21.Dec.2013
مراسم خاصة لذكرى لوكربي الخامسة والعشرين


يقام عدد من مراسم التأبين في كلٍ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة
BBC
إحياء للذكرى الخامسة والعشرين لحادثة تفجير لوكيربي، التي راح ضحيتها 270 شخصًا، سيجري عقد عدد من مراسم التأبين في كلٍ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وتقام واحدة من هذه المراسم في قرية لوكيربي، الواقعة جنوبي اسكتلندا والتي وقع في سمائها الحادث، بينما تقام مراسم أخرى أيضا في كنيسة ويستمينستر في العاصمة البريطانية لندن، وأخرى أمام النصب التذكاري في مقبرة آرلينغتون الوطنية بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
ويحضر مراسم وضع أكاليل الزهور في لوكيربي رئيس وزراء اسكتلندا أليكس سالموند، ونائب رئيس الوزراء نيكولا ستورجيون بالإضافة إلى مسؤولين اسكتلنديين آخرين.
وكان الحادث قد وقع في الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 1988، حيث انفجرت الطائرة بوينغ 747 التي كانت تحمل رقم الرحلة 103 لشركة "بان أمريكان"، بعد حوالي نصف ساعة من إقلاعها من لندن متجهة إلى نيويورك.
وأدى ذلك التفجير إلى مقتل 270 شخصاً هم كل ركاب الطائرة وعددهم 243، ومعظمهم من الأمريكيين، بالإضافة إلى الطاقم المكون من 16 شخصاً، كما أسفر عن وفاة 11 شخصاً إثر سقوط حطام الطائرة على قرية لوكيربي.
وتعد حادثة التفجير تلك من كبرى الهجمات التي شهدتها المملكة المتحدة، بل إنها كانت تعتبر أكبر حادثة سجل فيها عدد من القتلى من الأمريكيين في حادث واحد، إلى أن وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.
وقد أعلنت أسرة المتهم بارتكاب الحادث، عبد الباسط المقراحي، يوم الجمعة عن نيتها الاستئناف في القضية التي اتهم فيها ابنها بارتكاب الحادث.

"رعب ودمار"


تعيد الذكرى الخامسة والعشرين للمواطنين مشاعرهم وقت الحادث

وقال الكاهن باتريك كيغانز، والذي كان راعيا لكنيسة لوكيربي وقت التفجير، لبي بي سي إن هذا التأبين يعيد لسكان القرية الكثير من ذكريات وقت التفجير منذ 25 عامًا.
وأضاف: "كانت ذكرى الحادث في السنين الماضية أهدأ. إلا أن ذكراه في هذا العام جعلتنا نتذكر الرعب والخراب الذي شعرنا بهما منذ 25 عامًا."
وفي الولايات المتحدة، تقام إحدى مراسم التأبين تحت اسم "أمل وذكرى" في كنيسة هيندريكس بجامعة سيراكيوز بولاية نيويورك، حيث كان 35 من طلابها على متن تلك الطائرة المنكوبة أثناء عودتهم من حرم الجامعة بلندن.
وفي واشنطن، ستعقد المراسم في مقبرة آرلينغتون الوطنية بولاية فيرجينيا عند النصب التذكاري الخاص بالأحداث، وهو نصب يتكون من 270 حجرًا رمليًا اسكتلنديًا، واحد منها لكل ضحية من ضحايا التفجير.
من ناحيته، أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بـ"ثبات" من تأثروا بتلك الهجمة.
وقال: "تركز اهتمامنا خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية على الجناة وراء هذه الحادثة، ولكننا اليوم نتذكر ضحاياها، ومن تأثرت حياتهم بما حدث فيها. ونقول للأهل والأصدقاء والجيران والمحبين الذين خاضوا مرارة التعافي من ألم الحادث إن إعجابنا بهم لا حدود له، لقد أظهرتم أنه لا يمكن للإرهاب أن يدمر الروح الإنسانية."

الحقيقة "لن تعرف أبدًا"


