ابق كما أنت لا مبالياً
كي أظل احبك
إذا أحببتني ، سأهرب منك
فأنا أكره الحب المتبادل
لأنه لا ينجب غير الأطفال والولائم والصداع
وسهرات التثاؤب الاجتماعية ، والتكاذب المرائي
ابق كما أنت ، لا مبالياً ونائياً
كحصان بري خرافي
لتشعل أشواق حرفي إلى المستحيل ..
ودع عينيك الساهمتين ترجعان بي
إلى ذكرى حبنا البريء الغابر اللامكتمل ...
تطلقانني في مدن الحيرة والغموض وشوارع التنهد ..
على حدود قارات الأسرار والرعشات الكونية
لا تكن لي كي لا ننتهي ضفدعين
يتواصلان في مستنقع التفاصيل اليومية
ونقيق الشجار الأليف..
ابق نائياً
حباً مستحيلاً يتضوع عطراً سرياً
كي أظل متعطشة للرحيل بحرفي
في مدارات الكواكب المجهولة للمشاعر
حيث مقالع أبجدية الدهشة
والفجر الشاحب للأسرار..
لا تستجب لتوسل نظراتي
ومخابراتي الهاتفية ...ورسائلي...
فأنا أصاب بالنعاس
حين أقضم التفاحة!
فدعني متأججة بأشواقي المستحيلة
أحوم حول الشجرة المحرمة
مستغرقة في استجواب الأفعى
عن كنه الجنون العذب..
ابق في حياتي كتاباً جديداً لا يقرأ
ولن أقص أوراقه المتلاصقة في أي يوم..
ليظل حبك صرخة تخترقني بلا ثرثرة
وبلا صوت
كصرخات التماثيل في مدن الماضي الخالدة !
وإذا أحببتني ذات يوم من جديد
سأطالبك بأن تخونني كي لا أهجرك..
لتظل الرجل المستحيل والحب اللامكتمل
ولتظل أبجديتي تنزف اشتعالها
بعيداً عن الأفراح الكئيبة في القن!
-
غادة السمان