20.Dec.2013
أردوغان يواجه تهديدا من حليفه فتح الله غولن
عاش غولن في المنفى في الولايات المتحدة منذ عام 1999.
BBC
في أحد الأيام في منتصف شهر يونيو/ حزيران، قضيت أنا وزملائي ثلاث ساعات في محاولة للخروج من مظاهرة ضخمة نظمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول، حيث توقفت سيارتنا خلف عشرات من الحافلات التي يستقلها أنصار أردوغان.
وتمكن الحزب من حشد عشرات الآلاف من المتظاهرين من أنحاء مختلفة من البلاد، ووفروا لهم وسائل النقل إلى المظاهرة ذهابا وإيابا
وفي هذه اللحظة، أصبح من الواضح أن رئيس الوزراء التركي سوف يهزم المتظاهرين الذين كانوا يحتجون في ساحة جيزي في إسطنبول.
كان المتظاهرون غاضبون، لكن رئيس الوزراء كان منظما، وفي تركيا يفوز من لديه القدرة على التنظيم.
تحالف واسع
والآن يجد أردوغان نفسه في مواجهة مع خصم يتمتع بنفس القدر من التنظيم الذي يتميز به هو، وهو الزعيم الروحي فتح الله غولن.
يمثل الصراع بين الرجلين تهديدا لطموحات أردوغان غير المعلنة في الترشح للرئاسة عام 2014.
ويمثل الصراع بين الرجلين تهديدا لطموحات أردوغان غير المعلنة في الترشح للرئاسة عام 2014.
وفتح الله غولن هو رجل دين إسلامي أسس شبكة ضخمة من المؤسسات الاجتماعية والثقافية التي لها نفوذ كبير، وتضم حاليا أكثر من 900 مدرسة خاصة في تركيا.
وعاش غولن في المنفى في الولايات المتحدة منذ عام 1999، ويتولى أنصاره مناصب رفيعة في جهازي الشرطة والقضاء.
وقد نشطت حركة غولن إلى جانب التحالف الذي دعم أردوغان من أبناء الطبقة الوسطى والأوساط الدينية ورجال الأعمال.
وساعد ذلك التحالف الواسع أردوغان في الفوز بالانتخابات العامة ثلاث مرات.
وشكل أنصار فتح الله غولن ذراعا غير رسمية داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وفي السنوات الأخيرة، ساعد أنصار غولن رئيس الوزراء التركي في تقليص سلطات قادة القوات المسلحة، لكن خلال احتجاجات ساحة جيزي في يونيو/ حزيران بدأت الخلافات بين أردوغان وحركة غولن في الظهور.
واتهم أنصار غولن رئيس الوزراء التركي بممارسة سياسة استبدادية في حكمه، وهو ما ينفيه أردوغان.
وكانت الحكومة أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني خططا تهدف إلى إلغاء عدد من المدارس الخاصة التي تساعد في عملية تأهيل الطلبة وإعدادهم للالتحاق بالجامعات، بما في ذلك عدد من المدارس التي تخضع في إدارتها لحركة غولن.
وكانت هذه الخطوة بداية صراع صريح بين حلفاء رئيس الوزراء التركي وموالين لفتح الله غولن.
وفي 17 ديسمبر/ كانون الأول، دهمت قوات الشرطة ليلا منازل رجال أعمال من بينهم موالون لرئيس الوزراء.
ويعتقد كثيرون أن أنصار فتح الله غولن في جهاز الشرطة والسلطة القضائية هم من يقفون وراء تلك المداهمات.
كما نجا أردوغان من تحديات وضعها أمامه متظاهرون معارضون لنظام حكمه في يونيو/ حزيران الماضي، لكن التحديات تأتي هذه المرة من خصم أكثر تنظيما يكتنف هدفه الغموض.