عزيز .. عودا على بدء .. المشكلة (الكبيرة جدا) إن الايات ممكن أن تفسر على عدة وجوه.. و كل طائفة تستطيع تفسيرها وفق ما تراه مناسبا او بما ينسجم مع توجهاتها (كلامي هذا عاما وليس له علاقة بمعتقدي انا) .. . حتى في الاية التي ذكرتها (ذَٰلِكَ ٱلْكِتَٰبُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ) لو تفتح المصحف الكريم سوف ترى علامة (تعانق الوقف) على كل من كلمتي (ريب، فيه) .. لأنك إذا وقفت على (ريب) سوف يعطي معنى معينا للجملة، و إذا وقفت على (فيه) سوف يعطي معنى اخر للاية .. أليس كذلك ؟
و ايضا تعقيبا على (ردك) على الأخ كرار العراقي و الجزء من الاية (وَابۡتَغُوا۟ إِلَيهِ الۡوَسِيلَةَ ).. أنت (نفيت) تماما أن تكون الوسيلة هي احد خلق الله .. و لكن لماذا تنفي ذلك يا ترى ؟ هل يوجد في الاية تحديد لـ (نوع الوسيلة) .. و لقد سمعت حديثا بما معناه (إن الطرق إلى الله بعدد انفاس الأخلاق) ؟؟ فمثلا ابتسامتك في وجه اخيك هي حسنة .. و سترك لأخيك المؤمن حسنة، و مساعدتك للفقراء هي حسنة .. و كل هذا يعني (تقربا) إلى الله عبر خلائقه.. أليس كذلك ؟ ..فضلا عن الصوم و الصلاة و الحج و الجهاد و إماطة الاذى عن الطريق و طلب العلم .. .. إلخ من فروع الدين و مستحباته.
ما اريد أن اصل إليه هو إنك ببساطة لا تستطيع أن تحتج بالقران وتستشهد باياته ما لم تتوفر لديك قاعدة بيانات هائلة من المعلومات بحيث تعرف التفسير الدقيق لكل اية و مناسبة نزولها و هل هي ناسخة ام منسوخة، محكمة أم متشابهة .. إلخ، لذلك قد يتم اللجوء إلى الروايات الموثوقة المنقولة عن الشخصيات التي لا تشوبها شائبة في التاريخ .. و هذا بدوره يتطلب أيضا قاعدة معلومات هائلة أخرى عن سيرة الشخصيات في التاريخ الإسلامي (اعتقد إنهم يسمونه علم الرجال) .. لذلك فإنني لا اعترف بمسألة الاحتجاج و المناظرة عموما .. خصوصا إنها تولد في الغالب التفرقة و توجد البغضاء بدلا من التقارب و الاقناع ، لذلك اعتقد إن علينا (كمسلمين غير متطرفين) ان نحاول إيجاد (نقاط الالتقاء) بدلا من (نقاط الاختلاف) و تسفيه معتقدات بعضنا البعض و الإيحاء او التصريح بكونها (باطلة و لا أساس لها) فهذا لن يولد إلا المزيد من الفرقة.
لذلك عتبت على ردك (و ايضا على ردودك الاخرى) .. فموضوعك فيه إشارة رائعة جدا إلى نقطة الالتقاء الرئيسية و هي (كوننا مسلمين) .. و كان من الجدير عندما يكتب لك احد (إنني اعتقد بكذا) تقول له (وما المانع ما دام كلانا مسلمين و نصلي 17 ركعة في اليوم و نصوم الشهر و نحج البيت ونحلل حلال الله و نحرم حرامه) لكي تكون الردود في نفس سياق الموضوع
أما أن تقصد .. إن الاسلام الصحيح و الذي اشارت إليه الايات في معرض موضوعك هو إسلام المعتقدين بكذا و ليس إسلام المعتقدين بكذا .. فهذا سوف ينسف غاية الموضوع تماما.. و هي إيجاد نقطة الالتقاء.حسبما حزرت
حاولت أن اكون موضوعيا في كلامي قدر الامكان ولكن صدقني .. من المفترض أن يتم إلغاء مصطلح (الموضوعية) من قواميس البشر .. فمهما حاولنا أن نكون موضوعيين سوف نخفق (و هذا ينطبق عليك وعلي و على كل الاخرين) فالانحياز يلازم الإنسان منذ نعومة اظافره . .. ولله في ذلك حكمة
تحياتي .. و ارجو معذرتي