بغداد/وكالات:اندلع نقاش حاد بين أوساط ثقافية وشعبية عراقية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب نصب تذكاري كان يفترض أن يجسّد ذكرى الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، ويبقى معلما تذكاريا من المعالم الثقافية في بغداد.
النصب أخذ طريقه إلى الإنجاز النهائي بعدما حصلت لجنة الثقافة والإعلام على موافقة الأمانة العامة لمجلس الوزراء وأمانة بغداد لذلك، وأوكلت مسألة تنفيذه إلى أحد النحاتين العراقيين. لكن بعكس ما كانت اللجنة تتوقعه، فقد أثارت المنحوتة امتعاضا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط الثقافية العراقية، إضافة لعائلة الجواهري وكل المعنيين بالحفاظ على إرثه،الذين اعتبروا العمل المنجز بأنه غير لائق بأديب كبير بحجم الجواهري.
ومن المفترض أن يتم تركيز المنحوتة في أحد شوارع بغداد التاريخية، بعدما كان من المقرر إقامته في تقاطع الرواد بمنطقة المنصور. وافاد مدير مركز الجواهري في براغ رواء الجصاني، بأن ما أثار الإنزعاج لدى عائلة الجواهري ومحبي أدبه هو أن القائمين على هذا العمل لم يعلنوا عن مناقصة للاختيار من أعمال فنية مختلفة، بل قرروا منحها لشخص واحد وتركوا له حرية اختيار الموضوع. كان من الأجدر، حسب رأيه، فسح المجال لنحاتين آخرين لتقديم أعمالهم كي يتم اختيار الأفضل.
الآراء المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبدو في غالبها ناقدة بشكل سلبي للمنحوتة.أحد المشاركين في النقاش اعتبر العمل "ارتجاليا وعفويا دون أي مردود فني"، بينما عبّر آخرون عن استغرابهم للفكرة التائهة بين الجواهري وأشياء تراثية أخرى. "كنتُ أود أن يكون هناك تمثال شامخ من البرونز للجواهري بين يديه قصيدة يتلوها"، كما قال أحدهم، أو "ابتعدوا بفسادكم عن شاعر العرب الأكبر"، كما أضاف آخر، محاولا على ما يبدو ربط عملية اختيار النحات بنوع من الفساد الإداري أوما شابه. مواقع التواصل الاجتماعي لم تخلُ طبعا من المدافعين عن الفنان الذي قام بعملية النحت، فوصف أحدهم العمل "بالجهد الفني الرائع والمبدع
كاردينيا