لو ثبت وجود حياة خارج الأرض فلا يبعد الوصول إليها زمن الإمام (عجل الله فرجه)
هناك بعض الروايات التي تدل على علاقة الامام المهدي (عج) باكتشافه حياة على الكواكب الاخرى فهل هناك دليل على هذه الروايات؟
الجواب:
أولاً: إن مسألة وجود حياة في كواكب أخرى أمر محتمل ويناسب سعة قدرته ، وإن لم تكن هناك أدلة اثباتية على ذلك. وبناء على وجود مثل هذه الحياة فإن الإمام المهدي () يستطيع بما أوتي من علوم من علاّم الغيوب أن يصل إلى هذه العوالم ويكتشفها، فالإمام () سوف يأتي بخمسة وعشرين حرفاً أو جزءاً من العلم كما في الرواية عن أبي عبد الله () قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام القائم () أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً)، مختصر بصائر الدرجات/117، الخرائج والجرائح2/841، وفيه (سبعة وعشرون جزءاً) بدل من حرفاً، بحار الأنوار52/336، مستدرك سفينة البحار2/258 و 7/341، العقل والجهل في الكتاب والسنة/283، درر الأخبار/404، حكومة الإمام المهدي ()/217.
ثانياً: هناك بعض الروايات قد تشير إلى وجود الحياة في الكواكب الأخرى من قبيل رواية جابر بن يزيد عندما أجاب الإمام الباقر () بقوله: (... لقد خلق الله ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين). بحار الأنوار25/25، 54/336، مستدرك سفينة الحبار7/374، درر الأخبار/412، تفسير الميزان4/146، تفسير الآلوسي4/18 وغيرها..
ثالثاً: هناك مؤيدات لوجود الحياة في غير كوكبنا من العلم الحديث يمكن أن يقوي احتمال اكتشاف الإمام () للحضارات الموجودة في الكون نذكر منها:
أ- إن المجموعة الشمسية تقع في (مجرة) Galaxy يطلق عليها (درب التبانة) Milky Way وفي هذه المجرة وحدها يوجد - تقديراًـ مائة بليون نجم آخر مثل الشمس وكل واحد من هذه النجوم له كواكبه التي تدور في فلكه ومجرة درب اللبانة ليست سوى جزء من كون شاسع فلو أفترضنا أن من بين كل عشرة نجوم هناك نجم واحد يبعث مقومات الحياة إلى كوكب واحد من الكواكب التابعة له فالاحتمال أن تكون هناك ملايين من الكواكب المعمورة بشكل أو بآخر من أشكال الحياة.ومن هذا المنطلق فإن كثيراً من علماء الفلك يعتقدون بوجود حضارات على كواكب أخرى تماماً مثلما توجد حضارة الإنسان على ظهر الأرض .
ب- قد شرع علماء الفلك في البحث عن تلك الحضارات ومحاولة التواصل معها، ونذكر هنا محاولتهم لاكتشاف الحياة على سطح كوكب المريخ Mars فقد تركزت آمال العلماء نحو وجود حياة على هذا الكوكب فالمريخ أقرب كواكب المجموعة الشمسية شبهاً بالأرض.
وطول الليل والنهار على كل منهما يكاد يتساوى تقريباً وقد تكون درجة حرارته أقل من درجة الحرارة على الأرض ولكن برودته تبقى محتملة وللمريخ قطبان شمالي وجنوبي يكسوهما الجليد كما هو الحال على الأرض.
وعلى الرغم من أوجه الشبه الكثيرة بين الجارين فإن هوة الاختلاف تبقى كبيرة فالماء على المريخ موجود على شكل بخار أو جليد مما يجعله غير صالح للاستخدام اليومي اللازم للحياة، ثم إن غلافه الجوي يتكون في معظمه من غاز ثاني أكسيد الكربون وهو غاز خانق لمعظم الحيوانات.
وحين هبطت سفينة الفضاء (فايكنج) Viking على سطح المريخ في عام 1976م لم تعثر على أي أثر للحياة هناك. وقد أجريت بعض تجارب بواسطة الآلات على مركبة الفضاء فايكنج للكشف عن أي أثر لحياة في صورتها الأولية، كوجود ميكروبات أو حيوانات وحيدة الخلية، دون أي نتيجة إيجابية، إلاّ أن اكتشاف مناطق جليدية على سطح الكوكب الأحمر (إن تربة المريخ حمراء اللون) أعادت الأمل للعلماء أخيراً.
ج- يتوقع علماء الفلك أن تكون هناك إشارات مرسلة من الحضارات العاقلة في الكون على هيئة رموز رياضية أو صورة رمزية (صورة مكتوبة بالحروف والأرقام (بكتوجرام) Pictogram، وفي عام 1974م أطلق العلماء (نموذجاً) من هذه الصور الرمزية نحو كواكب مجرتنا (درب التبانة)، وقد أطلقت الرسالة أو ((تحيّة إلى الكون)) حسبما سميت بواسطة التليسكوب اللاسلكي (أريسيبو) وتكونت الرسالة من (679/1) رمزاً واستغرق إرسالها ثلاث دقائق، ومضمون الرسالة يعطي صورة رمزية (بكتوجرام) عن الأرض.
د- على الرغم من أن محاولات الإرسال أو الاستقبال لم تجلب إلى الآن أي نتيجة إيجابية فأن علماء الفلك عازمون على المضي في المحاولة قدماً سيما وأن أبحاث الفيزيائيين كشفت عن وجود جزيئات كيميائية معقدة في الشهب والنيازك التي تسقط من السماء وتتحطم على الأرض ومن بين هذه الجزيئات ((أحماض أمينيه)) والتي منها تتكون البروتينات وهي وحدة بناء النسيج الحي فإن الكشف الجديد يميط اللثام عن وجود حياة في مكان ما من الكون (راجع مجلة العربي العدد 616 ص 146ــ151).
********