بسم الله الرحمن الرحيممن القيم الجمالة التي نستقيها من مدرسة كربلاء أهمية القربان وهذا ما تجسد في حركة العقيلة زينب (عليها السلام) عندما رفعت جسد أخيها الحسين إلى السماء وقالت :"اللهم تقبل منا هذا القربان".
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العلي العظيم.
حديثنا في محاور ثلاثة :
المحور الأول:درجات القرب الإلهي .
المحور الثاني:شرعية التقرب لإراقة الدم .
المحور الثالث:أهمية القربان إلى الله تبارك وتعالى .
المحور الأول:درجات القرب الإلهي .
القربان مأخوذ من القرب , والقرب قد يكون قرب مادياً أو قرب معنوياً إذا جلست إلى جانبك فقد اقتربت منك قربة مادية أما إذا أحببتك فقد اقتربت منك قرباً معنوياً , قرب الله من الإنسان قرب الإنسان من الله , قرب الإنسان من الله عبارة عن عبادته ولكن الكلام في قرب الله من الإنسان , ما هي حقيقة قرب الله من الإنسان ؟ قرب الله من الإنسان على ثلاثة أنحاء :
1 قرب خلقي .
2 قرب تفضلي .
3 قرب مادي .
القرب الأول :القرب الخلقي.
هو القرب الناشئ عن الملكية , ما معنى هذا الكلام ؟ , الملكية يقسمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:
1 ملكية اعتباريه.
2 ملكية حقيقي.
3 ملكية حقه .
الملكية الاعتبارية:
هي الملكية الناشئة عن إقرار القانون , مثلاً: أنا أملك أموالي ملكيتي لأموالي ملكية اعتبارية يعني ملكية جعلها القانون واحترمها القانون ولذلك هذه الملكية التي أقرها القانون واحترمها القانون قابلة للانفصال عني إذا أنا مت أموالي تخرج عن ملكي وتنتقل إلى مالك آخر وهو ورثتي ,إذن الملكية الاعتبارية ملكية تحتاج إلى إقرار القانون وهي ملكية قابلة للانفصال وقابلة للزوال .
الملكية الحقيقية:
فهي ملكية ناشئة عن الوجدان لذلك هي ملكية لا تقبل الانفصال , مثلاً: ملكيتي لقلبي قلبي بيدي أنا الذي أملك قلبي و أنا الذي أملك ميولي أحب من أشاء وأبغض من أشاء و أفرح وأحزن قلبي وميوله بيدي وجداني لقلبي يجعلني أملك قلبي ملكية حقيقية , هذه الملكية لا تحتاج إلى إقرار القانون أقر القانون أم لم يقر أنا الذي أملك قلبي , هذه الملكية لا تنفصل عني مادمت حياً فأنا أملك قلبي , قلبي لا ينفصل عني ولا أنا أنفصل عن قلبي , إذن هذه تسمى ملكية حقيقية .
الملكية الحقه:
هي الملكية الناشئة عن الإعطاء والإفاضة وهي ملكية الله تبارك وتعالى , ملكية الله لمخلوقاته أشد أنواع وأقسام الملكية , ملكية الله لمخلوقاته ملكية ناشئة عن الإعطاء والإفاضة لأنه هو الذي أعطى وهو الذي أفاض لأنه هو الذي خلق فهو الذي ملك { اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } الملكية الناشئة عن الإعطاء والإفاضة أشد أنواع الملكية , كيف ؟
أنا أملك قلبي لكن الله يملك قلبي ملكية أشد من ملكيتي لقلبي , لماذا ؟ لأن إفاضة قلبي وإعطاءه جاء من قبله تعالى فهو يملك قلبي أشد من ملكيتي لقلبي , لذلك قال تبارك وتعالى { أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } يستطيع أن يتصرف في قلبي رغماً عني ويستطيع أن يتصرف في ميولي رغماً عني لأنه يملك قلبي ملكية حقه وأنا أملك قلبي ملكية حقيقية فملكيته أقوى من ملكيتي لذلك هذه الملكية الحقه يعبر عنها بالقرب الخلقي هو يملكنا.