تسعى أسرة المقراحي لاستئناف الحكم الصادر ضده وتبرئته

وقد أدين الليبي عبد الباسط المقراحي بارتكاب هجمات لوكيربي في محكمة اسكتلندية خاصة في هولاندا عام 2001، ولكنه أفرج عنه عام 2009 لأسباب إنسانية بعد إصابته بسرطان البروستاتا وتطور المرض لمرحلة متقدمة، ليتوفي في العاصمة الليبية طرابلس العام الماضي.
أما عائلته فأعادت التأكيد في حوار لبي بي سي على نيتها للسعي لاستئناف الحكم الصادر ضد المقراحي، حيث قال أخوه عبد الحكيم المقراحي إن العائلة "تريد للحقيقة أن تنكشف."
وأضاف أنه يأمل أن تساعد الحكومة الليبية في تمويل إجراءات الاستئناف.
من ناحية أخرى قال أوليفر مايلز، وهو أحد سفراء بريطانيا السابقين إلى ليبيا، إن الحقيقة وراء تلك الهجمات قد لا تعرف أبدًا، ولكن "إن كان هناك عقل ليبي مدبر وراء الحادثة، فسيكون هو القذافي."
وأضاف في حوار لبي بي سي إن هجمات لوكيربي كانت "عملًا وحشيًا ضخمًا وصادمًا، وأنه من الواضح أن أحدًا لن يهدأ قبل الوصول للحقيقة."
وتابع: "لكنني لا أعتقد أنه يمكن الوصول إليها، لذا ربما سنظل نتحدث عن الأمر لسنين عديدة في المستقبل.

أدينت ليبيا لأسباب سياسية
جاسوس أميركي: أحمد جبريل فجر طائرة لوكربي والمخابرات الأميركية تعلم
جماعة أحمد جبريل مسؤولة عن تفجير طائرة لوكربي

ايلاف
كشف جاسوس اميركي سابق في الشرق الأوسط أن وكالة المخابرات المركزية كانت تحمِّل في السر جماعة أحمد جبريل المرتبطة بالنظام السوري وليس ليبيا مسؤولية تفجير طائرة لوكربي.
قال الدكتور ريتشارد فويش، الجاسوس الأميركي السابق في الشرق الأوسط، في إفادة أدلى بها تحت القسم في العام 2001، إن 15 مسؤولًا سوريًا كبيرًا أبلغوه أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل، هي التي نفذت عملية لوكربي الارهابية.

الأميركيون يعلمون
وشهد فويش بأن مسؤولين كبارًا في وكالة المخابرات المركزية قالوا له إن الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة هي المسؤولة، بحسب وثيقة محام سجل فيها إفادة ثانية أدلى بها الجاسوس الاميركي السابق.
وخص فويش بالذكر احمد جبريل تحديدًا، الذي ما زال حيا في الخامسة والسبعين من العمر، قائلًا إنه المسؤول عن مقتل 270 شخصًا لقوا حتفهم في تفجير الطائرة فوق لوكربي الاسكتلندية في كانون الأول (ديسمبر) 1988. وقال للمحامين في إفادته: "إن العديد من كبار المسؤولين في الحكومة السورية كانوا متأكدين تمامًا من ضلوع جبريل في تفجير الطائرة".
وقدم فويش افادتيه في العام 2000 و2001 بطلب من محامي ضابط المخابرات الليبية عبد الباسط المقراحي، لكن هذا الدليل وصل متأخرًا فلم يتسنّ تقديمه خلال المحاكمة.

لا تعليق
قالت صحيفة ديلي تلغراف إن وكالة المخابرات المركزية امتنعت عن التعليق على المعلومات الجديدة.
وكانت الولايات المتحدة اتهمت نظام القذافي بالمسؤولية عن تفجير الطائرة وأُدين المقراحي في القضية في العام 2001، وأُفرج عنه لاحقًا ليعود إلى ليبيا حيث توفي في العام الماضي.
لكن صحفيين استقصائيين أبدوا شكوكًا عميقة في الحكم الصادر بادانة المقراحي طيلة سنوات، مستندين إلى أدلة جنائية شرعية. وكانت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة المتهم الأول في هذه التحقيقات الصحفية.
وذهب خبراء إلى أن العملية نُفذت بناءً على اوامر النظام الايراني، انتقامًا من اسقاط طائرة ركاب ايرانية بنيران سفينة حربية اميركية ومقتل 290 شخصًا قبل أشهر على حادثة لوكربي.

مباشرة وليس سماعًا
قال الخبراء في حينه إن اصابع الاتهام أُبعدت عن ايران لحماية المفاوضات السرية والحساسة التي كانت إدارة جورج بوش الأب تجريها مع طهران، بشأن الافراج عن رهائن غربيين.
وقال الدكتور فويش، الذي كان ضابطًا كبيرًا في وكالة المخابرات المركزية عمل في الشرق الأوسط خلال الثمانينات والتسعينات، إن المسؤولين السوريين الذين تحدث معهم كانوا يتعاملون مع جبريل بشكل متواصل، وكان معروفًا بينهم أن جبريل هو العقل المدبر لعملية التفجير.
وحين سُئل فويش عن المصادر التي استند اليها المسؤولون السوريون، قال: "كانت مصادر مباشرة وليست سماعًا من جانبهم". وأكد مجددًا أن المسؤولين السوريين ابلغوه بكلمات لا تقبل اللبس أن جبريل أو عناصر في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة كانوا المسؤولين عن تفجير الطائرة المدنية في الجو.