وكالة الانباء العراقية المستقلة :
اشتهرت الطفلة "فيتوريا رونزلي" بحضورها جلسات البرلمان مع أمها النائبة الإيطالية ليسيا، ودخولها معترك السياسة منذ أن كانت في شهرها الأول، وتعد حالياً الطفلة الأكثر تأثيراً في السياسة الأوروبية، فهي تشارك بالتصويت على طريقتها الخاصة، بعد كل نقاش يشهده البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ برفع يدها مع والدتها. و"فيتوريا"، التي ترعرعت على مقاعد البرلمان، أصبحت الآن طفلة جميلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
أمومة معاصرة
تبدو "ليسيا" (38 عاماً) من لومباردي، إيطاليا، في صورة الأم المعاصرة، وهي تسيطر بشكل كامل على الوضع، بحملها لابنتها، ومواجهة البرلمان وتفقد البلاك بيري.
ومنذ ولادتها "فيتوريا"، رفضت النائبة الاعتماد على الوسائل المساعدة، أو الاستعانة بجليسة أطفال تترك لديها ابنتها الرضيعة، بل رفعت قضية بهذا الشأن لإعطاء المرأة العاملة حديثة الولادة حق اصطحاب طفلها إلى مكان العمل، وقد استفادت من سياسات البرلمان الأوروبي الصديقة للأسرة منذ شهر سبتمبر عام 2010، إذ تنص قواعدها على السماح للأمهات باصطحاب أطفالهن إلى العمل، عندها حضرت الجلسة مع طفلتها الرضيعة وهي بعمر ستة أسابيع للمرة الأولى، وكانت تثبتها على حضنها بقطعة قماش، واختارتها مجلة "لوفيجارو الفرنسية" حينها في المركز الثالث على قائمة النساء الأكثر تأثيراً فى العالم لعام 2010. أما "ليسيا" فقالت إن ذلك كان من ضمن عملها كأم، وليس انطلاقاً من مبدأ سياسي، لأنها كانت ترضع طفلتها رضاعة طبيعية، وأضافت: "على الرغم من ذلك فقد أردت تذكير الناس بأن هناك نساء لا يمتلكن الفرصة لإحضار أطفالهن إلى لعمل، ويجب فعل شيء إزاء ذلك".
هل يمكنني التصويت؟
بعد مضي ثلاث سنوات، يبدو أن ابنة البرلمان "فيتوريا"، قد أصبحت أكثر نشاطاً في مجال عمل والدتها، بل سرقت الأضواء في مكان انعقاد جلسة الشهر الفائت للبرلمان، التي أقيمت في شرقي فرنسا، وشاركت "فيتوريا" كالعادة في التصويت ورفعت يدها مع والدتها، لكن وجودها الدائم في البرلمان لم يقيد طفولتها، بل أنها أضفت جواً لطيفاً على البرلمان، وكسرت جمود الجلسات، فتجدها حيناً ترسم على الطاولة وحيناً تلعب بسماعات والدتها، التي تنحني لتقبيلها بين الحين والآخر، حتى أنها أحضرت لعبتها المفضلة، أثناء حضورها النقاش الدائر حول برامج الميزانية واستثمارات الاتحاد الأوروبي الطويلة الأمد، وقد يصيبها الملل من الخطابات السياسية المطولة، أو يداهمها النعاس فجأة، ولكنها دائماً تصر على التصويت ورفع يدها في نهاية كل نقاش.
على خطى والدتها
وصف الكثيرون النائبة "ليسيا رونزولي"، بأنها شخصية فريدة، فهي متخصصة في علم النفس، اشتغلت في بداياتها ممرضة في مستشفى جالسيا في مدينة ميلان الإيطالية، إلى أن أصبحت مديرة المستشفى، ومن ثم دخلت البرلمان، حيث ترشحت في عام 2008 كعضوة فى حزب الحرية، ثم فازت في عام 2009 بمقعد في البرلمان الأوروبي بـ 40 ألف صوت، وانضمت بعد ذلك إلى حزب الشعب الأوروبي وأصبحت عضوة في لجنة التوظيف والشؤون الاجتماعية، وعضوة في وفد العلاقات مع جنوب آسيا، بالإضافة إلى عضويتها في لجنة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، واللجنة الفرعية لحقوق الإنسان. وتم انتخابها أيضاً فى العام نفسه نائبة لرئيس الجمعية الأفريقية والبحر الكاريبي والمحيط الهادي لتعزيز حقوق المرأة والإنسان، أما زوجها ريناتو سيريولي والد "فيتوريا"، فهو عضو في الحزب نفسه وكما يبدو واضحاً، فإن الطفلة فيتوريا منذ نعومة أظفارها، تسير على خطى والديها.