إذن هو قرب منا لذلك قال تبارك وتعالى { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وقال تعالى:{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ } هذا القرب الخلقي متساوي , يعني ليس الله أقرب إليّ منك , لا القرب الخلقي تتساوى نسبته إلى جميع الموجودات وإلى جميع المخلوقات , جميع المخلوقات متساوية نسبة إلى الله من جهة وحيثية القرب الخلقي , لذلك بعض المفسرين في هذه الآية { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } وقال تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ } ما معنى استوى ؟ بعض المفسرين يقولون استوى كناية عن السيطرة وتعني سيطر كقول الشاعر :
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراقاستوى على العراق يعني سيطر على العراق , بعض المفسرين يقولون { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } يعني حقق بالعرش الاستواء , كيف حقق بالعرس الاستواء ؟ , الله لما برء الموجودات جعل لهذه الموجودات كلها مركزاً وهذا المركز اسمه العرش , العرش ليس بمركز مادي مركز مجرد معنوي , الله برء الخلائق كلها وجعل لها مركزاً وهو العرش وبعد أن جعل لها مركزاً وهو العرش تساوت نسبة الخلائق إلى العرش , يعني لست أنا أقرب من العشر بمتر وأنت تبتعد عن العرش مترين , لا جميع الموجودات تقترب من المركز وهو العرش بنسب متساوية , هذا معنى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } يعني بالعرش أوجد الاستواء يسن بين جميع المخلوقين من حيث أن نسبها إلى مركز الوجود نسب متساوية فالقرب الخلقي واحد .
القرب الثاني :القرب التفضلي.
يعني قرب الرحمة إن قربه الله قريبة من المحسنين الله يقترب من المحسنين ولا يقترب من المسيئين كيف ؟ مع أن جميع المخلوقات خلقه وجميع الموجودات ملكه , قربه من المحسنين قرب تفضلي وليس قرباً خلقياً , القرب الخلقي لا يفرق بين المحسنين و المسيئين والإنسان والجماد والشمس والقمر الذي يختلف فيه بنو آدم هو القرب التفضلي قال تعالى:{ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
المحسن تقترب منه الرحمة و المسيء تبتعد عنه الرحمة , مثلاً قوله تعالى { َإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } ليس القرب الخلقي , القرب الخلقي لا يحتاج عبادة ولا دعاء القرب الخلقي موجوداً من الأول المقصود من القرب هنا القرب التفضلي , رحمتي إنما تقترب وفضلي إنما يقترب من العبد إذا بادر العبد فسألني قال تعالى:{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } أنتم بادرتم وصدر منكم الدعاء وصدر منكم التضرع أنا أهبكم فضلي و رحمتي { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ }.
إذن هذه القرب الناشئ عن الدعاء قرب تفضلي و القرب الناشئ عن الإحسان قرب تفضلي والقرب التفضلي كما ذكرنا يختلف فيه البشر , ليست جميع البشر متساوية في القرب التفضلي .
القرب الثالث :القرب المادي.
كيف يقترب الله مني قرب مادي والله ليس بمادة الله قوة مجردة كيف يقترب من الإنسان قرباً مادياً ؟ مثلاً: قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } ما معنى يد الله فوق أيديهم ؟ الله ليست له يد لأنة ليس جسماً حتى تكون له يد , { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ } كيف الله يأخذ الصدقات هل يستلمها بيده ؟ ما معنى يأخذ الصدقات ؟ { وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ } ما معنى هذا ؟ هذه الكلمات تعبر عن قرب مادي هذا القرب المادي نستجليه في قوله تبارك وتعالى { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى } النبي يوم بدر أمر من قبل الله أن يرمي حجر يقف أمام المشركين ويرمي حجراً , النبي رم الحجر وقال : شاهت الوجوه , نظر إلى وجوه المشركين قال : شاهت الوجوه ورمى الحجر , دور النبي أنه رمى الحجر لكن من الذي استلم المعركة ؟ استلمتها الملائكة أربعة آلاف من الملائكة , هذا الحجر استلمته الملائكة حولته إلى غبار ثائر ملأ أنوف المشركين وعيونهم وأذانهم وغم عليهم الأفق فلم يبصروا الطريق لذلك كان ذالك في صالح المسلمين { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى }.
