دعاء يعرف بدعاء « عالية المضامين »


يدعى به عقيب زيارة سائر الائمة عليهم‏السّلام


اللَّهُمَّ إِنِّي زُرْتُ هَذَا الْإِمَامَ مُقِرّاً بِإِمَامَتِهِ، مُعْتَقِداً لِفَرْضِ طَاعَتِهِ، فَقَصَدْتُ مَشْهَدَهُ بِذُنُوبِي وَعُيُوبِي، وَمُوبِقَاتِ آثَامِي، وَكَثْرَةِ سَيِّئَاتِي وَخَطَايَايَ، وَمَا تَعْرِفُهُ مِنِّي، مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ، مُسْتَعِيذاً بِحِلْمِكَ، رَاجِياً رَحْمَتَكَ، لَاجِئاً إِلَى رُكْنِكَ، عَائِذاً بِرَأْفَتِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِوَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيَائِكَ، وَصَفِيِّكَ وَابْنِ أَصْفِيَائِكَ، وَأَمِينِكَ وَابْنِ أُمَنَائِكَ، وَخَلِيفَتِكَ وَابْنِ خُلَفَائِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلَى رَحْمَتِكَ وَرِضْوَانِكَ، وَالذَّرِيعَةَ إِلَى رَأْفَتِكَ وَغُفْرَانِكَ اللَّهُمَّ وَأَوَّلُ حَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي عَلَى كَثْرَتِهَا، وَأَنْ تَعْصِمَنِي فِي مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي، وَتُطَهِّرَ دِينِي مِمَّا يُدَنِّسُهُ وَيَشِينُهُ وَيُزْرِي بِهِ، وَتَحْمِيَهُ مِنَ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ وَالْفَسَادِ وَالشِّرْكِ، وَتُثَبِّتَنِي عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ وَذُرِّيَّتِهِ النُّجَبَاءِ السُّعَدَاءِ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَتُكَ وَسَلَامُكَ وَبَرَكَاتُكَ، وَتُحْيِيَنِي مَا أَحْيَيْتَنِي عَلَى طَاعَتِهِمْ، وَتُمِيتَنِي إِذَا أَمَتَّنِي عَلَى طَاعَتِهِمْ، وَأَنْ لا تَمْحُوَ مِنْ قَلْبِي مَوَدَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ، وَبُغْضَ أَعْدَائِهِمْ، وَمُرَافَقَةَ أَوْلِيَائِهِمْ، وَبِرَّهُمْ . وَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ مِنِّي، وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ عِبَادَتَكَ وَالْمُوَاظَبَةَ عَلَيْهَا وَتُنَشِّطَنِي لَهَا، وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعَاصِيَكَ وَمَحَارِمَكَ وَتَدْفَعَنِي عَنْهَا، وَتُجَنِّبَنِي التَّقْصِيرَ فِي صَلَاتِي وَالاِسْتِهَانَةَ بِهَا وَالتَّرَاخِيَ عَنْهَا، وَتُوَفِّقَنِي لِتَأْدِيَتِهَا، كَمَا فَرَضْتَ وَأَمَرْتَ بِهِ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ، خُضُوعاً وَخُشُوعاً، وَتَشْرَحَ صَدْرِي لإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَإِعْطَاءِ الصَّدَقَاتِ، وَبَذْلِ الْمَعْرُوفِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‏السّلام، وَمُوَاسَاتِهِمْ، وَلَا تَتَوَفَّانِي إِلاَّ بَعْدَ أَنْ تَرْزُقَنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، وَزِيَارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ عليه السلام، وَقُبُورِ الْأَئِمَّةِ عليهم‏السّلام وَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ تَوْبَةً نَصُوحاً تَرْضَاهَا، وَنِيَّةً تَحْمَدُهَا، وَعَمَلاً صَالِحاً تَقْبَلُهُ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي، وَتُهَوِّنَ عَلَيَّ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، وَتَحْشُرَنِي فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَتَجْعَلَ دَمْعِي غَزِيراً