2- الرضا عن الله - عز وجل -

فتح القلب في الرضا عن الله ..
الرضا : هو ان يقبل الانسان نتائج اعماله التي قدمها ..
وبعباره اخرى : عدم السخط من الانسان على الله سبحانه بسبب ما قدر عليه .
والرضا من المقامات العظيمه التي اذا حصل عليه فانه سوف يحصل على رضا الله سبحانه . قال تعالى : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } . وفي الحديث الشريف : (( من رضي بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل , ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته , وتنعم اهله , وبصره الله داء الدنيا ودوائها , واخرجه منها سالمآ الى دار السلام )) .
قال رسول الله - صل الله عليه واله - (( اذا كان يوم القيامه اثبت الله تعالى لطائفه من امتي اجنحه فيطيرون من قبورهم اى الجنان يسرحون فيها كيف شاءوا )) .
وعنه - صل الله عليه واله - : (( انه سأل طائفه من اصحابه ما انتم ؟؟
فقالوا : مؤمنون
فقال : ما علامة ايمانكم ؟
فقالوا : نصبر على البلاء , ونشكر عند الرضاء , ونرضى بمواقع القضاء , فقال : مؤمنون ورب الكعبه )) .
وسئل الامام الصادق -عليه السلام - (( بأي شيء يعلم المؤمن انه مؤمن ؟
قال : بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور او سخط ))
وقد تسأل بعد ان عرفت قسمآ من فضائل الرضا : ما الطريق الى تحصيل هذه الفضيله والتي بها يصبح القلب قنديلآ من النور ؟
الجواب : العلم , فالعلم يعرفك بالله سبحانه , والعلم يعرفك بالتوحيد , والنبوه , والعبوديه , والعلم يدلك على حقائق الاشياء , وبالعلم ترتقي الى درجات الكمال , وبالعلم تعرف ما اصابك هو خير لك فعن الامام الصادق - عليه السلام - : (( اعلم الناس بالله , ارضاهم بقضاء الله )) .
وعن الامام الكاظم - عليه السلام - (( ينبغي لمن عقل عن الله الا يستبطئه في رزقه , ولا يتهمه في قضائه )) ..
هذا اولآ وثانيآ : ان يبتعد عن الذنوب صغيرها وكبيرها , فانها تفسد كل خلق عظيم في داخل القلب كالخل الذي اذا سقط في العسل يفسده .. فعن الرسول - صل الله عليه واله - (( ان لله آنيه في الارض فاحبها الى الله ما صفا منها ورق وصلب وهي القلب , فاما ما رق منها : فالرقه على الاخوان , واما ما صلب منها : فقول الرجل في الحق لا يخاف في الله لومة لائم , واما ما صفا ما صفت من الذنوب )) .
وثالثآ : ان يعلم الانسان ان ما قضى الله تعالى له هو الاصلح والانفع له , وان السخط لا يبدل شيئآ من قضاء الله سبحانه , فعن الامام الصادق - عليه السلام - : (( ان فيما اوح-ى الله عز وجل الى موسى بن عمران , ما خلقت خلقآ احب الي من عبدي المؤمن , واني انما ابتليه لما هو خير له , واعافيه لما هو خير له , وازوي عنه لما هو خير له , وانا اعلم بما يصلح عليه عبدي , فليصبر على بلائي , ويشكر نعمائي , وليرضضى بقضائي , اكيبه من الصديقين عندي اذا عمل برضاي واطاع أمري )) ..
والحمد لله رب العالمين