إذن هناك قرب مادي حقيقتة أن الله يوكل الملائكة في إعانة الإنسان , هذا قرب أعظم من القرب الثاني وهو القرب التفضلي أن الملائكة تصير أعواني عندما تكون الملائكة أعواني هذا القرب أعلى من القرب التفضلي , هذا القرب المادي أن تكون الملائكة أعواني في حركتي وعملي هذا القرب المادي أعلى أنواع القرب , ما معنى { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ } الملائكة كانت معهم حين البيعة هذا معنى { وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ } أنت إذا أعطيت الصدقة للفقير حتى لو كان ريال واحد الفقير يستلم ريال الريال المادي لكن أيدي الملائكة مع يدك تبارك لك في هذه الصدقة التي تعطيها الفقير و يأخذ الصدقات .
هذا القرب المادي هو الذي ركز عليه الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء أخذ دم طفلة ورمى به إلى السماء فما رجعت منه قطرة التقطته الملائكة هذا القرب المادي التقطته الملائكة أي الملائكة أعوانه في حركته البطولية وهي التضحية في سبيل الله .
من هنا ننتقل جواب عن شبهة هناك بعض الأقلام الإسلامية عندما تتحدث عن التوسل الإمامية يتوسلون بمحمد وآل محمد , الإمامية يقولون : يا علي بحقك عند الله أجب بحقك عند الله أنقذني بحقك عند الله و افعل لي كذا ويتوسلون هذا التوسل بعض الأقلام تطرح شبهة أمامه تقول التوسل تبعيد للمسافة لماذا؟ لأن الله أقرب إلينا حتى من الوسيلة نفسها فكيف نوسط بيننا وبينه واسطة , الآن إذا شخص واقف أمامك بينك وبينه شبرين تذهب وتحضر واسطة عصا وتقول سأجعلها واسطة وأنا قريب منك , إذا كان الله أقرب إلينا من حبل الوريد و أقرب إلينا حتى من محمد وآله إذا كان الله أقرب إلينا من كل شيء وأقرب إلينا حتى من الوسائط التي نوسطها إذن جعل الوسائط والوسائل بيننا وبينه تبعيد للمسافة , هذه هي الشبهة ؟
هناك قرب خلقي وهناك قرب تفضلي وهناك قرب مادي , أنت تقول الله أقرب إلينا من حبل الوريد أنت تقصد أي نوع من القرب ؟ خلط هذا بين أنواع القرب , هذا هو الجواب: هناك خلط بين أنواع القرب صحيح الله أقرب إلينا من حبل الوريد وأقرب إلينا من النبي وآله ولكنه أقرب إلينا قرب خلقياً ونحن بالوسيلة لا نطلب القرب الخلقي لأنة حاصل من الأول سواء طلبناه أم لم نطلبه هو أقرب إلينا من حبل الوريد , يعني أنت إذا تصلي تطلب القرب الخلقي ؟ الله خلقني فهو أقرب إلي من حبل الوريد صليت أو لم أصلي , أنا لا أطلب القرب الخلقي لأنه حاصل وطلب الحاصل تحصيل للحاصل و تحصيل الحاصل محال , أنا لا أطلب القرب الخلقي أنا أطلب القرب الثاني وهو القرب التفضلي وهذا قد لا يكون حاصل وإنما يحصل بواسطة الوسيلة , أنا أطلب القرب المادي وهذا ليس حاصلاً.
إذن صاحب الشبهة خلط بين القرب الخلقي وبين القرب التفضلي وبين القرب المادي و الإمامية عندما يتوسلون بمحمد لا يطلبون قرباً خلقياً لأنه حاصل وإنما يطلبون قرباً تفضليٍ والقرب التفضلي لا يحصل إلا بعمل صالح والقرب المادي لا يحصل إلا بعمل صالح ومن خير الأعمال الصالحة قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ } وأفضل الوسيلة ما قاله القرآن نفسه:{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } القرآن الكريم نفسه يقول:{ وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } يعني أنا إذا ذهبت إلى مقام إبراهيم يصبح الله أقرب إليَّ من مكان آخر ؟ القرب الخلقي واضح إنما مقام إبراهيم وسيلة للقرب التفضلي فكما أن مقام إبراهيم وسيلة للقرب التفضلي محمد وأهل بيته وسيلة للقرب التفضلي أو وسيلة للقرب المادي .
المحور الثاني:شرعية التقرب لإراقة الدم.
