TODAY - 04 July, 2011
بارزاني يدعو إيران إلى حل مشاكلها مع العراق بالحوار لا بالقصف
الكشف عن خطة سرية للتمديد للقوّات الأميركيّة حتى عام 2016
ايلاف
كشفت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي عن مباحثات عراقية وأميركية سرية تجري بعيداً عن اطلاع الشعب ومجلس النواب للتمديد لبقاء القوات الأميركية الى عام 2016، وحذرت من أن أي مناورة في هذا الاتجاه ستضع الحكومة في مأزق أمام المواطنين، وطالبت باستفتاء شعبي حول الامر... بينما دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إيران الى حل مشاكلها مع العراق بالحوار، وليس بالقصف المدفعي.
قال مستشار القائمة العراقية الدكتور هاني عاشور إن أي قرار تتخذه شخصيات حكومية لتمديد بقاء القوات الأميركية في العراق الى مابعد نهاية العام الحالي، وهو الموعد المتفق عليه في الاتفاقية الامنية الموقعة بين واشنطن وبغداد في أواخر عام 2008، سيجعلها في مأزق أمام الشعب، لانها ستكون قد استهانت بالعراقيين، وقررت ما ليس من حقها، وانكرت عليهم حقوقهم في التعبير عن سيادتهم والمطالبة باي تعويض عن ضرر تعرضوا له خلال السنوات الماضية.
واشار عاشور في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف" اليوم الى وجود معلومات عن خطة لتمديد بقاء القوات الأميركية في العراق الى نهاية عام 2016 ستوقع الحكومة تفاصيلها دون اطلاع البرلمان والشعب عن حقيقتها، ودون الكشف عن جاهزية القوات العراقية التي طالبت بها الكتل السياسية، والتي دعت رئيس الوزراء نوري المالكي لعرض حقيقية القدرات العراقية امام مجلس النواب.
ودعا عاشور الحكومة الى كشف حقيقية هذه الخطة التي يجري بحثها بإشرافها بين وزارة الخارجية العراقية والسفارة الاميركية في بغداد بتوجيه لعقد اتفاقية لابقاء القوات الأميركية في العراق الى سنوات اخرى. وحذر من أي مناورة على مستقبل العراق وسيادته من دون علم شعبه "لان ذلك سيزيد من الفجوة بين الشعب وحكومته ولن يؤدي الى الاستقرار" كما قال.
وطالب الحكومة باعلان موقف رسمي تقوم بإحالته الى مجلس النواب بشأن تمديد بقاء القوات الأميركية من عدمه وعدم ترك العراقيين في ضباب التساؤلات والحيرة... وقال "ان على الحكومة اذا لم تكن قادرة على تحمل القرار السيادي، ان تكشف ذلك للشعب، وتترك له الخيار عبر استفتاء شعبي بعد ان تكشف حقيقية جاهزية القوات العراقية، والسبب الرئيس في عدم إكمال تلك الجاهزية اذا كنت تريد التمديد للقوات الأميركية، ومن هو المسؤول عن الإخفاق في إعداد قوات عراقية متكاملة وقوية".
وتشير معلومات يتداولها سياسيون عراقيون، ولم تؤكدها الحكومة العراقية حتى الآن ان نقاشات اميركية عراقية تجري حالًيا بسرية تامة لإبقاء اعداد كبيرة من افراد القوات الاميركية في العراق بحسب الفقرة الثالثة من الاتفاقية الامنية التي تنص أن مدة أستخدام الأراضي تبدأ عند تاريخ استلام مذكرة الرد وتنتهي في 31/كانون الاول (ديسمبر) عام 2016، ويمكن تمديد فترة الاستخدام بعد موافقة الطرفين على ذلك.
وتشير مذكرة معدة لهذا الغرض تحمل الرقم 0048 لعام 2011 إلى ان الجود الاميركي المقبل على الاراضي العراقية سيكون على الشكل التالي:
البصرة: ويكون موقع للقنصلية المؤقتة بمساحة 40.82 هكتار بالقرب من مطار البصرة.
وفي موقع البصرة للطيران بمساحة (14.78) هكتار داخل مطار البصرة.
كركوك: يكون مكتب فرع السفارة بمساحة 33.88 هكتار بالقرب من مطار كركوك.
الموصل: يكون فرع السفارة بمساحة 41.69 هكتار بالقرب من مطار الموصل.
وتنص الأتفاقية على أن تكون في بغداد منشأة لتدريب الشرطة بمساحة 24.91 هكتار بالقرب من كلية الشرطة ووزارة الداخلية، إضافة الى موقع بغداد للطيران بمساحة 247.07 هكتار داخل مطار بغداد، وكذلك مساحة 61.7 هكتار تقع داخل المنطقة الحكومية الخضراء، وتكون منشأة لدعم السفارة.
وفي اقليم كردستان، تكون في أربيل منشأة دعم للقنصلية هناك بمساحة 108.53 هكتار بالقرب من مطار أربيل، إضافة الى موقع أربيل للطيران بمساحة 99.9 هكتار داخل هذا المطار. يذكر ان الهكتار يساوي عشرة آلاف مترمربع، وأن تلك المساحات الشاسعة التي سيشغلها الأميركيون ستكون مصانة ومؤمنة بموجب الإتفاقية، وأن تتعهد وزارة الخارجية العراقية تنفيذ فقرات ما ورد فيها وتمكين السفارة الاميركية الحصول عليها وتثبيتها في دوائر العقارات حتى تضمن عدم ادعاء أي جهة عراقية أو مواطن عراقي بعائدية تلك الأرض اليه.
