أحبتي..
إذا جرحكم أحدهم يوما.. واختار البعد رغم علمه
التام بأن البعد يسبب لكم الألم والحزن.. وقد يعني المــوت..
ثم.. رجــع نــادما.. متحسرا.. راجيــا منكم السماح على غيــابه..
فلا تسامحوه..
فمن جرحــكم مــرة..
سوف يجرحكم ألف مــرة..
وإن حنت قلــوبكم عليه.. فقاوموا طيبة قلوبكم
بكل ما اوتيتم من قــوة..
لأن هذا الشخص لا يستحق أحــاسيسكم الصادقة..
ولا العودة للحظة إلى قلوبكم.. لأنها أطهر من
أن تستقبل أمثال هذا الشخص..
وخيروا أنفسكم بين أن تكونوا قســـاة في
موقف يستحق القســـوة..
أو أن تكونــوا ضعاف قلوب أو بمعنى أصح أغبيـــاء..
في موقف أنتم أعلم بعواقبه الأليمة..
أول الهمــــس:
""البعض يتعمد أن يكسر الكأس.. ويسكب اللبن..
كي يمارس هواية البكاء على اللبن المسكوب""
ترى..
إذا كانت قلوبنا هي الكأس المكسورة..
ومشاعرنا هي اللبن المسكوب..
فكم مرة كسرت تلك الكأس؟
وكم مرة سكب ذلك اللبن؟
في لحظــات الحب الصــــادقة..
نفتـــح لهم أبواب قلوبنـــا..
ونهبــهم الحــب بلا تردد..
ونمنحهم الأمـــان بلا حــدود..
ونغمض أعيننـــا على حلمنا الجميـــل بهم..
ونعيــــش لهــــم.. ومن أجلهــــم..
ونحســن إليـــهم قدر استطاعتنـــا..
وفي غمـــرة الحــب..
وغمـــرة الحلم..
وغمـــرة العطـــاء..
ننسى اتقــــاء شــر من أحسنــــا إليهم..
ونغمض أعيننــا على طيفهم الجميـــل..
آمنيــــن.. مطمئنيـــن بهم..
ولا يوقظنا من لــذة أحلامنـــا معهم..
سوى طعنــــــــة الغــــــدر
التي تستقــر في قلـــوبنا..
وصــوت انكســار أحلامنـــا
الذي يهـــز أركاننا..
وتنكـــسر الكأس..
وينسكب اللبن..
ويصيــبنا الموقف بالذهـــول..
ويصعــب عليــنا استيــعاب الموقف..
ويرعبـــنا تصــور الحيــاة من دونــهم..
ونبـــكي خلفهم كالأطفــــــال..
وننحني حـــــزنا..
وننكسر ألمــــا..
ونناديهم بأعلى صوتنــــــا..
ونرجــوهم ألا يرحلوا..
ونتــــوسل إليهم أن يعــــودوا..
لكـــــــــن.. لا مجيـــــــب!!!
وبعد دوامـــــة من الحزن والضيــاع والألم..
نعــــود إلى أنفسنا من جديــــــد..
نبحث عن ذواتنا مرة أخرى..
ونحـــــاول جاهدين إصلاح أعمــاقنا..
وترميـــم أحلامنا المكسورة..
ونترك بقــايــــاهم خلفنــا..
ونطوي صفحتهم إلى الأبـــــــــــــــد..
وفي قمـــــة نسيـــانهم..
يعــودون إليــــنا..
يطرقـــون أبوابنا من جديــد..
يحـــاولون إحيـــــــاء الحب الميـــت من جديـــد..
ويسردون القصص الكـــــاذبة..
ويسردون أعــذارهم الواهيـــة..
ويقدمـــون لقلوبــنا اعتــذارهم..
المتـــــــــــأخر جـــدا..
وينتظرون منــا..
أن نفتح لهم أبوابنا من جديــد..
وأن نحســن استقبالهم من جديــد..
وأن نرقـــص لعودتهم فرحــا..
وأن ننسى كـــل العــــذاب الذي عايشناه في غيــــابهم..
وأن ننسى كـــل الدمـــــوع التي سفكنـــاها عند رحيـــلهم..
فمثل هؤلاء..
يحبــون أنفسهـــم كثيـــــرا..
ويظنــون أن الحيـــاة تتوقف في غيـــابهم..
ويخيــــــل إليهم غرورهم.. أنهم سيمكلون مفــاتيح قلوبنا..
إلى الأبـــد..
وأنهم يملكـــون حق العــودة إليـــنا متى شـــاؤوا..
وأننــا سنضيــــع أيــــامنا في انتظـــار إشـــارتهم الخضـــراء..
كي ننطلق نحــوهم من جديــد..
وأننا سنقضي عمرنـــا في البكــاء على أطلالهم المهجورة..
لكنهم يذهـــلون..
ويصــابون بشيء من الصدمـــة..
حيـــن يكتشفون أن الحيــاة مازالت مستمــرة..
وأن وجــودنا لم يعد في حاجة إلى وجـــودهم..
وأن قلوبــنا الصــــــــــادقــة لم تعد تتسع لهم..
وأن دمــوعنا عليــهم قد جفــــت منذ زمن..
وأن نصفنـــا الآخـــر لم يعــد يشبههم في شيء..
وأن صلاحيـــتهم قد انتهت لديــنا تمـــــاما..
وعندها فقط..
يتخبطون كما تخبطنا..
ويطرقـــون أبــوابنا كما طرقنا أبــوابهم..
ويبكـــون خلفنـــا كما بكيــنا خلفهم..
لكن بكاءهم لا يجدي شيـــئا..
لأنه يكـــون بكــاء على اللبن المسكــــوب
آخـــر الهمـــس:
إذا كسرتم الكأس يومــا..
فلا تحاولوا إصلاحها.. فلن تعـــود كما كــانت أبــدا..
وإذا سكبتم اللبن يومـــا..
فلا تبكوا عليـــه..
فلن ينفع البكـــاء على اللبن المسكــوب في شيء..
مع خالص احترااامي