في شرعية التقرب بالدم إلى الله تبارك وتعالى , المقصود بالتقرب بالدم: يعني ذبح الحيوان وذبح الكبش قربة إلى الله تعالى , في علم الأنثروبولوجيا الذي هو علم الجنس البشري يذكرون أن التقرب بالدم بدأ منذ بداية الإنسان ومنذ أن وجد الإنسان على كوكب الأرض بدأ التقرب بالدم وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في مسألة أولاد آدم قال تعالى:{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } قابيل وهابيل كلاهما ذبح كبشاً , العبادة متى تكون مقبولة ؟
إذا جمعت بين حسيين :
1 حسن فعلي.
2/ حسن فاعلي .
الحسن الفعلي : أن تكون العبادة عمل خير و الحسن الفاعلي , أن يكون الفاعل خيراً ومخلصاً , أنت الآن يا قابيل أتيت بعمل خير وهو ذبح الكبش هذا عمل حسن الحسن الفعلي موجود ولكن الحسن الفاعلي مفقود لأنك لم تأتي به بنيه إخلاص ولم تأتي به عن تقوى قال تعالى: { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } كيف عرف قابيل أن قربان أخيه قبل وقربانه لم يقبل ؟ من أين عرف ؟ كلاهما ذبح كبش كيف عرف قابيل أن كبشه لله لم يقبله وكبش أخيه قبل ؟
بعض المفسرين يقولون من هذه الآية وهي قوله تعالي : { الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ } العلامة تأكله النار , إذا أكلته النار معناه أنه قبل وإذا لم تأكله النار معناه أنه لم يقبل , كيف تأكله النار ؟ تأكله النار بمعنى أنه إذا وضع على النار يلين بحيث يمكن أكله , هناك لحم لا يلين ولا يمكن أكله وهناك لحم يستجيب ويلين بالنار ويمكن أكله علامة القبول عندهم أن يوضع على النار فيلين ويمكن أكله فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر , هذه القصة الأولى .
القصة الثانية: مسألة إبراهيم(عليه السلام) أمر من الله بذبح ولده إسماعيل قال تعالى: { قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (103)َلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ(104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } إبراهيم خضع لامتحان عسير جداً وهو أنه خير بين التضحية بولده أو التضحية برضا الله عز وجل , وهذا امتحان عسير كيف يصل الإنسان إلى درجة لو قال لك مرجع من المراجع تبرع بولدك للشهادة يصبح عندك حرج شديد ولدي هذا قطعة مني , التضحية بولدي يعني التضحية بي , الإنسان يحب ولده كما يحب نفسه التضحية بولدي يعني التضحية بنفسي , فإذا دار الأمر بين التضحية بالولد وبين التضحية برضا الله عز وجل فهو امتحان خطير عسيراً لكن إبراهيم تجاوز هذا الامتحان بجدارة هو و ولده وسلم الأمر لله عز وجل القرآن الكريم يشير إلى هذا الامتحان العسير قال تعالى: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } إذا دار الأمر بين أبيك وبين الله وبين ابنك وبين الله و بين أموالك وبين الله و بين مسكنك وبين الله أيهما تقدم هذا هو الامتحان العسير بين التضحية بما تحبه وبين التضحية بما يحبه الله تبارك وتعالى , بعدها قال { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ما معنى ذبح عظيم ؟
هناك تفسيران :
التفسير الأول: يعني أن جبرائيل نزل على إبراهيم بكبش من السماء فذبح إبراهيم فداءً لولده إسماعيل .
التفسير الثاني :لا هناك رواية عن الإمام الصادق يذكرها صاحب البحار , الذبح العظيم الحسين ابن علي , ما هو ربط الحسين بالموضوع ؟ ما الذي أمر به إبراهيم , الذي أمر ب إبراهيم أن يضحي بأعز شيء عنده ألا وهو ولده في سبيل رضا الله تبارك وتعالى , ثم شاءت حكمة الله ألا يتحقق ذالك وأن يفدى ولده بكبش لكن ما أراده الله فقط , الله كان يريد التضحية بأعز شيء في سبيل رضا الله ,التضحية أن إبراهيم يضحي ما أمر الله به أن يضحي إبراهيم بأعز شيء في سبيل رضا الله ولم يتحقق هذا الأمر , هل هذا الأمر نسخ ؟ رفع من قبل الله ؟ أن الله تنازل عن هذا الأمر ؟ لم يتنازل , مازال الأمر باقياً أن يضحي إبراهيم بأعز شيء عنده في سبيل رضا الله تبارك وتعالى ولم يتحقق لإبراهيم أن يضحي بولده إسماعيل الذي هو أعز شيء عنده في زمانه ولكن تحقق أن ضحى إبراهيم بأعز ولده عنده ألا وهو الحسين ابن علي في سبيل رضا الله تبارك وتعالى.
