يعتبر اليمن من الدول الغنية بالثروات التي لا تُحصى، وأبرز هذه الثروات هي حجر العقيق اليماني الملقب بسفير النيات الحسنة وجالب الحظ والسعادة.
تنوعت الروايات حول بداية معرفة اليمنيين لهذا النوع من الأحجار الكريمة، والكثير من تلك الروايات تعود إلى عصر الدولة الحميرية، التي حكمت اليمن قبل عدة قرون.
وردت أسماء العقيق كثيراً في كتب التاريخ، وله شهرة تاريخية كأحد الأحجار الكريمة النفيسة والمطلوبة في بعض الدول العربية.
ويقول أحد الباحثين في هيئة المساحة الجيولوجية اليمنية إن "ذلك الحجر كان بمقدوره أن يصنع المجد لليمن لو أن الدولة أنشأت متحفاً خاصاً للأحجار الكريمة، وخصوصاً العقيق اليماني"، مشيراً إلى أن "متحفاً كهذا كان سيجعل من اليمن قبلة للسياح وعلماء الجيولوجيا برغم الظروف الأمنية".
وتقول المعلومات إن ممارسة اليمنيين الأجداد لمهنة نحت الجبال وبناء القصور والمعابد أدت إلى اكتشافهم هذه الحجارة الصماء، وهي منافس قوي للذهب والفضة.
وتبرز منطقة أنس ذمار (مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء) كأشهر مناطق التعدين للعقيق، بالإضافة إلى محافظات صنعاء وتعز وعدن وحضرموت.
ويتخوف كثيرون من اندثار هذه الحرفة العريقة بسبب الإهمال المستمر لها من قبل الجهات الرسمية وعدم تشجيع الحرفيين على التنقيب عنها حيث تحتاج عملية التنقيب إلى إمكانيات ومعدات حديثة، برغم استمرار الكثير من الأسر التي توارثت المهنة بالتنقيب بالطرق التقليدية.
وبالرغم من زهد أسعاره مقارنة بالمجوهرات الأخرى، إلا أن هناك أحجاراً فاخرة وصل أسعار بعضها إلى حوالي ألفي دولار، بحسب حرفيين.
ويشكو هؤلاء من دخول أصناف مغشوشة من العقيق إلى اليمن مصدرها الصين.
ولا يظهر العقيق اليماني كحجر زينة فقط، بل إن الروايات المنسوبة الى النبي محمد (ص) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) تركّز على فوائد التختم بالعقيق اليماني.
في حديث مروي عن الرسول (ص) عن العقيق اليماني يقول "تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر واليمنى أحق بالزينة". وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال "صلاة ركعتين بفص عقيق تعدل ألف ركعة بغيره".
وعن الامام الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال: قال لي رسول آلله صلى آلله عليه وآله وسلم "يا بني تختم بالياقوت والعقيق فإنه ميمون مبارك وكلما نظر الرجل فيه إلى وجهه يزيد نوراً والصلاة فيه سبعون صلاة".
وعن الامام الصادق (ع): "قال رسول آلله صلى آلله عليه وآله و سلم: قال الله سبحانه: أني لأستحي من عبد يرفع يده وفيه خاتم فصه فيروز فأردها خائبة".
وعن الامام الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام "قال: قال رسول آلله صلى آلله عليه وآله وسلم: تختموا بالعقيق فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه".
ومن فوائد العقيق اليماني أنه يقوي العقل ويعطي الفصاحة لصاحبه ويهبه قوة التغلب على الأعداء ويملأ القلب الشجاعة والحذق والفطنة ويضفي على حامله الصحة وييسر الأمور وهو حرز وينفي الفقر والنفاق وهو للفوز والغلبة، هو حجر مبارك لحسن العاقبة وقضاء الحوائج وللأمان في السفر وللحفظ من المكروه والبلاء وللسعة في الرزق ولمنع الغم والهم وهو من أسباب إستجابة الدعاء ويطرد الأحلام المزعجة ويهب صاحبه التوفيق.