ليس كل ماض يستحق أن يُدون، فجمال تاريخك من قبحه أنت من تصنعه! فلا تدع بعض الأشخاص العابرين في حياتك ممن زرعوا إساءة في دربك ومضوا أن يشوهوه، ويتركوا في صفحاته بصمات أيديهم الملوثة بالبؤس والحقد.
نحن في مسيرة حياتنا نواجه العديد من المحبطات والصعاب والأشخاص السيئين والمواقف .. وكل ذلك يؤرشف في ذاكرتنا، وقد يؤثر سلباً على أيامنا، وعلى طريقة تفكيرنا، لكن عندما نتجاهل كل ذلك ولا نحتفظ إلا بكل ما هو جميل فهو محفز لأن نكون الأفضل والأجدر دائماً، ولا ندع فرصة لمواقف وأشخاص أن يدمونا بأشواكهم في كل مرة .. ونتعثر بها مرتين! مرة في الحياة ومرة في الذكريات.
قد يتساءل أحدكم: لماذا أجعل تاريخي أبيض .. صفحاته تعج بالمثالية؟
ببساطة لأنه يخصك وحدك، فدون فيه إنجازاتك قبل عثراتك، ونجاحاتك قبل فشلك، واجعل كل ذلك مُحفزاً لك في مستقبل أفضل .. وكأنك تدفع نفسك للأمام من خلال ماتدونه فيه، وكذلك من خلال ما مر فيك من أحداث في حياتك.
إن الإنسان الناجح هو المستفيد من كل عثرة أدمت قدمه في أي من مراحل مسيرته، لكن عندما يصل لطموحه يجب أن يمنح ذاته وسام الصبر والمثابرة .. وذلك بتدوين شيء مميز يحتفظ فيه لنفسه في أرشيف ذكرياته.
كلنا نعيش ونتشابه في طريقة التعايش والتفكير .. وأيضاً كثير من الأشياء السلبية التي نعززها لبعضنا، ونندب حظنا فيها دوماً .. لكن لماذا لا نسعى للتميز والخروج من دائرة العادة والنمطية والرتابة لأفق أوسع، وتفكير أشمل وأعمق، ونظرة مستقبلية متفائلة لجميع معطيات الحياة من حولنا، والتي أهمها نحن .. نعم، نحن بتراكم تجاربنا، وبالأشياء التي غادرتنا، والقلوب التي خذلتنا، والحياة التي ربما لم تصف لنا يوماً،
لنتفاءل، على الرغم من كل شيء ونجعل صفحات حياتنا وذاكرتنا بيضاء لا تحمل إلا كل جميل يُسعدنا، ونركل كل سوء ورمادية .. وندع التاريخ البائس لمن يريده، فنحن سئمنا العيش تحت غيوم لا تُمطر.
أخيراً .. نحن لانصنع أقدارنا .. لكن نستطيع أن نصنع تاريخنا بعقلانية ورضى ومجد.