الحسين ابن علي هو الضحية الحقيقية وليس إسماعيل , صدر الأمر في حق إسماعيل لكن الاستجابة تحققت في الحسين , ما أمر الله به وهو التضحية بالولد العزيز في سبيل رضا الله الذي آمر به الله لم يتحقق في زمان إبراهيم إنما تحقق في زمان الحسين , الحسين ولد إبراهيم قال تعالى:{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }, إذن ما حصل من الحسين يوم عاشوراء هي تضحية من قبل جميع الأنبياء ومنهم إبراهيم بأعز ولد لدى جميع الأنبياء ومنهم إبراهيم بالحسين ابن علي في سبيل رضا الله تبارك تعالى: { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } .
هل إراقة الدم أمر شرعي ؟ جميع الأديان تملك إراقة دم وليس فقط المسلمين , اليهود: يملكون يوم في السنة يوم عيد الغفران الحاخام الأعظم يخرج ويأتي بكبشين , الكبش الأول يذبحه ويعتبر تكفير عن الذنوب و الكبش الآخر يرسل إلى الصحراء , المسيحيون أيضاً: في يوم عيد الفصح المسيحيون الشرقيون أيضاً يتقربون بذبح الدم لإراقة الدم , ذبح الحيوان وإراقة الدم مسألة موجودة عند الديانات الثلاث الإسلامية و المسيحية و اليهودية , إراقة الدم وهو المسمى بالقربان الذي نتحدث عنه .
إراقة الدم تارة تكون واجبة وتارة تكون مستحبة , إراقة الدم واجبة: في الحج حج التمتع القرآن الكريم يقول : { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ } .
وقد يكون الذبح مستحب أين موارد استحبابه ؟ كثير من الناس لا يلتفت إلى هذه الخصوصيات :
المورد الأول :الأضحية.
يستحب لكل مسلم يوم عيد الأضحى أن يذبح كبش أضحية عن نفسه وعن عياله أو عن نفسه ومن يريد هذه الأضحية حتى إن لم تكن في الحج هذه الأضحية مستحبة تذبح وتعطى للفقراء هذه الأضحية ماذا تقول عنها الروايات معتبرة محمد ابن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال :"الأضحية واجبة على كل من وجد صغيراً أو كبيراً وهي سنة" لما قال وهي سنة عرفنا مقصودة من كلمة واجبة , واجبة يعني مستحب مؤكد , الأضحية حتى أيضاً عن الموت وليس فقط عن الأحياء , حتى عن أجدادك فإذا ضحيت عنه خففت عنه الألم والعذاب , كيف ؟
رواية العلاء ابن فضيل كان علي(عليه السلام) يضحي عن رسول الله كل سنة , كل سنة يوم عيد الأضحى إلى أن مات علي يطلع أضحية عن جدة رسول الله , وكان رسول الله يضحي عن خديجة كل سنة أضحية , هم موتى يصل ثواب الأضحية إلى الميت , هذا المورد الأول وهو مورد الأضحية .
المورد الثاني :العقيقة .
