحدود مع سوريا.. وحوادث أمنية متتابعة راح ضحيّتها 15، بينهم آمر لواء في الفرقة 17 وسبعة عسكريين بينهم ضباط برتب مختلفة.
وقال مصدر أمني عراقي امني إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر ما يسمى بـ «داعش» وقوات الجيش العراقي بمساندة مروحيات تابعة لطيران الجيش قرب الحدود مع سوريا غرب مدينة الرمادي.
وأضاف المصدر أن حجم الخسائر في صفوف الجانبين لم تعرف بعد.
والى ذلك، اقتحمت قوات عراقية معسكراً لتنظيم القاعدة في وداي حوران وسط الصحراء في الأنبار. وأعلن مصدر امني عن وقوع اشتباكات مسلحة بين قوة من الجيش مدعومة بطائرات الهليكوبتر وعناصر من «القاعدة».
وقال المصدر إن الاشتباكات المسلحة وقعت في منطقتي مكر الذيب وسدة وادي حوران القريبة من المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، التابعة لقضاء الرطبة.
وأكد ان القوات العسكرية توغلت في الصحراء بغطاء جوي من مروحيات الدفاع الجوي العراقي حيث قصفت ودمرت معسكرين لـ «القاعدة».. في حين لم تكشف عن أي حصيلة للقتلى في هذه الاشتباكات، مشيراً الى ان العمليات لاتزال متواصلة.
«ثأر القائد محمد»
وفي السياق، أطلق رئيس الحكومة نوري المالكي تسمية «ثأر القائد محمد» على عمليات صحراء الأنبار، وشدّد على أنّها ستستمر لحين تطهيرها من العناصر الإرهابية، وإنْ كانت تقارير أشارت إلى إعطائه مهلة أسبوع لإنجاز المهمّة.
وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين في مقر قيادة عمليات الفرات الأوسط في كربلاء، للإشراف على العمليات الأمنية الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين، إنه «لو قامت الحكومة بضرب الاعتصامات في الأنبار منذ انطلاقها لاتهمت بالطائفية».
وكان قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي العميد الركن محمد الكروي، قتل خلال عملية دهم لأحد مقار مسلّحي تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار الغربية، تبيّن أنه مفخخ. وفي الأثناء، أعلن المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري إنّ القوات المسلحة العراقية تقوم بمطاردة وقصف معسكرات تنظيم داعش الإرهابي في قاطع عمليات الانبار والجزيرة»، ما ادى الى تدمير معسكرين في صحراء الأنبار.
تصريح
وقال العسكري في تصريح لوكالة «فرانس برس» ان هذه الضربات بدأت «بعد ان تمكنت طائرات الرصد والاستطلاع من تحديد الأهداف بدقة متناهية ثم توجيه ضربات موفقة الى هذه الاهداف والتي ادت الى تدمير معسكرين في صحراء الانبار»، ولفت إلى أنّ «المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول اسلحة ومعدات متطورة من سوريا الى صحراء الانبار الغربية وحدود محافظة نينوى».
واضاف العسكري أنّ «هذا الامر شجع تنظيمات القاعدة وداعش على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الامنية في عامي 2008 و2009».
وأشار ان «هناك صورا ومعلومات استخبارية تشير الى انه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سوريا، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها واعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات ارهابية في البلدين». واشار الى ان «صورا ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية رصدت 11 معسكرا للقاعدة قرب الحدود السورية» التي تمتد على طول 600 كيلومتر بين البلدين.
ويأتي هجوم القوات العراقية على هذه المعسكرات بعد ساعات قليلة من مقتل ستة عسكريين بينهم اربعة ضباط في ابو غريب غرب بغداد، وبعد يومين من مقتل 15 عسكريا بينهم خمسة ضباط كبار خلال هجوم شنته القوات العراقية على معسكر لتنظيم القاعدة في الأنبار.
هجمات وخسائر عسكرية
وفي السياق، قتل اربعة ضباط وجنديان في هجوم على ثكنتهم غربي بغداد في واحدة من سلسلة هجمات استهدفت الجيش.
وقال مصدر في وزارة الداخلية إن امر الفوج الرابع من اللواء 23 للفرقة 17، وثلاثة ضباط اخرين وجنديين، قتلوا بهجوم بقذائف هاون على ثكنتهم في منطقة أبوغريب.
وتابع المصدر القول إنّ «الهجوم بقذائف هاون الذي استهدف مقرا للجيش في قرية الزيدان بقضاء أبوغريب (20 كيلومتراً غربي بغداد) أدى إلى مقتل آمر الفوج الرابع في اللواء 23 وثلاثة ضباط وأربعة جنود».
وأضاف أن الهجوم أسفر عن إلحاق خسائر مادية بالمقر، مشيرا إلى أن القوات الأمنية تنفذ عمليات دهم وتفتيش بحثا عن مطلقي القذائف.
وجاء هذا الهجوم بعد يومين على مقتل 15 عسكرياً بينهم خمسة ضباط كبار في عملية عسكرية استهدفت معسكراً لتنظيم القاعدة في محافظة الانبار.
ويشهد العراق منذ اقتحام القوات الأمنية لساحة اعتصام مناهض للمالكي في الحويجة غرب كركوك (240 كيلومتراً شمال بغداد) في إبريل، في عملية قتل فيها اكثر من 50 شخصاً، موجة عنف غير مسبوقة منذ العام 2008 قتل فيها اكثر من 500 شخص منذ بداية ديسمبر.
وإلى ذلك، أعلن المصدر أن أربعة مدنيين قتلوا داخل محل لبيع الطيور في منطقة الدورة، جنوب غربي بغداد، بإطلاق مسلحين مجهولين النار عليهم.
5+4
أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن مقتل خمسة من العاملين في فضائية صلاح الدين العراقية إضافية إلى أربعة انتحاريين حاولوا السيطرة على مبنى الفضائية الواقع في وسط مدينة تكريت (160 كيلومتراً شمالي العاصمة العراقية بغداد). وقال الناطق باسم الوزارة العميد سعد معن في بيان إنّ القوات الأمنية تمكنت، وخلال نصف ساعة من قتل أربعة انتحاريين مسلحين حاولوا اقتحام بناية فضائية صلاح الدين.
وقضى في الحادث الذي رافقه تفجيرات خمسة من العاملين في القناة بينهم مذيعة.
وكان مسلحون مجهولون سيطروا على المبنى الذي يضم مكاتب قناتي صلاح الدين والعراقية الفضائيتين بعدما فجروا سيارة مفخخة خارج المبنى واقتحموه.وتعد هذه المرة الثانية التي يسيطر فيها مسلحون على مبان حكومية في تكريت خلال أقل من شهر واحد كان آخرها اقتحام مبنى المجلس البلدي. تكريت - الوكالات
إدانة أميركية
أدانت أميركا الهجمات الأخيرة التي نفذتها الدولة الإسلامية في العراق والشام مستهدفة جنوداً ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين. وشدّد بيان صادر عن وزارة الخارجية نقلته السفارة الاميركية في بغداد على انّ «الدولة الاسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك لأميركا والعراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الاوسط الكبير».
وتابع البيان : نحن وبموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين بلدينا والتي توفر أساساً لتعاون أمني طويل المدى، ما زلنا ملتزمين بالمساعدة في تعزيز القوات العراقية في معركتها المستمرة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام.