مدينة النجف الاشرف مدينة الحضارة والعراقة والتاريخ، ولا تقتصر حضارتها بما تحمله من ارث ثقافي وادبي، وانما هناك حضارة اخرى تستحق ان تلقى الاهتمام وهي حضارة المواقع الاثرية ومعالم المدينة الاسلامية بجوامعها ومدارسها ومنشاتها الدينية الاخري التي ما تزال شامخه، حتي اليوم صامدة امام الدهر شاهدة علي مدى عظمة الحضارة الاسلامية، ومن اهمها واقدمها جامع الكوفة، هو من أشهر الجوامع في العراق (وكان أول من أسس في مدينة الكوفة مسجدها الجامع ودار الإمارة) وذلك عام 17 هـ، وهو مربع الشكل تقريباً 110 متر.
وقال استاذ التاريخ في جامعة الكوفة الدكتور مجيد المحنة لوكالة انباء بغداد الدولية/ واب/ ان " الكوفة صحراء ، واختار الصحابيان سلمان الفارسي وحذيفة اليماني، موقعها سنة 17 للجيش الإسلامي أيام خلافة عمر بن الخطاب لذلك سميت (كوفة الجند)، أي مجمع الجيش وبنيت سنة 22 هـ بالآجر في عهد ولاية المغيرة بن شعبة على سبعة محلات لكل قبيلة، واتخذها الإمام علي (عليه السلام) سنة 36 هـ بعد معركة الجمل عاصمة للخلافة الإسلامية واتجهت إليها الأنظار من العالم الإسلامي، وأصبحت مدينة علمية وتجارية في عهده (عليه السلام)، حتى قامت الخلافة العباسية سنة 132هـ فاتخذوا الهاشمية لهم، ثم بغداد، فذبلت نظارة الكوفة حتى سنة 580 هـ حيث استولى عليها الخراب كما يقول الرحالة ابن جبير بعد أن كانت كلمة (الكوفة) تعني مناطق شاسعة ".
واضاف المحنة ان " جامع الكوفة يتسع لأربعين ألف مصل، يتوسط صحنه بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم وتسمى (السفينة)، والمشهور بين العامة وهي شهرة باطلة، إنها الموقع الذي صنعت فيه سفينة نوح، أو رست فيه مع أن السفينة هي أرض المسجد الأولى، وقد طم جميع مساحة المسجد ما عدا هذا الموضع لمعرفة العمق السابق".
فيما يرى الأمين العام لجامع الكوفة موسى تقي الخلخالي ان " المساحة الكلية للجامع هي 11162م2، ومساحة المنطقة المكشوفة 5642م2، ومساحة المنطقة المسقوفة 5520م2، في الجامع 187عاموداً، و56 قوساً، وأربع منارات، وارتفاع جدار المسجد10م، وارتفاع المنارة الجديدة 30.85م ".