العقيقة للمولود في اليوم السابع من ولادته مستحبة ذكراً كان أو أنثى أناس يعتقدون فقط الذكور يعقون عنهم لا ليس هناك فرق فالعقيقة مستحبة للولد وللأنثى , عمر ابن يزيد رواية معتبرة عن الإمام الصادق ( عليه السلام) قال :"المولود مرهون بعقيقته" معناها أن العقيقة تدفع الأمراض عن الولد , إذا ولدك يبتلى بأمراض كثيرة من موجبات زوال الأمراض أن تعق عنه , العقيقة تدفع الأمراض حتى أمراض المستقبل وحتى أمراض بعد عشرين وثلاثين سنة العقيقة تدفع , "المولود مرهون بعقيقته" العقيقة أوجب من الأضحية إذا الأضحية مستحب مؤكد فالعقيقة أكثر تأكداً من الأضحية , شخص يقول أنا عمري ثلاثين سنة وأبي لم يعق عني ماذا أفعل ؟
رواية معتبرة عمر ابن يزيد يسأل الإمام الصادق يقول له :"أنا لا أدري عق عني أبي أم لا ؟ قال : عق عن نفسك ’ لأنه يدفع عنك ما بعد الموت" عمري سبعين سنة أنا كبير أقول للناس أحضروا سأقيم لكم عقيقة لنفسي !, عق عن نفسك , ما هو أثر العقيقة ؟ يدفع عنك ما بعد الموت , تخفف حتى عن الآلام والمخاطر التي ترد على الإنسان بعد الموت .
المورد الثالث :راقه الدم عند السكنى.
يعني عندما تسكن بيت جديد يستحب أن تريق دم في البيت نفسه وتهب الدم للفقراء الذبيحة تعطى الفقراء , أو حتى إذا بنيت غرفة داخل البيت غرفة جديدة يستحب أن تريق دماً لأنك ستجلس في هذه الغرفة , عندنا رواية عن جعفر ابن محمد عن آباءه عن رسول الله :"من بنى مسكناً فذبح كبشاً سميناً وقال وهو يذبح اللهم ادحر عني مردة الإنس والجن والشياطين أعطي ما سئل وبورك في أولاده" إذن إراقة الدم مستحبة .
من هنا يطرح سؤالين :
السؤال الأول:ما هي الخصوصية في الدم ؟ لماذا الدم ؟ لماذا لا يتحقق هذا الأمر بإعطاء مال ؟ أعطي الفقير مبلغ من المال , ماهي خصوصية الدم ؟ لم أكدت الأديان السماوية الثلاث على رجحان إراقة دم الحيوان ؟ على رجحان الأضحية ؟ وعلى رجحان القربان ؟ يعني إراقة الدم لماذا؟
الخصوصية في الدم تتبين في وجهين :
الوجه الأول :
أن الغرض هو المشاركة في العمل الواحد هذا هو الغرض , كيف المشاركة ؟ يعني الآن مثلاً: الهدي هدي الحج ماذا يقول ؟ { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ } يعني عملية مشاركة , شيء أنا ذبحته أأكل منه ويأكل منه الفقير هذا هدف من أهداف الإسلام , من أهداف الإسلام أن يشترك معك الفقير في طعاماً واحد , هدف من أهداف الإسلام أن يشترك معك الفقير في عمل واحد وهذا لا يأتي بأن تعطي مالاً إلى الفقير وتنتهي العلاقة إنما يتأتى الاشتراك بينك وبين الفقير في عمل واحد إذا ذبحت الذبيحة وأشرفت على الذبح ثم تبرعت بهذا الذبح إلى الفقير فأنت منك ذبحها الإشراف عليها ومن الفقير أكلها , هنا الاشتراك في عمل واحد هدف مطلوب لجعل الناس سواسية , ليس بينهم طبقية أو تعالي .
الوجه الثاني :
ما رأيك بالجن ؟ البعض يقول ليس هناك جن , الجن موجود والجن على قسمين , قسم صالح و قسم سيء , والقسم السيئ أشر خلق الله ينحدر من سلالة إبليس { فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ } إبليس كان من الجن ففسق عن ربه , مردة الجن تنحدر من سلالة إبليس , الجن مردة الجن قادرون على إيصال الأذى للإنسان أذى بدنياً أو أذى نفسياً , يملكون القدرة على أن يصلون الأذى للإنسان دون أن يشعر أذى بدنياً أو أذى نفسياً قال تعالى:{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً(1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً} وقال تعالى:{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } يعني هناك جماعة من الإنسان يريد أن يصل لك أذى و يؤذيك لا يستطيع أن يؤذيك يتوسل بالجن لأجل إيصال الأذى إليك , الجن يؤذون ما هو علاقة الدم بالموضوع ؟
علاقة الدم بالموضوع , العلماء يقولون الدم مبدأ الحياة , كيف تعرف هذا إنسان حي أو إنسان ميت بحركة الدم في جسمه , الدم مبدأ الحياة , حركة الدم هي مبدأ الحياة لأن حركة الدم مبدأ الحياة إذا أريق دم على الأرض دم إنسان أو حيوان تفزع منه الكائنات الحية كلها , كل الكائنات الحية تفزع من إراقة الدم , الطيور والقطط والحيوانات والجن والملائكة إذا إريق الدم على الأرض أوجب فزعاً في عالم الحياة لأن الدم مبدأ الحياة ولذلك الآية المباركة تقول:{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ }.