فِي طَاعَتِكَ، وَعَبْرَتِي جَارِيَةً فِيمَا يُقَرِّبُنِي مِنْكَ، وَقَلْبِي عَطُوفاً عَلَى أَوْلِيَائِكَ، وَتَصُونَنِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَاهَاتِ وَالْآفَاتِ، وَالْأَمْرَاضِ الشَّدِيدَةِ وَالْأَسْقَامِ الْمُزْمِنَةِ، وَجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ وَالْحَوَادِثِ، وَتَصْرِفَ قَلْبِي عَنِ الْحَرَامِ، وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعَاصِيَكَ، وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ الْحَلَالَ، وَتَفْتَحَ لي أَبْوَابَهُ، وَتُثَبِّتَ نِيَّتِي وَفِعْلِي عَلَيْهِ، وَتَمُدَّ فِي عُمُرِي، وَتُغْلِقَ أَبْوَابَ الْمِحَنِ عَنِّي، وَلَا تَسْلُبَنِي مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَلَا تَسْتَرِدَّ شَيْئاً مِمَّا أَحْسَنْتَ بِهِ إِلَيَّ، وَلَا تَنْزِعَ مِنِّي النِّعَمَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ، وَتَزِيدَ فِي مَا خَوَّلْتَنِي وَتُضَاعِفَهُ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً، وَتَرْزُقَنِي مَالاً كَثِيراً وَاسِعاً، سَائِغاً هَنِيئاً، نَامِياً وَافِياً، وَعِزّاً بَاقِياً كَافِياً، وَجَاهاً عَرِيضاً مَنِيعاً، وَنِعْمَةً سَابِغَةً عَامَّةً، وَتُغْنِيَنِي بِذَلِكَ عَنِ الْمَطَالِبِ الْمُنَكَّدَةِ، وَالْمَوَارِدِ الصَّعْبَةِ، وَتُخَلِّصَنِي مِنْهَا مُعَافى فِي دِينِي وَنَفْسِي وَوُلْدِي وَمَا أَعْطَيْتَنِي وَمَنَحْتَنِي، وَتَحْفَظَ عَلَيَّ مَالِي وَجَمِيعَ مَا خَوَّلْتَنِي، وَتَقْبِضَ عَنِّي أَيْدِيَ الْجَبَابِرَةِ، وَتَرُدَّنِي إِلَى وَطَنِي، وَتُبَلِّغَنِي نِهَايَةَ أَمَلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَتَجْعَلَ عَاقِبَةَ أَمْرِي مَحْمُودَةً حَسَنَةً سَلِيمَةً، وَتَجْعَلَنِي رَحِيبَ الصَّدْرِ، وَاسِعَ الْحَالِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، بَعِيداً مِنَ الْبُخْلِ وَالْمَنْعِ، وَالنِّفَاقِ وَالْكَذِبِ، وَالْبُهْتِ وَقَوْلِ الزُّورِ، وَتُرُسِّخَ فِي قَلْبِي مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ، وَتَحْرُسَنِي يَا رَبِّ فِي نَفْسِي وَمَالِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي وَأَهْلِ حُزَانَتِي وَإِخْوَانِي وَأَهْلِ مَوَدَّتِي وَذُرِّيَّتِي، بِرَحْمَتِكَ وَجُودِكَ اللَّهُمَّ هَذِهِ حَاجَتِي عِنْدَكَ وَقَدِ اسْتَكْثَرْتُهَا لِلُؤْمِي وَشُحِّي، وَهِيَ عِنْدَكَ صَغِيرَةٌ حَقِيرَةٌ، وَعَلَيْكَ سَهْلَةٌ يَسِيرَةٌ، فَأَسْأَلُكَ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَكَ، وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ، وَ بِمَا أَوْجَبْتَ لَهُمْ، وَبِسَائِرِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ الْمُخْلَصِينَ مِنْ عِبَادِكَ، وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، لَمَّا قَضَيْتَهَا كُلَّهَا، وَأَسْعَفْتَنِي بِهَا، وَلَمْ تُخَيِّبْ أَمَلِي وَرَجَائِي اللَّهُمَّ وَشَفِّعْ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ فِيَّ يَا سَيِّدِي، يَا وَلِيَّ اللَّهِ، يَا أَمِينَ اللَّهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْحَاجَاتِ كُلِّهَا، بِحَقِّ آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ، وَبِحَقِّ أَوْلَادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ - تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ - الْمَنْزِلَةَ الشَّرِيفَةَ، وَالْمَرْتَبَةَ الْجَلِيلَةَ، وَالْجَاهَ الْعَرِيضَ اللَّهُمَّ لَوْ عَرَفْتُ مَنْ هُوَ أَوْجَهُ عِنْدَكَ مِنْ هَذَا الْإِمَامِ، وَمِنْ آبَائِهِ وَأَبْنَائِهِ الطَّاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالصَّلَاةُ، لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعَائِي، وَقَدَّمْتُهُمْ أَمَامَ حَاجَتِي وَطَلِبَاتِي هَذِه . فَاسْمَعْ مِنِّي، وَاسْتَجِبْ لِي، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ وَمَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِي، وَلَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِي، مِنْ صَالِحِ دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي، فَامْنُنْ بِهِ عَلَيَّ وَاحْفَظْنِي، وَاحْرُسْنِي، وَهَبْ لِي، وَاغْفِرْ لِي اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ، مِنْ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، أَوْ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، أَوْ مُخَالِفٍ فِي دَيْنٍ، أَوْ مُنَازِعٍ فِي دُنْيَا، أَوْ حَاسِدٍ عَلَيَّ نِعْمَةً، أَوْ ظَالِمٍ، أَوْ بَاغٍ، فَاقْبِضْ عَنِّي يَدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ، وَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاكْفِنِي شَرَّهُ وَشَرَّ أَتْبَاعِهِ وَشَيَاطِينِهِ، وَأَجِرْنِي مِنْ كُلِّ مَا يَضُرُّنِي وَيُجْحِفُ بِي، وَأَعْطِنِي جَمِيعَ الْخَيْرِ كُلَّهُ، مِمَّا أَعْلَمُ وَمِمَّا لا أَعْلَمُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ، وَلِإِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي، وَأَعْمَامِي وَعَمَّاتِي، وَأَخْوَالِي وَخَالَاتِي، وَأَجْدَادِي وَجَدَّاتِي، وَأَوْلَادِهِمْ وَذَرَارِيِهِمْ . وَأَزْوَاجِي وَذُرِّيَّاتِي، وَأَقْرِبَائِي وَأَصْدِقَائِي، وَجِيرَانِي وَإِخْوَانِي فِيكَ مِنْ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ، وَ لِجَمِيعِ أَهْلِ مَوَدَّتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، وَلِجَمِيعِ مَنْ عَلَّمَنِي خَيْراً أَوْ تَعَلَّمَ مِنِّي عِلْماً . اللَّهُمَّ أَشْرِكْهُمْ فِي صَالِحِ دُعَائِي وَزِيَارَتِي لِمَشْهَدِ حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ، وَأَشْرِكْنِي فِي صَالِحِ أَدْعِيَتِهِمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَبَلِّغْ وَلِيَّكَ مِنْهُمُ السَّلَامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه .يا سَيِّدِي يَا مَوْلَايَ، يَا عَلِيَّ بْنَ أبي طالب ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى اللَّهِ وَذَرِيعَتِي إِلَيْهِ، وَلِي حَقُّ مُوَالَاتِي وَتَأْمِيلِي، فَكُنْ شَفِيعِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلَى قَضَاءِ حَاجَتِي، وَاصْرِفْنِي عَنْ مَوْقِفِي هَذَا بِالنُّجْحِ، وَبِمَا سَأَلْتُهُ كُلَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِه اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كَامِلاً، وَلُبّاً رَاجِحاً، وَعِزّاً بَاقِياً، وَقَلْباً زَكِيّاً وَعَمَلاً كَثِيراً، وَأَدَباً بَارِعاً، وَاجْعَلْ ذَلِكَ كُلَّهُ لِي، وَلَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .