رحلة بيكاسو الى رام الله
تُعرض في رام الله بالضفة الغربية منذ 24 حزيران/يونيو ولغاية 20 تموز/يوليو لوحة من روائع بابلو بيكاسو استغرق وصولها الى قاعة صغيرة في المدينة معركة استمرت ثلاث سنوات. وتعين على مدير اكاديمية الفنون الدولية في رام الله خالد حوراني ومتحف فان آب في آيندهوفن الهولندية، مأوى اللوحة الاعتيادي، ان يذللا عقبات كبيرة تتعلق بتأمين اللوحة وأخرى بالاجراءات الجمركية فضلا عن المعوقات الأمنية من أجل ايصال لوحة "تمثال نصفي لامرأة" التي رسمها بيكاسو عام 1943 الى رام الله لتكون أول عمل فني غربي مشهور يُعرض على أرض فلسطينية. وزادت تكاليف التأمين ونقل اللوحة على 80 الف دولار.
ورافقت اللوحة البالغة قيمتها 7 ملايين دولار حراسات أمنية عبر حواجز التفتيش الاسرائيلية قبل ان تُعرض في قاعة أُنشئت خصيصا للوحة.
كما تعين حل قضايا قانونية معقدة تتعلق بارسال لوحة فنية الى أرض محتلة لا تستطيع ان توفر الضمانات المعهودة من الدول وليس لديها متحف معترف به.
واشترطت شركة التأمين وضع ثلاثة حراس حول اللوحة وحراس آخرين على مقربة وكاميرا للمراقبة وغرفة يمكن التحكم فيها بنسبة الرطوبة ودرجة الحرارة.
وبعد حفظ اللوحة التي تزن نحو 5 كلغم في صندوق وزنه 200 كلغم داخله صندوق زجاجي وطبقات من المواد الواقية والعازلة والقادرة على امتصاص الصدمات، انطلقت في رحلتها من آيندهوفن الى امستردام ومنها ركبت الطائرة الى تل ابيب. ومن هناك نُقلت بحراسة الشرطة الى معبر قلنديا جنوبي رام الله ثم واصلت رحلتها مسافة 5 كلم دون حراسة عبر منطقة نادرا ما تدخلها القوات الاسرائيلية ولا تعمل فيها الشرطة الفلسطينية. وفي رام الله تسلمت مسؤولية اللوحة قوات الشرطة الفلسطينية.
وفي الأكاديمية تُركت اللوحة مدة يوم كامل للتأقلم مع الأجواء الجديدة قبل ان يُفتح الصندوق وتؤطر اللوحة ثم تُعلق على الحائط حيث ستبقى لغاية 20 تموز/يوليو.
قال حوراني انه عندما اقترح إعارة اللوحة للأكاديمية خلال زيارته المتحف الهولندي عام 2008 قدم اقتراحه ما بين الجد والهزل. ولكن امناء متحف فان آب في آيندهوفن تحمسوا للفكرة رغم صعوبة الأوضاع في الضفة الغربية. وبدأوا يفكرون في طريقة تتيح إعارة احد اعمال المتحف الى غاليري فلسطيني وإيصالها بسلام.
وقال مدير المتحف تشارلس ايشي ان لوحة بيكاسو ستتغير في رحلتها الى رام الله، وستكتسب معنى اضافيا وستبقى الحكاية جزء من تاريخ اللوحة ابتداء من هذه اللحظة فلاحقا.
وتقرر ألا يُسمح لأكثر من ثلاثة زوار بدخول غرفة عرض اللوحة كل مرة للتوثق من عدم تضرر اللوحة بالرطوبة.
ونقلت صحيفة الغارديان عن منسقة المشروع فاطمة عبد الكريم ان لكل شخص رأيا مختلفا باللوحة وهي تفكيك تكعيبي لوجه امرأة. وقالت انها سمعت حراس اللوحة يتناقشون حولها متوصلين الى انها امرأة تهدهد طفلها في زمن الحرب لأن احدى عينيها على الطفل والأخرى على الخطر المحدق من حولها.
المصدر: ايلاف