بما أن إراقة الدم على الأرض تفزع عالم الحياة وتفزع عالم الملائكة والجن و الحيوانات لذلك بمجرد إراقة الدم ينصرف الجن عن إيذائك لأنة يفزع من إراقة الدم , إراقة الدم تحقق مالا تحققه الصدقات الأخرى , إراقة الدم توجب فزعاً في عالم الجن فينفر منك ويطر إلى الابتعاد عن إيذائك وإضرارك لذلك يستحب إراقة الدم لدفع البلاء كل شهر أو كل سنة أنت بحسب ماذا تريد بدفع البلاء والضرر وإطعام لحمة للفقراء والمساكين ,هذا جواب السؤال الأول .
السؤال الثاني :لماذا يركز الإسلام على القضايا المادية ولا يركز على القضايا الروحية ؟ يعني مثلاً لماذا لا نركز على الصلاة والصوم هذه قضايا روحية ؟ لماذا نركز على إراقة الدم يعني قاضية مادية حسية ؟ القضايا الروحية أكثر تأثيراً في صقل روح الإنسان من القضايا المادية , فلماذا التركيز على القضايا المادية ؟
هذه القضايا المادية أمر به لا لأجل ذاتها , أمر بها رمزاً لمضامين أخرى ولأهداف أخرى , مثلاً: رمي الجمار في منى لو الإسلام لم يؤمرك به لما فعلت ذالك , رمي الجمار قضية مادية لكن أمر بها الدين لا لذاتها بل لأنها رمز لهدف معين ولمضمون معين وهو رفض الشيطان , عملية رمزية تعبر عن رفضك للشيطان وتحررك من الشيطان تقذف الحجارة على أماكن تمثل الشيطان في منى , الطواف بالكعبة , الكعبة هي بيت عظيم عند الله لكن بالنتيجة هذا الطواف ما هو الهدف منه ؟ هذا رمز , رمز الاستقامة الاستجابة لأمر الله عز وجل , إذن إراقة الدم وإن كانت قضية مادية القربان و إن كان قضية مادية ولكن أمر به لا لذاته وإنما لأنة رمز للتقرب إلى الله من أجل التخلص من الشرور و الآفات لذلك قال تبارك وتعالى:{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } الله لا يفكر في لحم ودم , هذه قضية رمزية قضية التقوى , الارتباط بالله كي يخلصك من الشرور والآفات .
المحور الثالث:أهمية القربان إلى الله تبارك وتعالى .
أهمية القربان إلى الله , القربان أخص من الصدقة , عندنا صدقة وعندنا قربان , الصدقة تحصل بأي شيء ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله):"إماطة الأذى عن الطريق صدقة "," تعليم سورة من كتاب الله صدقة" الصدقة تحصل بأي شيء ولكن القربان هو إعطاء العزيز , إذا شيء عزيز عندك وإذا شيء محبوب عندك إعطاء العزيز يعد قربان فهو أخص من الصدقة , مثلاً: الآن المدرس أو المدرسة عندما تفرغ من وقتها خارج الدرس وبعد الدرس مثلاً, تفرغ خمس دقائق بين الحصص للعناية بهذا التلميذ أو هذه التلميذة مسائلتها عن أوضاعها وعن همومها ومحاولة مساعدتها في تجاوز همومها من أجل نجاحها في دراستها التبرع بالوقت قربان لأن الوقت شيء عزيز .
مثلاً:التاجر عندما يتبرع بألف ريال هذه صدقة لكن عندما يبني مستوصف هذا يعد قربان لأنه تبرع بشيء عزيز وشيء مهم من أمواله , القرآن الكريم يؤكد على أهمية القربان عندما يقول : { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } الأشياء التي تحبونها وتعزونها أنفقوها فهذا قربان .
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين