ينعم البعض بنوم هادئ لمجرد استلقائهم على السرير ووضع رأسهم على الوسادة، لكن لا يعلم الكثير من الناس ان الوسادة مرتع للحشرات. حيث كشفت نتائج دراسة حول وسائد الأسرة في مستشفيات لندن، أنها قد تكون مليئة لثلثها بآفات وحشرات ومواد ضارة تشمل: حشرة البق، وسوس الغبار، وخلايا البشرة الميتة، وغيرها مما يحول النوم الهادئ بالليل إلى فترة للإصابة بالأمراض.
وأكد العلماء أن الجو الخانق المحيط بالغرفة هو التربة المثالية الخصبة التي تساعد على نمو هذه الحشرات غير المرغوبة بدءًا من البق المعدي والبكتريا التي تسبب الانفلونزا وجدري الماء والجُذام.
وحذّر الدكتور اّرثر تاكر من أنه بالرغم من وجود بعض هذه الحشرات فقط في المستشفيات والمناخ شديد الحرارة، إلا أن البعض الآخر يتخذ من سريرك الخاص بيته المريح. وهذا بعد دراسته لمئات الوسائد وتأثيرها صحياً على المرضى التي يستخدمونها في بعض المستشفيات التابعة لمؤسسة خدمات الصحة القومية بلندن ومؤسسة بارتس، حسب ما كشفت "ديلي ميل" البريطانية.
وكشفت اختبارات أجريت على الوسائد عن وجود كمية كبيرة من الملوثات الحية على السطح الخارجي للوسادة، ووجود تمزق أو شقوق في الوسادة يعني أن الجراثيم وجدت طريقها لأن تبقى دائماً. بعضها يسبب الاصابة بقولون المعدة، والبعض الاّخر يسبب التهابات بالجهاز التنفسي والمسالك البولية.
وذكرت الصحيفة أن العديد من الوسائد الخاصة بالمستشفى بها ما يفوق المليون من الخلايا العنقودية لكل مليمتر، وغالبا ما تسبب هذه الحشرة أمراضاً خطيرة للأشخاص الذين يملكون جهاز مناعة ضعيفاً، وهي ما أطلق عليها الدكتور تاكر بأنها "مخاطر بيولوجية". وقال تاكر: "مجرد وجود هذه التشققات، فهذا يعني أنه يمكنها الوصول للمريض".
وقال الباحثون: إن الوسائد تمتص الإفرازات السائلة للجسم وتعتبر أرضاً خصبة للمستعمرات البكتيرية، لذا يتوجب على الذين يعانون من الحساسية استخدام الوسائد الصناعية وغطاءً ضد الحساسية.
وأوصى الباحثون بأنه يمكن القضاء على هذه الحشرات (السوس)، عن طريق غسل الوسادة بانتظام بماء ساخن بدرجة حرارة 60 درجة مئوية، أو عن طريق وضعها في الفريزر لمدة 24 ساعة. على أن تكون عملية الغسيل مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل. ويٌفضل غسل وسادتين معاً لحفظ التوازن داخل الغسالة باستخدام كمية قليلة من المنظفات، ثم شطفهما مرتين بعد ذلك، وتعليقهما في جو مشمس لتجف، نظراً لأن البكتريا والطفيليات تفضل البيئة الرطبة.
وذكرت كاثلين هادلي، إحدى الباحثات، أن هناك وسيلة أخرى لتنظيف الوسائد، قائلة: "إذا أردت اختبار ملائمة وسادتك الخاصة، يمكنك ثنيها بالنصف وتضع فوقها كتابا واتركها، فإذا عادت لوضعها الاصلي إذن فهي ما زالت صالحة للنوم.
ونقلت الصحيفة عن "دانكين بين" المدير الفني لشركة جبرائل العلمية قوله: "عندما تود ايجاد وسيلة لزراعة البكتريا، بجانب طعام هلامي لزج، فستجد أن الوسادة جدواها أفضل بكثير. وأضاف أن الوسادة مثل الإسفنجة التي تستوعب سوائل الجسم بأنواعها المختلفة، والتي تعتبر بمثابة درجة حرارة مثالية عن طريق الجسم الدافئ".
وعلى الناحية الأخرى، طمأن البروفيسور هيوج بيننجتون عامة الناس، مشيراً إلى أنه لا داعي للقلق لأن الأشخاص أنفسهم يحتوون على بكتريا وطفيليات مثل ما تحتويه الوسادة. وأنه يمكن تجنب هذا عن طريق غسل الوسادة مرة كل فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر.