أبو الخصيب ( الماء والخضرة والوجه الحسن ) مقدمة
أبو الخصيب مدينة الفسيفساء الجميلة التي انبثقت من عروق الأرض كتاج حملته رؤوس التاريخ الذي يشهد بكل احترام لأهاليه الذين عاشوا بنسيم المحبة والانسجام وعلى أعلى درجات القيم الأخلاقية كوحدة فاعلة ومتراصة على مر الأزمان .
تطل أبو الخصيب على شط العرب من بدايته حتى نهاية حدوده الإدارية مع قضاء الفاو ، وتقع إلى جنوب البصرة وتبعد عنها مسافة (20) كم ، وتقع على النهر المتفرع من شط العرب ... وهي احدى الجنائن في الأرض التي تتميز بروعة الاشجار ... وكثرة النخيل والتنوع في النباتات ... وبأنهارها الجميلة ... ومياهها الطبيعية الدالة على صدق ولاء أهلها المقدس لتربة هذا الوطن .
كان قضاء أبو الخصيب في العهد العثماني مديرية تابعة لولاية البصرة ، ففي عام 1865م استطاع نامق باشا أبان ولايته الثانية على العراق عام ( 1861 – 1868 ) من استعادة مقاطعة ابي الخصيب من ايدي العشائر المسيطرة عليها ، والتي غاب عنها الوعي القانوني مما أثر على سير التجارة فيها ، وجعلها تحت نفوذ متسلم البصرة ، وقام بربط وارداتها بصورة مباشرة بالخزينة .. وبذلك عادت الثقة الى التجار والملاكين .
وفي تاريخ 16/6/1941 شغل (عبد الله محمد الشبل) منصب معاون ابي الخصيب وهو من مواليد الزبير ـ خريج ثانوية البصرة ، وفي عام 1940م شغل صالح الحمام منصب قائمقام القضاء ، وهو من الشخصيات المعروفة بولائها الوطني ... كما حكم القضاء الأستاذ عبد الهادي وكان خريج كلية الحقوق آنذاك .
سمي قضاء ابي الخصيب نسبة الى شخص أسمه (مرزوق الخصيب) وهو صاحب الخليفة ابي جعفر المنصور العباسي وحفر فيها نهرا أطلق عليه (نهر ابي الخصيب) عام 140 هجري ... وكان لهذه البلدة القديمة حضوراً قوياً في التاريخ عندما أتخذ (صاحب الزنج) من منطقة اطلق عليها اسم ( المختارة ) التي بناها على نهر ابي الخصيب عاصمة له ابان العهد العباسي عام (255 هـ ـ 270 هــ ) وهي مركز قضاء ابي الخصيب وتبعد عن البصرة حوالي 15 ميلاً جنوبا ... وهو قضاء زراعي بالدرجة الاولى يحتوي على اجمل البساتين وافضل انواع التمور وكان يتبع نواحي شط العرب ، السيبة ، الفاو .
ويعتبر نخيل أبي الخصيب من اجود انواع التمور البصرية خصوصاً التمر ( البرحي والحلاوي ) الذي كسب شهرة واسعة في العالم ... بالأضافة الى انواع التمور الاخرى مثل (الخضراوي ، الساير ، البريم ، الزهدي ، الخستاوي .
وتعد منافذ ابي الخصيب من المنافذ المهمة للتصدير العالمي ، وخصوصاً في منطقة السراجي التي كانت تتجمع فيها التمور للتصدير ، وكما تمتاز بمكابسها الموسمية اثناء جني المحصول والرائجة على طول السنة .
ومن اشهر مكابس التمور هي التي أنشأتها شركة (اصفر) وكانت تدار من قبل (الكونت البير اصفر) وتقع في ثلاث مناطق هي : مكبس الحمدانية ويقع في منطقة حمدان ، ومكبس الرباط ويقع في مقاطعة الرباط ، ومكبس الحسيبية ويقع في مقاطعة الحسيبية ... وهي من اوائل المكابس التي شيدت في العراق وكانت تدير عمليات التصدير فيها عشرات الشركات الاجنبية لتحمل التمور الى الاسواق العالمية في (لندن ، فرنسا ، امريكا ، الهند ، روسيا ، ) وكذلك الى دول الخليج العربي .
وفي عام 1913 ولأول مرة تم تصدير فسائل التمور الى امريكا، وتمت زراعتها في (ولاية كاليفورنيا الجنوبية) وكذلك الى الهند لزراعتها في أقليم البنجاب .
ومن الاسر المعروفة في القضاء : بيت سيد محمد بن السيد بركات ، أسرة السيد محمد بن ياسين الرديني صاحب الحلقة الردينية ، وأسرة الحاج عبد الواحد آل المبارك واسرة المناصيري واسرة آل السياب وعميدها الشيخ سياب المرزوق واشتهر من هذه الاسرة عبد القادر السياب من مواليد ابي الخصيب الذي انتخب عام 1938 م نائباً عن لواء البصرة قرى (ابو الخصيب) مهيجران ، حمدان ، اليهودي ، السبيليات يوسفان ، ابو مغيرة ، نهر خوز ، ابو فلوس ، كوت الزين ، المطوعة .
المراقد في (ابو الخصيب) :
قبر سليمان بن علي العباسي أمير البصرة وهو (عم) الخليفتين (السفاح والمنصور) ويقع قبره بمحاذاة قرية كوت زين .
قبر عباس بن مرداس : ويقع قبره في جنوب ابي الخصيب في مقاطعة قاووس ـ قبر ابراهيم الرديني : وهو الجد الاعلى لآل الردينية في البصرة .
صالح ابو الحمد : ويقع قبره قرب طريق ابي الخصيب في قرية العنيبة .
مرقد السيد رجب الرفاعي : وهو نقيب البصرة ، ويقع قبره في قرية السبيليات ، وهو (جد ) اسرة الرفاعي في البصرة .
قبر شيخ خالد : و يقع قبره في قرية محيلة التابعة الى قرية الحمزة قبر سهل بن عبد الله التستري : ويقع مكانه في قرية الحمزة .
قبر ابي الجوزي : ويقع مكانه بين قرية (عبد آليان) وقرية عويسيان على طريق ابي الخصيب صاحب الطريقة الجوزية . [IMG]chrome://fileicon/C%3A%5CUsers%5CGuest%5CDocuments%5C%D8%AA%D9%86%D8 %B2%D9%8A%D9%84%20(1).jpg?scale=1x[/IMG]