مرحـــــــــباً بكم
يتضخم حب الأنا –أحياناً- إلى درجةٍ، يصبح معها المرء، حتى وهو يسمع فكرته الخاصة على لسان شخص آخر، يتخذ موقفاً مناقضاً، فقط حباً في المشاكسة. هناك مثل فارسي يقول: "أواه، ايها الصمت، إنك نعمة لا ثمن لها، أنت تخفي هفوات الحمقى، وتهب الإلهام للحكماء". إننا نقول سخافات كثيرة جداً، فقط لأننا تعودنا أن نتكلم وأن نقول. كم هي كثيرة الكلمات التي نقولها ولا معنى لها؟ ونقع في مصائب كبيرة بسبب غياب (سلطة رقابة داخلية على الكلام). قد تكون الكلمة أثمن من جميع كنوز العالم، وقد تتحول إلى وباء. لذا يهتم الصوفية بتدريب الناس على (الصمت). ليس فقط الصمت عن الهذر والكراهية -الكلام الذي لا معنى له والقبح-. ولكن أيضاً على إتقان (صمت الأفكار). فقد يجلس الإنسان أحياناً، ساكناً، بلا حركة، دون أن ينطق كلمة واحدة، ولكن أفكاره تتكلم بلا انقطاع، يتحول معها العقل إلى (صالة رقص). لكن عندما يتمكن الإنسان من إيقاف الضجيج (صمت الأفكار) ستخيم السكينة على الوجدان. حينها سيمكننا أن لا نقول أي شئ ضد أي شخص آخر، حتى بأفكارنا (طهارة القلب الداخلية من الغيبة والنميمة والكره). إذا كانت في قلبنا أدنى كراهية تجاه شخص ما، فأنه سيشعر بذلك. سيشعر بالقسوة والظلام التي في قلبنا تجاهه. ونفس الشئ يحدث مع المحبة والعطف. هناك نغمة تسمعها الأرواح ...
بإختصار وتصرف من محاضرة / لحضرة عنايت خان