يحكى أن لامرأة مؤمنة أبن صالح يدعى سعيد ويبلغ من العمر خمسة عشر عاما كان هذا الابن الوحيد لأمه بعدما استشهد والده في إحدى الحروب الإسلامية
في إحدى الأيام جاء رجل طالب النصرة للإسلام وبما أنه لم يكن لهذه المرأة المؤمنة شيء تقدمه في سبيل الله إلا أبنها الوحيد
فذهب الابن مع الرجل ليحارب ويطلب من الله الشهادة وعندما كان في ساحة الحرب حارب حتى أصابه سهم قاتل وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وجدبه رمق
سمع الرجل أن الصبي يقول : لا تخبر أمي بعدما أموت ما سيجري عليْ
ومات بدماء الشهادة صلي عليه ودفن وما هي إلا خطوات حتى يشعرون بهزة في الأرض ترمي بالجنازة من القبر بالخارج
تعجبوا مما يشاهدونه فحفروا له قبرًا آخر وحصل كما في المحاولة الأولى !
فقال بعضهم لعله لم يقم بالصلاة في حياته وآخرين قالوا لربما عليه ذنبٌ كبير وهكذا
لوحظ أن طيورًا جارحة هبطت على جسده تهشم في لحمه حتى أكلت جسده كله
تحير الرجل بأمر الولد فما هو جوابه لوالدته توجه لزيارة الأم ليعلمها بخبر ابنها أنه قد قُتل في الحرب استقبلته الأم وقالت له هل أتيت لتفرحني أم لتفجعني
فقال لها: أن أبنك قد قتل تهللت الأم فرحة بشهادة أبنها وسألته عن أبنها كيف قتل ؟
تحير الرجل فماذا سيقول لأمه ؟ سألته الأم وقالت له قل ماذا جرى على أبني ؟ فأخبرها ماحدث بعد موته أن الأرض قد رفضته وأكلته الطيور
فقالت : هي دعوته قد استجيبت فإن أبني كان يتوسل الله ويدعوه قائلاً إلهي إني أخاف من وحشة القبر وضغطة القبر إلهي أرزقني الشهادة ولتأكلني الطيور
لكي لا يمس جسده عذاب من نار أو استيحاش في القبر
وهذا هو سبب رفض الأرض لاحتوائه ببطنها و رحمة الباري عز وجل واستجابة لدعائه
إن الله لطيف بعباده