طفل في العاشرة يصبح أصغر صحافي في العراق
الطفل صحافي قمر هاشم النعماني، 10 سنوات، (إلى اليمين) يجري مقابلة مع زميل له. [محمود الملحم/موطني]
أصبح الطفل قمر هاشم النعماني، 10 سنوات، مؤخرا أصغر صحافي عراقي إثر إختيار وكالة الأنباء القطرية (قنا) له ليعمل كمراسل صحافي لها في بغداد.
النعماني الذي نال عضوية الجمعية العراقية للتصوير قبل أربعة أعوام قال لموطني إن طموحه أن يتولى رئاسة نقابة الصحافيين العراقيين يوما ما.
موطني تحدث في اللقاء التالى مع الصحافي والمصور الصغير عن حياته وأحلامه.
موطني: كيف تمت دعوتك للعمل كمراسل صحافي؟
النعماني: تعرف مسؤولون في وكالة الأنباء القطرية علي بعد إطلاعهم على لقاء أجرته معي وكالة رويترز كوني أصغر مصور وأهتم بتصوير الطفولة في العراق.
رغبوا بأن أنضم إلى مجموعة المراسلين العاملين لديهم في العراق لتغطية نشاطات الأطفال، ووجدت أن بإمكاني أن اعمل في هذا المجال كوني أنتمي إليه وقريب منه فقررت أن أخوض هذه التجربة التي أجدها ممتعة جداً.
موطني: وما هي مؤهلاتك للعمل في هذا المجال؟
النعماني: رغم أني لم أعمل في الصحافة سابقا لكني قريب من هذا الوسط فوالدي مصور صحافي وأنا أرافقه منذ ست سنوات في تغطية مختلف النشاطات التي عبرها تعرفت الى عالم الصحافة والتصوير.
حضوري المستمر مع والدي في المناسبات والمهرجانات الفنية والثقافية عرفني عن قرب على العمل الصحافي وكيفية إجراء اللقاءات وطرح الاسئلة.
كذلك فإن والدي وزملاءه يساعدونني في اعتماد المحاور الرئيسية في الحوارات التي أجريها وكيفية استخلاص الأسئلة من الحوار.
موطني:تحظى بشهرة عريضة داخل الوسط الصحافي، كيف تجد الشهرة؟
النعماني:الشهرة شيء جميل جداً، عدد كبير من الصحافيين أجروا حوارات معي حين نلت لقب أصغر مصور في العراق ثم نلت تكريما من قبل محافظ بغداد حينها والكثير من الناس يحبونني ويلتقطون معي الصور التذكارية.
وبعضهم يقولون لي بأنهم يفخرون بي وأشعر بفرح غامر أنهم يعرفونني بينما أنا لا أعرفهم وهذا يملي علي مسؤولية مضاعفة في أن أجتهد لكي أحقق طموحاتي.
أنا سعيد جدا لأن الجميع يدعمني من أجل النجاح فكلهم يحبونني وكل ذلك يجبرني على العمل والانتفاع من النصائح لكي أكون ناجحا.
موطني: كيف تنتقي المواضيع لتقاريرك الصحافية ؟
النعماني: ذلك يعتمد على علاقاتي بالوسط الثقافي ومنظمات المجتمع المدني ومجلس محافظة بغداد توجه لي الدعوات لحضور المناسبات التي تعنى بالطفولة في العراق بالإضافة إلى أاني أحرص على الذهاب إلى ل يوم جمعة حيث تكثر في هذا المكان النشاطات الثقافية والإنسانية التي جزء منها يهتم بالطفولة.
موطني: الصحافة مهنة المتاعب فكيف تتعامل معها بعمرك الصغير؟
النعماني: نعم أواجه بعض المصاعب لكني حتى الآن تغلبت عليها. على سبيل المثال حين يوقفني رجال الأمن وأنا أهم بالدخول لمكان ما لتغطية حدث أو إجراء لقاء ويمنعوني من الدخول لكني حين أبرز لهم هويات تؤكد عملي كصحافي ومصور يصابون بالدهشة. وحين يتأكدون من صحة المعلومات يعتذرون مني ويشجعونني ويطلبون مني أن أستعين بهم إن تعرضت لمضايقة ما لذلك أنا أوجه رسالة شكر للقوات الأمنية.
كذلك حين أحضر لتغطية مهرجان يتوجب علي أن ألتقط صور للمسؤول وهو يفتتح المعرض أو يوزع الهدايا وغير ذلك وهنا يتزاحم المصورون لإلتقاط الصور وكوني قصير القامة أفشل في مزاحمة المصورين الذين يتنافسون فيما بينهم لكنهم حين يرونني يفسحون لي المجال ويجعلوني في المقدمة خاصة وأنا قصير ولا أحجب الرؤية عنهم.
كما أن الكثير من المسؤولين باتوا يعرفونني ويرحبون بي ويشجعونني حين يشاهدوني أؤدي واجبي الصحافي بل إنهم يجعلوني أنفرد بالتقاط الصور لهم دون باقي المصورين الصحافيين.
موطني: كيف توفق بين عملك كصحافي ومصور وبين دراستك؟
النعماني: أنا حاليا في الصف الخامس الابتدائي ومتفوق في دراستي، بعد عودتي من المدرسة أكمل واجباتي المدرسية وفي المساء أمارس عملي الصحافي أو الفوتوغرافي فأحياناً أحتفظ ببعض الحوارات في المسودة وأقوم بصياغتها.
دراستي لها الأولوية ثم يأتي بعدها عملي في الصحافة أو ممارسة التصوير. ولأجل التوفيق بينهما انتقلت بمفردي من محافظة واسط حيث تسكن عائلتي في قضاء النعمانية إلى بغداد وأعيش حاليا في بيت خالتي.
كما أني تركت عملي كمصور في مجلس محافظة بغداد من اجل إكمال الدراسة حيث تم تعييني من قبل محافظ بغداد السابق مصورا لجلسات مجلس المحافظة وعملت لوقت قصير في هذه المهنة لكني وجدت هذا العمل يعيقني عن دراستي.
ورغم ذلك فمجلس محافظة بغداد يرحب بي في أي وقت إن شئت الرجوع للعمل وهذا تشجيع لي من قبل محافظة بغداد وأكن لهم كل الشكر عليه .
موطني: إلى أي أين يأخذك طموحك؟
النعماني: ليس هناك حدود لطموحاتي فليس لدي طموح واحد، أولاً أن أتفوق في دراستي، أحب أن أصبح طبيباً أعالج الأطفال، وفي العمل الصحفي أطمح لأكون نقيباً للصحافيين، ربما أجد أن الصحافيين في العراق بحاجة إلى المزيد من حرية العمل وأن يتحقق لهم قانون حماية مهنية ومعيشية.