هكذا اكتشف فرويد اسلوب التحليل النفسي
في فيينا عام 1886 بدا فرويد العمل طبيبا في الامراض العصبية ثم تزوج ولكي يوفر لزوجته المال بدا يستقبل الكثير من المرضى في منزله وكان معظم مرضاه الذين اتوا اليه من النساء !.الاكثر انفعالا وقلقا ,معتلات العقل فضلا عن البدن ولم يسعفهم الطب ولذلك كان يعطف عليهن لكنه لم يستطع فعل الكثير من اجلهن !
وفي احد الايام حضر صديق يدعى الطبيب جوزيف بروير لزيارته واخبر فرويد عن الفتاة كان يقوم بعلاجها ابدت بعض التحسن عندما سمح لها بان تتحدث عن نفسها فاخبرته عن كل شيء ياتي الى عقلها سواء كان هاما او تافها وفي كل مرة كانت تتحدث اليه ,كانت تتذكر المزيد عن حياتها وهي طفلة صغيرة .
كان فرويد مثارا عندما سمع هذا الحديث من صديقه الطبيب .فربما يكون هذا هو الاسلوب الذي يساعد به مرضاه وبدا في محاولة علاج مرضاه بهذا الاسلوب وسال عن الاحداث التي مرت بهم منذ طفولتهم المبكرة وحثهم على التحدث عن تجاربهم وعلاقاتهم .
وغالبا عندما كان يستمع كان مرضاه يحيون ذكريات في حياتهم الماضية !كانوا يرتجفون بالغضب والخوف والكراهية والحب وكانوا يتصرفون كما لو كان فرويد ابيهم وامهم او عشيقهم ولم يبد الطبيب اية محاولة لمنعهم من الكلام فقد جعلهم يتحدثون كما يرغبون بينما هو نفسه ظل صامتا وكان يتقبل تماما ما يخبرونه به الاشياء الحسنة والاشياء السيئة وكان الحديث بهذه الطريقة احيانا يجعلهم يبراون من المهم .
حضرت سيدة شابة اليه لا تستطيع ان تشرب اي شيء على الرغم من انها كانت شديدة العطش .
كانت تحمل كوب الماء الى شفتيها ثم تدفعه بعيدا عنها !ان شيئا ما قد منعها من الشرب واكتشف فرويد السبب في هذا في احد الايام بينما كانا يتحدثان تذكرت الفتاة انها رات كلبا يشرب من كوب ممرضتها ولم تخبر الممرضة التي كانت تبغضها ثم نسيت تماما هذه القصة ولكن فجاة عادت ذاكرة الطفولة الى عقلها عندما وصفت كل شيء الممرضة ,الكلب وكوب الماء واصبحت الفتاة بعد ذلك قادرة على الشرب مرة اخرى .
سمى فرويد هذا العلاج "العلاج بالكلام "واخيرا بالتحليل النفسي عندما تحدث المرضى في حرية تامة عن الاشياء التي كانت تزعجهم كانوا غالبا ما يشعرون بتحسن وتعلموا ضبط انفسهم وربما لا يدعو هذا للدهشة فنحن نعرف قدر المساعدة التي نتلقاها ,هندما نتحدث عن متاعبنا امام صديق نثق به . والاشياء التي اخبر بها المرضى اصابت بعضها فرويد بصدمة فقد اكتشف ان مشاعر الاطفال الصغار جدا لا تختلف عن مشاعر ابائهم فقد يحب الصغير امه كثيرا لدرجة انه يرغب في قتل اباه .وفي نفس الوقت يحب اباه ويشعر يالخجل الشديد من هذه الرغبة ولما كان من الصعب ان يعيش الانسان بمثل هذه المشاعر المتناقضة فانها تنسى وتختفي بعيدا في العقل الباطن ثم تظهر في صورة احلام مزعجة .
بعث فرويد كل ما توصل اليه الاطباء الاخرين وابدى الكثير منهم انزعاجا لاكتشافاته حتى الدكتور فرويد نفسه خانته شجاعته وتوقف عن اجراء التجارب على مرضاه .
وهوجم فرويد من الجميع بشان ما كتبه او قاله فقد اصبح له الكثير من الاعداء لكنه وجد في الوقت ذاته الاصدقاء المخلصين فقد اعتقد العديد من الناس انه قد توصل اخيرا الى ان يفك اسرار العقل البشري استطاع ان يساعد الناس الذين كانوا اكثر تعاسة وانه قد اكتشف الاجابة عن العديد من الاسئلة المعضلة .
واصبح فرويد مشهورا في جميع انحاء العالم وعلم الاخرين كيف يستخدمون طريق "العلاج بالكلام "واصبح تاثيره على الفن والادب والعلوم لا يمكن حصره فالاشخاص الذين كتبوا القصائد والمسرحيات الذين رسموا اللوحات الاشخاص الذين يعملون في المدارس والمستشفيات وحتى السجون قد تعلموا جميعا شيئا من هذا الرجل العظيم الذي اكتشف السبيل الى العقل الباطن .