علماء يؤكدون بالأدلة أن الإنسان ليس أكثر المخلوقات ذكاءًحيوانات تمتلك قدرات مختلفة يسيء البشر فهمها
بمقدور قرد الجبون اصدار 20 صوتاً متنوعاً ذات معانٍ مختلفة
يظن الانسان أنه المخلوق الأكثر ذكاءً، إلا أن الأدلة قادت بعض العلماء إلى حيوانات تمتلك قدرات عقلية تفوق قدرة الكثير من البشر.
رغم الاعتقادات السائدة منذ فترة طويلة بأن الإنسان أكثر ذكاء من الحيوانات، إلا أن فريقًا من علماء البيولوجيا التطورية توصل خلال الآونة الأخيرة الى أدلة علمية تظهر بشكل متزايد حقيقة أن الإنسان، كجنس، ليس إلا كائنًا متغطرسًا، وأن الحيوانات تكون في بعض الحالات أكثر ذكاءً، وهو من يسيء فهم الكثير من قدراتها. قدرات متطورة أشار هؤلاء العلماء إلى أنهم يعتقدون أن حيوانات عدة، بينها الغربان والدببة الاسترالية، تكشف عما لديها من ذكاء في مملكة الحيوان. ودلّل العلماء على ذلك بقدرة قرد الجبون مثلًا على إصدار أصوات متنوعة بمعان مختلفة، وطريقة الدببة الاسترالية المتطورة لتحديد البيئة الخاصة بها، وكذلك ما تحظى به الحيوانات المنزلية الأليفة من قدرات خاصة للسيطرة على الإنسان. ونقلت صحيفة دايلي ميل البريطانية عن الدكتور آرثر سانيوتيس، زميل الأبحاث الزائر لدى كلية العلوم الطبية التابعة لجامعة أديلايد، قوله: "يشيع منذ سنوات أن البشر هم الجنس الاستثنائي، بحكم ما يتمتعون به من ذكاء، لكن الدراسات العلمية كشفت لنا أن الحيوانات قد تحظي بقدرات وإمكانات معرفية تفوق الموجودة لدى الإنسان". ويعود الاعتقاد في أن الإنسان يمتلك الذكاء الذي يمنحه التفوق، إلى عصر الثورة الزراعية، قبل ما يقرب من ألف عام، حين بدأ الناس في زراعة الحبوب وتربية الحيوانات.
سوء فهم
يقول سانيوتيس: "ترسخ الاعتقاد بتفوق الإنسان الإدراكي في الفلسفة والعلوم البشرية، كما نوه أرسطو بأن الإنسان يتفوّق على باقي الحيوانات بسبب قدرتنا الحصرية على التصرف بإدراك ورشد"، فيما أشار ماسيج هينيبيرغ، وهو أستاذ متخصص في علم الأنثروبولوجيا وعلم التشريح المقارن من الجامعة، إلى أن الحيوانات تمتلك غالبًا قدرات مختلفة يساء فهمها من جانب الإنسان. وتابع هينيبيرغ حديثه بالقول: " حقيقة أن عدم فهم الحيوانات لنا، وعدم فهمنا لها، لا تعني أن درجات ذكائنا تقف عند مستويات مختلفة، بل إنها ذات أنواع مختلفة لا أكثر". أضاف: "حين يحاول شخص غريب أن يتواصل معنا باستخدام نسخة منقوصة من لغتنا، فإن الانطباع الأول الذي يصلنا هو أنه غير ذكي، لكن الحقيقة غير ذلك". كما وجدت تجربة أجريت في جامعة كامبريدج أن نوعًا من الغربان يعرف باسم corvids، ليس فقط من بين أمهر الطيور، بل إنه أكثر ذكاءً من معظم الثدييات، ويمكنه تأدية المهام التي يواجه الأطفال ذوو الثلاثة والأربعة أعوام صعوبة في تأديتها