بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
ان لأفضلية الامام علي (عليه السلام) ليس منشأها هم الشيعة فحسب بل ان الله جعل له الفضب على كل من سوى النبي الاكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) سواء كان ذلك على الانبياء (عليهم السلام) فضلاَ عن الصحابة فنذكر جهتين من الروايات التي تبين لنا فضل الامام علي (عليه السلام):
الجهة الاولى: الروايات الدال على فضل الامام علي (عليه السلام) على الانبياء (عليهم السلام) :
ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن عليّ‏بن الحسين السلولي، حدّثنا سويد بن مسعر بن يحيى‏ بن حجاج النهدي، حدّثنا أبي، حدّثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، صاحب راية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، قال: بلغنا أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان في جمع من أصحابه فقال: «اُريكم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حكمته؟»، فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ، فقال أبوبكر: يا رسول اللَّه، أقست رجلاً بثلاثة من الرسل؟ بخٍ بخٍ لهذا الرجل، من هو يا رسول اللَّه؟ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «ألا تعرفه يا أبابكر؟»، قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أبوالحسن عليّ بن أبي طالب». فقال أبوبكر: بخٍ بخٍ لك يا أبا الحسن! وأين مثلك يا أبا الحسن.
ابن مردويه، عن سالم بن أبي الجعد، قال: سُئل عليّ عن ذي القرنين أ نبيٌّ هو؟ فقال: «سمعت نبيكم« يقول: هو عبد - وفي لفظ -: رجل ناصَحَ اللَّه فنصحه، وإنّ فيكم لشبهه أو مثله».
ابن مردويه، عن أبي الطفيل، أنّ ابن الكواء سأل عليّ بن أبي طالب‏(عليه السلام) عن ذي القرنين أ نبيّاً كان أم ملكاً؟ قال: لم يكن نبيّاً ولا ملكاً، ولكن كان عبداً صالحاً، أحبَّ اللَّه فأحبّه، ونصح للَّه فنصحه، بعثه اللَّه إلى قومه فضربوه على‏ قرنه فمات، ثمّ أحياه اللَّه لجهادهم، ثمّ بعثه إلى قومه فضربوه على‏ قرنه الآخر فمات، فأحياه اللَّه لجهادهم، فلذلك سُمّي ذا القرنين، وإنّ فيكم مثله.

مناقب سيّدنا عليّ، ص 49. قال فيه: الطبراني، والحاكم، والقزويني، والخطيب، والحاكمي، والملّا، عن أبي الحمراء وابن عباس. وابن مردويه، عن الحارث الأعور. وابن شاهين، والديلمي، عن أبي سعيد الخدري.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 280، ح 811)، قال: أخبرنا أبوالقاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على‏ سعيد بن محمّد البجيري، أنبأنا أبونصر النعمان بن محمّد الجرجاني، أنبأنا أبوجعفر أحمد بن محمّد بن سعيد، أنبأنا محمّد بن مسلم بن وارة، أنبأنا عبيد اللَّه بن موسى العنسي، أنبأنا أبوعمرو الأزدي، عن أبي راشد الحبراني، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول اللَّه«: «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى إبراهيم في حلمه، وإلى يحيى‏ بن زكريا في زهده، وإلى موسى‏بن عمران في بطشه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب».
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى‏ (ص 93)، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 9، ص 168).
الجهة الثاني: الروايات الدال على فضل الامام علي (عليه السلام) على الصحابة :
روى الطَّبراني بسندٍ معتبر عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أما ترضَين يا فاطمة أنَّ الله عزَّ وجلَّ اختار من أهل الأرض رَجُلَين أحدُهُمَا أبوكِ والآخرُ زَوجُكِ" 11/77.
روى هذا الحديث أيضًا أو قريبًا من ألفاظه أبو أيوب الأنصاري وأبو هريرة وعبد الله بن عامر وأسماء بنت عيسى.
الحديث المتسالم على صدوره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب"، قال الحاكم النيسابوري هذا حديث صحيح 3/126، وقال السّيوطي: "كنتُ أجيب دهرًا عن هذا الحديث بأنَّه حسن إلى وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس فاستخرتُ الله تعالى وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحيح.
ما رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: "كنت بالمدينة فبينما أنا أطوف في السُّوق إذ بلغتُ أحجار الزيت فرأيت قومًا مجتمعين على فارس قد ركب دابَّة وهو يشتُمُ عليَّ بن أبي طالبٍ والنَّاس وقوفٌ حوالَيه، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال: ما هذا؟ فقالوا رجل يشتم عليَّ بن أبي طالب، فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه، فقال: يا هذا علامَ تشتم عليَّ بن أبي طالب؟ ألم يكن أوَّل من أَسلم؟ ألم يكُن أوَّل من صلَّى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ ألم يكن أعلَمَ النَّاس؟ وذكر حتى قال: ألم يكن خَتنَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ابنته؟ ألم يكن صاحبَ راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إنَّ هذا يشتم وليًّا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تُريهم قُدرَتَك، قال قيس: فوالله ما تفرَّقنا حتى ساخت به دابَّتُهُ فرَمَتْهُ على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغُهُ فمات.
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شَرط الشَّيخين -البخاري ومسلم- ج3/499.
روى أحمد بن حنبل في مسنده عن معقل بن يسار قال: "وضأت النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم فقال: هل لك في فاطمة تعودها فقلت: نعم... قال أو ما ترضَين أنِّي زوجتك أقدم النَّاس سلمًا وأكثرهم علمًا وأعظمهم حلمًا" ج5/26، وذكر الهيثمي في مجمع الزَّوائد وقال رواه أحمد والطبراني برجال وثَّقوا ج9/101 و114.
روى الترمذي في صحيحه بسنده أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "أنا دار الحكمة وعليٌّ بابها" وذكره في كنز العمال وقال أخرجه أبو نعيم في حليته ثم قال: "وقال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح سنده ج6/401.
روى أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن عبد الله -بن مسعود- قال: "كنت عند النَّبي (صلى الله عليه وآله) فسئل عن علي بن أبي طالب فقال (صلى الله عليه وآله): قُسِّمت الحكمة عشرة أجزاء فأُعطي عليٌ تسعة أجزاء والناس جزءًا واحدًا" ج1/64.
وذكره المتقي الهندي في كنز العمال وقال في آخره: "وعليٌ أعلم بالواحد منهم ثم قال: أخرجه أبو نعيم في حليته والأزدي وأبو علي الحسين بن علي البردعي في معجمه وابن النجار وابن الجوزى عن ابن مسعود.