TODAY - 04 July, 2011
بعد مرور عام ونصف على تشكيله الحكومة العراقية
مراقبون: المالكي يجيد لعبة "عض الأصابع" مع خصومه.. وهو آخر من يصرخ
نوري المالكي
العربية نت
مرّ عام ونصف على تشكيل الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي الذي يتهمه خصومه بأنه يلعب على حبال الوقت ويؤخر المفاوضات معهم في ملفات معقدة مثل تسمية وزراء الأمن والداخلية والدفاع.
ويرى مراقبون أن المالكي اعتمد على سياسة تقوم على مبدأ اللعب على وتر الوقتِ وإنهاك الخصومِ ليجدوا أنفسَهم في النهايةِ أمامَ أمرٍ واقعٍ لا مفرَ منه، وظهر ذلك جليا في الجولةِ الأولى التي انتهتْ بفوزهِ بتشكيلِ الحكومةِ بعدَ عامٍ من المفاوضاتِ وتبادلِ التشكيك.
وقاتل المالكي على عدةِ جبهاتٍ داخليةٍ تارةً ضدَ زعيمِ القائمةِ العراقية إياد علاوي ثم أحمد الجلبي الذي أصبحَ يُعرفُ بالطباخِ السياسي المحترف، وآخرُها مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي وغالباً ما تكونُ الخسارةُ من نصيبِ خصومه فيما واصل المالكي إحكامَ قبضتِهِ على مقاليدِ الأمور.
والسؤالُ هنا من يدعمُ المالكي، الحظ أم خبرةُ السنواتِ الثماني أم أن هناكَ أسراراً تخفيها كواليسُ السياسة، وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي لـ"العربية": لعبة عض الأصابع هي الأشهر بين السياسيين في البلاد وقد أثبت المالكي أنه آخر من يصرخ".
وبحسب خبراء فإن الانسحاب أو التمديد للقواتِ الأمريكية هي الجولة الأصعب للمالكي، حيث يقفُ فيها الفرقاءُ موقف المتفرج منتظرينَ من المالكي إعلانَ موقفِهِ بصفتِهِ القائد العام للقواتِ المسلحة، لكنهُ لم يَرد بل أصدرَ حزب الدعوةِ الذي يتزعمُهُ بياناً يؤيدُ الانسحابَ الأمريكي من العراق، لينقلَ حرج اتخاذِ القرار الى ساحةِ خصومهِ الذين يعلنونَ تأييدهم لرحيلِ الأمركيين في العلنِ ويطالبونَ بالتمديدِ لهم سراً.
ولم يبقَ على الانسحابِ الأمريكي إلا 4 أشهرٍ، وبحسبِ مقربينَ من المالكي فهو يفضلُ الانتظارَ واختيار اللحظة الأخيرة لإثارةِ موضوعِ اتفاقيةٍ أمنيةٍ جديدةٍ مع واشنطن، والذي لا يحتاجُ لإقرارِهِ في البرلمانِ الا لتصويتِ 163 نائباً ،حصلَ المالكي على تأييدِهِم مسبقاً، والنتيجةُ في حلبةِ السياسةِ ستكونُ لمن يمتلكُ صبراً أكبر.