واليوم اعلن السفير الاميركي في بغداد انه طلب للعام 2012 موازنة لسفارته قدرها 6.2 مليارات دولار، مشيرا الى اهمية هذه الاموال في المساعدة على تنمية العراق البلد الاساسي في سد الاحتياجات العالمية في مجال الطاقة. وتعتزم السفارة الاميركية في بغداد اكبر سفارة في العالم مضاعفة عدد موظفيها في 2012 ليبلغ 16 الف موظف، وذلك بهدف تولي عدد من المهام الموكلة حاليا الى الجنود الاميركيين الـ50 الفًا، الذين لا يزالون في العراق، وسيغادرونه في نهاية هذا العام كما هو مفترض.
وكان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أكد الخميس الماضي أن المجلس لم يتسلم أي تقارير أو معلومات عن جاهزية القوات العراقية، مبينا أن قرار انسحاب القوات الأميركية يجب أن يكون عراقيًا في تقدير مصلحة البلاد.
كما أعلن التيار الصدري الثلاثاء الماضي أنه سيرفض أي قرار يتخذه البرلمان بشأن التمديد للقوات الأميركية في العراق، فيما شدد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني عدنان المفتي على ضرورة بقاء القوات الأميركية في العراق إلى ما بعد نهاية العام الحالي، واعتبر أن الدولة العراقية مازالت غير متكاملة، مؤكدا أن غالبية كبيرة من الأحزاب السياسية تقرّ وتؤيد بقاء هذه القوات.
وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 على انسحاب كل القوات الاميركية من الأراضي والمياه والأجواء العراقية كافة في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول (ديسمبر) من العام الحالي 2011.. حيث كانت انسحبت قوات الولايات المتحدة المقاتلة بموجب الاتفاقية من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران (يونيو) عام 2009.
بارزاني يدعو إيران لحل مشاكلهما مع العراق بالحوار لا بالقصف
دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ايران الى حل مشاكلها مع العراق بالحوار، وليس بخلق حالة من الخوف والقلق عن طريق قصف مناطق البلاد الشمالية.
وقال بارزاني ان المدفعية الايرانية تواصل قصف المناطق الحدودية في اقليم كردستان العراق، مما أدى الى الحاق أضرار مادية بأهالي القرى الحدودية والفلاحين والرعاة والمدنيين في تلك المناطق.
واشار في رسالة موجهة الى طهران وأنقرة الى انه بسبب كثافة القصف اضطر عدد كبير من المواطنين الى ترك منازلهم خوفاً على حياتهم، وفي الوقت نفسه يؤدي استمرار القصف الى خلق حالة من عدم الاستقرار في تلك المناطق بشكل عام.
واضاف "نحن وفي الوقت الذي نحتج فيه على هذا القصف العشوائي الذي يتعرض له المدنيون في المناطق الحدودية للاقليم، ونعتبره عملاً غير مقبول، نرى أن هذه الأعمال تضر بالعلاقات الثنائية مابين إقليم كردستان والجمهورية الاسلامية الايرانية، وليست هناك أية ذريعة لاستمرار هذا القصف العشوائي، وعلينا العمل على معالجة المشاكل عن طريق الحوار، وايجاد حلول مناسبة لها، وليس بخلق حالة من الخوف والقلق". وشدد على ان على جميع الاطراف ان تدرك بان العنف والقصف لن يحققا أية أهداف.
وتواصل المدفعية الايرانية منذ الاسبوع الماضي قصفًا للمناطق الحدودية في اقليم كردستان، حيث تتعرض للقصفت مناطق كومي كرمه سوران، وبرزي، في منطقة بالة يان. وطال القصف مناطق عديدة، ما تسبب بنزوح العديد من العوائل من هذه المناطق، كما نفقت أعداد كبيرة من المواشي جراء هذا القصف.
وقد بحث مجلس النواب العراقي الاربعاء الماضي هذا الامر، وكلفت رئاسته لجنتي الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية بمتابعة عملية القصف الذي تتعرض له المناطق الحدودية في إقليم كردستان.
وأوضحت النائبة عن كتلة التحالف الكوردستاني لانه محمد قائلة "لقد قمنا بجمع تواقيع النواب من أجل وقف عمليات القصف المتكررة للمناطق الحدودية في اقليم كردستان، وقدمنا خلال جلسة المجلس طلباً الى رئاسة المجلس حول هذا الموضوع".
واشارت الى ان النائب الأول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل الذي ترأس الجلسة كلف لجنتي الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية بمتابعة قضية قصف المناطق الحدودية والحوار مع الجهات المعنية واعداد تقرير حول هذا الموضوع وتقديمه الى مجلس النواب.
وتقصف المدفعية الايرانية المناطق الحدودية في محافظة اربيل العراقية الشمالية مع ايران منذ اكثر من أسبوع بذريعة استهداف عناصر من معارضتها، كما تقع اشتباكات بين القوات الإيرانية وعناصر من حزب بيجاك "الحياة الحرة المرتبط" الايراني الكردي بحزب العمال الكردستاني التركي في مناطق قريبة من الحدود الإيرانية.
وكان عدد من الجنود الايرانيين قتلوا في انفجار لغم وفي اشتباكات مع المعارضة الكردية في الشهر الماضي، اعقبه قيام مدفعية الجيش الايراني بقصف المناطق الحدودية في اقليم كردستان، ما ادى الى وقوع خسائر مادية في المزارع والمواشي ونزوح القرويين.