مشروبات الحمية تزيد الوزن
مـحـيـط - مــروة رزق
السمنة هى زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي بسبب تراكم الدهون، ولأنها تحدث عندما يتناول المرء سعرات حرارية أكثر مما يستطيع أن يحرقها، يتجه كثير من الناس إلى استخدام حبوب الحمية أو تناول مشروبات دايت بهدف المساهمة في إنقاص الوزن
وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أن بعض الأشخاص الذين لديهم ولع بمشروبات الحمية ويتناولون في اليوم عبوتين أو أكثر ازدادت أوزانهم ست مرات أسرع من أولئك الذين لم يستهلكوا تلك المشروبات.
وأضافت الصحيفة أن دراسة أجريت على 474 شخصاً استمرت عشر سنوات أظهرت أن من تناولوا مشروبات الحمية بكثرة تزداد أوزانهم لأن مشروبات الحمية أو المشروبات قليلة السكر وقليلة الحريرات تحتوي على سكر صناعي مثل "الأسبرتام" بدل السكروز والفركتوز.
ونقلت الصحيفة عن هيلين هازودا أستاذة علم الأوبئة التحليلية في مدرسة جامعة تكساس للطب قولها إن تلك المشروبات يمكن أن تكون خالية من الحريرات لكن ليس من دون عواقب سيئة مضيفة إن المعطيات من هذه الدراسة وغيرها تشير الى أن ترويج الصودا والمحليات الصناعية كمواد صحية أمر لا ينصح به، طبقاً لما ورد بـ"الوكالة العربية السورية".
وأوضحت الصحيفة أن الباحثين اعتمدوا مراقبة قياس منطقة الحوض في جسم الإانسان ووزن المشاركين ومقارنتها بمقاييس من لم يتناولوا هذه المشروبات وكانت النتيجة أن 70% عانوا من زيادة محيط الحوض مقارنة بمن لم يشربوا، كما أن الذين تناولوا هذه المشروبات بكثافة كانت الزيادة عندهم كبيرة إذ بلغت 500%.
وأكد معدو الدراسة عند تقديمها في الدورة العلمية للجمعية الأمريكية للسكري أن سياسات ترويج مشروبات الحمية يمكن أن تحتوي على آثار مدمرة للصحة.
ولم تراقب الدراسة الاختلافات في وجبات المشاركين وأنماط حياتهم ومن المرجح أن أولئك الذين تناولوا كميات كبيرة من المشروبات الغازية كانوا يتبعون نظاماً غذائياً فقيراً مقارنة بأولئك الذين يميلون إلى تجنبها.
كما أفاد علماء أمريكيون أن المحليات الصناعية الموجودة في مشروبات "الدايت" لا تملك سعرات حرارية كثيرة، ولكنها تتداخل مع قدرة الجسم الطبيعية على عدّ الحريرات الداخلة إليه، مما قد يضعف قوته على مكافحة البدانة.
وأوضح أحد الباحثين أن الجسم يستخدم مستوى الحلاوة في الأطعمة والمشروبات لتحديد عدد السعرات الحرارية، لذا فإن تناول مشروبات "الدايت" ليس أفضل حل لمشكلة البدانة، مشيرين إلى أن الاستهلاك المتزايد من المحليات الصناعية والمشروبات عالية السعرات ليس السبب الوحيد للسمنة، ولكنه عامل مساهم، وهو ذو أهمية بالغة، نظرا لإقبال الكثير من الناس على المحليات الصناعية كوسيلة للسيطرة على الوزن والمشروبات الغنية بالحريرات لإرضاء الرغبة الذاتية والشبع.
وتنصح الدراسة باتباع الأنظمة الغذائية المتوازنة مع ضرورة ممارسة الرياضة، وخاصةً المشى بمعدل 3 إلى 4 ساعات أسبوعياً، والابتعاد على الإفراط فى تناول المشروبات الغازية
السكر الصناعي يصيبك بسرطان الدم
حذرت دراسة طبية سويدية حديثة بمركز بحوث السرطان بالسويد، من مادة "الأسبرتام" التي تستخدم لتحلية المشروبات الدايت، وذلك لأنها قد تعرض الإنسان للإصابة بسرطان الدم وخاصةً الأطفال والشباب.
وأشار الدكتور هنريك كريستر أستاذ علم أمراض الدم والسرطان، إلى أن مادة "أسبرتام" تتكون من عنصرين مهمين وهما "أسبرجينسير" و"فينيل الانين"، إضافة إلى القليل من عنصر "الميثانول" وقد تبين أن الفئران التي حقنت بالمادة زادت نسبة كرات الدم البيضاء في تحاليل دمها ما يعني زيادة احتمالية إصابتها بالسرطان.
وفسر الباحث هذه النتيجة أنها إما أن يكون لتلك المادة تأثير مباشر على الـ "دي ان ايه" في الجسم وبذلك تقع عملية تفاعل وظهور سرطان الدم, أو أن تؤثر بشكل مباشر على جهاز المناعة, وبذلك تزداد نسبة خطر الإصابة بالسرطان.
وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، يؤكد الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أن السكريات الصناعية يتم تحضيرها معملياً من مواد كيميائية غير طبيعية, ومن ثم عند دخولها الجسم تسبب تغيراً في طبيعة الحمض النووي للخلية والذي يعد ضابط إيقاع الخلية فتختل كل وظائف الجسم الحيوية ويصبح عرضة للإصابة بالسرطان.
وأوضح الشوبكي أن جسم الإنسان مؤهل لاستخدام السكريات الطبيعية مثل سكر الجلوكوز الموجود في التين والبنجر وقصب السكر وسكر الفركتوز الموجود في باقي أنواع الفواكه, وأن الرغبة في تقليل الوزن لا تعني الإستغناء عن أي عنصر من المواد الغذائية أو استبدالها بمواد صناعية ولكن الأفضل صحياً أن نتناول كميات صغيرة من كل العناصرالغذائية الطبيعية مع ممارسة الرياضة أو المشي, وبذلك تصبح السعرات التي تدخل الجسم قليلة ويسهل حرقها مع الحركة, فلا يمكن أن تحدث أي زيادة بالوزن, مؤكداً أن معدل التحلية بالسكر يمكن التحكم فيه من خلال التدريب والإرادة, فمن اعتاد تناول كميات قليلة من السكر لن يتقبل أي زيادة فيها.
ويحذر الشوبكي مرضي السكر من تناول المحليات الصناعية لأنها قد تدخله في غيبوبة عميقة نتيجة انخفاض شديد في السكر, وينصحهم بتناول سكر الفركتوز لأنه سكر نقي أحادي ويعطي سعرات حرارية أقل وأن يخضعوا لنظام غذائي محدد تحت إشراف طبيب.
ويزيد وزنك
وجاءت دراسة علمية حديثة لتؤكد أن مواد التحلية التي لاتحتوي علي أي سعرات حرارية أو تحتوي على القليل منها هذه المواد قد تؤدي إلى زيادة الوزن بدلاً من نقصانه.
وقد حذرت باحثة بريطانية من أن الحبوب الصناعية التي تضاف إلى المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة لتحليتها لا أثر لها يذكر في تخفيض الوزن بل على العكس قد تفاقم مشكلة البدانة عند البعض.
وأكدت ثريا شيرازي بيتشي وهي أستاذة في جامعة ليفربول ببريطانيا، إن أجسامنا لا تستطيع التمييز بين هذه الحبوب الصناعية التي تضفي مذاقاً حلواً على المشروبات وغير ذلك وبين السكر نفسه لأنه عند دخولها إلى الجسم "تتصرف" تماماً كالسكر وتقوم بتنشيط أجهزة الاستشعار في القناة الهضمية التي تلعب دوراً رئيسياً في امتصاص الجلوكوز.
وأوضح الباحثون أنه ينتج عن ذلك امتصاص الجسم للمزيد من السكر ومعه السعرات الحرارية التي يحاول البعض التخلص منها، أي أن ذلك يعني أن حبوب التحلية قد تساعد قليلاً على خفض الوزن إن لم تكن معدومة الفائدة كلياً.
وأكد الباحثون أن حبوب التحلية الصناعية مفيدة في خفض الوزن، مشيرين إلى أنه من الأفضل تناول أطعمة طبيعية ولكن ليس بكميات كبيرة.
ومن خلال الدراسة التي أجريت حول الحبوب الصناعية المحلية عند دخولها إلى الأمعاء الدقيقة وامتصاص الجسم للسكر أو الجلوكوز، مشيرة إلى وجود خلايا محددة في الجسم تقوم بالكشف عن السكر واطلاق هرمونات ضرورية لوصولها إلى ثنايا الأمعاء والدم، حيث أنها تحترق أو تتحول إلى دهون.
وتوصلت الدراسة إلى أن هذه الخلايا تطلق الهرمونات عند دخول حبوب التحلية الصناعية إلى الجسم وهذا يجعل الأمعاء تمتص السكر الحقيقي، مضيفة أن هذه الحبوب تنشط أيضاًَ جهاز استشعار الجلوكوز وتزيد قدرة الأمعاء على استيعاب المزيد من السكر.
وأكدت الدراسة أن البعض يظن أن تناول مشروب الكولا دايت يساعد على النحافة ولكن العكس هو الصحيح لأن بإمكان الحبوب الصناعية المحلية تفعيل جهاز الاستشعار وجعل الجسم يمتص المزيد من الجلوكوز من الاطعمة التي يتناولها.
يذكر أن الأدوية التي تسيطر على خلايا الاستشعار للسكر قد تساعد في علاج أمراض مثل السكري وتمنع البدانة.
ويفتح شهيتك
أكد الدكتور محمود الديب اخصائي القلب والأوعية الدموية وزميل معهد القلب بكوبنهاجن، أن المخ لايستطيع التفرقة بين الطعم الحلو الناتج عن السكر أو مادة التحلية وإنما يصدر فوراً إشارة إلى البنكرياس لإفراز الانسولين لمقابلة هذا السكر فيؤدي الانسولين إلي خفض السكر بالدم فيشعر الإنسان بعد الانتهاء من وجبته الغذائية بفترة قصيرة بالجوع وبالرغبة الملحة لتناول الكربوهيدرات وخاصةً السكريات، مما يؤدي إلي تكرار إفراز الانسولين وخفض مستوي السكر بالدم مرة أخري, أي أن هذه التفاعلات تدخل في دائرة مفرغة.
وأوضح الديب إنه إذا انتابك شعور قوي بالجوع بعد فترة قصيرة من تناولك لإحدي المنتجات الغذائية المحلاة بالسكر الدايت أو بعد استخدام "السكارين" مثلاً لتحلية القهوة أو الشاي مع أنك تناولت وجبتك الغذائية منذ قليل فأنت تعرف الآن ما قد يكون قد دار بجسمك من تفاعلات أدت إلي دخوله في الحلقة المفرغة المعروفة "بالهيبوجلاسيميا" وتدرك لماذا لاينقص وزنك مع أنك تتبعين نظاماً لإنقاصه أو لماذا يزيد بالرغم من توفيرك كل هذا الكم الهائل من السعرات الحرارية بعدم تناولك للسكر في غذائك.