اداب ومعتقدات المندائية
بغداد/ متابعة البغدادية نيوز/.. عن ديوان أوقاف الديانات المسيحية والديانات الاخرى صدر كتاب ادب ومعتقدات المندائية بـ112 صفحة من القطع المتوسط ،للكاتب سميع داود.
يشير داود إلى أنه تناول أهم الموضوعات التي كانت تشغل بال الناس وتهم حياتهم العامة والخاصة، وفي مقدمة ذلك نظرتهم إلى الكون والخليقة وأصل الوجود وعالم ما بعد الموت والخلود وظهور آدم وحواء وفكرة الطوفان والنظرة إلى المياه الجارية "يردنا" باعتبارها حاضنة لعمليات خلق واسعة. كما تضمن هذا الأدب شكلاً من أشكال الملاحم تمثل في هبوط المخلص- الملاك هيبل زيوا- إلى عالم الظلام الذي تمت له السيطرة عليه. ومن الملاحظ تأثر هذا الأدب بالكتابات والنصوص السومرية واقتباس الكثير من الأساطير السومرية ونسبها إلى المندائية، حالها حال أغلب الديانات القديمة التي تستنسخ الأساطير وتقدمها بثوب جديد يلائم عقائدها ومرتكزاتها الفكرية. لكن داود؛ في الوقت نفسه، يبين أن النصوص المندائية حافظت على نفسها من عمليات التشويه والانتحال والحذف والإضافة التي تعرضت لها المدونات القديمة، بسبب عزلة المندائيين والنزعة المحافظة لدى رجال الدين وتمسكهم الشديد بإرثهم الديني وحرصهم على دقة الاستنساخ والإشراف، لهذا ظل الأدب المندائي حبيس المخطوطات طوال قرون عديدة لم يطلع عليه أحد إلا أولئك الذين يعرفون اللغة المندائية.
وفي معرض حديثه عن أسلوبية الأدب المندائي، يرى داود أنه تميز بجماليته ورؤاه الشعرية المكثفة، "لذا جاز لنا أن نعده أدباً عالمياً ذا منطلقات إنسانية وأنساق ذات طابع غرائبي لا يمكن فهمها وإدراكها إلا من خلال وعي متقدم وثقافة عالية وحال من التأمل الشديد، فالعبارات والجمل والمفردات ذات مدلولات كثيرة تستغلق على معانٍ وصور شتى لاستخدام الرمز والاستعارة والمجاز بكثرة مما يجعل المتلقي حائراً ومنبهراً في الوقت نفسه". ويضيف ان الأدب المندائي عبر نصوصه الميثولوجية واللاهوتية ومجموعة التراتيل والدواوين الدينية العديدة تشكل بؤرة لتكوين تصورات وتوليد رؤى ذات مساحة فيها جانب كبير من الخيا