احتفل العراقيون أمس بمختلف مكوناتهم و انتماءاتهم الدينية بعيد زكريا و الذي وافق اول يوم احد من شهر شعبان الهجري ، و على الرغم من اختلاف عادة الاحتفال بين العراقيين بحسب موروثهم الاجتماعي و القومي لكن يجتمعون في تأدية طقوس هذا العيد المتوارث.
حيث تحيي العائلات العراقية ذكرى عيد زكريا بتزيين (صينية) كبيرة بالاس والشموع ووضع كؤوس من السكر واللبن والحلويات واعداد نوع من الحلوى الشعبية الخاصة بالمناسبات الدينية تعرف بـ(الزردة) ويشعل المحتفلون الشموع قبل مغيب الشمس وتطلب النساء اللواتي لم يحالفهن الحظ بالانجاب في هذا اليوم اسوة بوالدة النبي يحيى بوضع دنبوس في احدى الشموع و الطلب من الله الانجاب.
ومنذ زمن بعيد ومعظم البيوتات العراقية وعلى مختلف طوائفها ومذاهبها اعتادت ان تلتقي في اول يوم احد من شهر شعبان من كل عام باقامة طقوس ليلة زكريا.
وفي هذه الليلة تبادر النسوة باعداد صينية كبيرة مليئة بصحون المعجنات والمكسرات والحلوى والاباريق والاواعي الفخارية، تتوسطها شموع صاحبة النذر والتي تقاد وقت المغرب بقليل تباركا بتلك المناسبة التي ارتبطت بقصة النبي زكريا عليه السلام الذي استجاب الله لدعائه ورزقه طفلا من زوجة عاقر وهو في التسعين من العمر.
ذلك الحدث اعطى وعلى مر العصور للنسوة اللاتي لا ينجبن او من لم يرزقن بالذكور من الابناء
املا في تحصيل المراد من خلال التواصل مع احياء تلك الليلة التي اضحت من بين التقاليد الشعبية المتوارثة.
وفيما الاولاد الصغار ينشغلون بضرب ونقر طبولهم ودفوفهم التي تباع في الاسواق، قبل ايام تتبادل الجارات والصديقات الصحون المليئة بالسمسم والحلقوم وقمر الدين والبقلاوة والحمص والجوز واللوز والزبيب، ضمن التقاليد المتعارف عليها في احياء ليلة زكريا التي ظلت صامدة لدى العائلات التي تؤمن ببركة تلك المناسبة .
ومن دون الرجوع لى روزنامة او تقويم تتكل معظم النساء على ذاكرتهن النشطة في التنبيه على موعد تلك المناسبة التي يجد فيها البعض فرصة لملاقاة الاهل والاقارب والمعارف الذين اعتادوا الاجتماع في احد بيوت الاحبة لاحياء ليلة زكريا،
واستغل بدوري المناسبة بدعائي لعراقنا وكل درر العراق بالسلامة والتوفيق انشاء الله ..تقبلوا تحياتي