توصلت دراسة أميركية قام بها عدد من الباحثين ومن ضمنهم جامعة شيكاغو إلى أن التعارف عبر الإنترنت يؤدي إلى زواج سعيد أكثر وأقل احتمالاً للطلاق من الزواج الناجم عن التعارف بالعالم الحقيقي.
وشملت الدراسة ما يقارب 20 ألف أميركي من المتزوجين ما بين عامي 2005 و2012، ليتبين للباحثين أن الأزواج من ضمن هذه العينة الذين تعرفوا على بعضهم البعض عبر الإنترنت يستمر زواجهم أكثر من الأشخاص الذين تعرفوا على شركائهم في العمل أو في الحانة.
وتقل نسبة الطلاق في الأسر التي بنت علاقتها على التعارف بالعالم الافتراضي عن قرنائها بالعالم الواقعي بلغت نسبة 6 بالمئة عند المتعارفين بالإنترنت في حين نسبة الطلاق بالأسر المبنية على التعارف خارج الشبكة بلغت نسبة 7.6 بالمئة، كما أن من التقوا عبر الإنترنت أعطوا علامة رضى على علاقتهم الزوجية تفوقت على مدى رضى الأزواج المتعارفين خارج الإنترنت.
وتشير الدراسة إلى أن الغالبية العظمى (ثلثي المتزوجين) من الأميركيين مازالوا يتعرفون على شريك أو شريكة العمر بعيدا عن الإنترنت وأن الزواج الأنجح هو بين أولئك الذين تعرفوا على بعض على مقاعد الدراسة أو خلال مناسبات اجتماعية أو أماكن العبادة والأضعف هو الزواج المبني على تعارف وقع في النوادي الليلية. وأن نسبة الثلث من الأميركيين المشمولين بالدراسة وجدوا الشريك في أروقة الإنترنت، نصفهم في مواقع خاصة بالتعارف والنصف الآخر بمواقع الدردشة والألعاب وغيرها.
وتنوعت ردود الفعل على هذا البحث واعتبر البعض أن الزواج عبر الإنترنت هو ظاهرة حديثة العهد يصعب الحكم عليها، في حين اعتبر آخرون أنه لا بد أن يكون ممولا من قبل مواقع التعارف على الإنترنت ليكون دعاية ترويجية جيدة لها.
وفسر البعض نتائج الدراسة بأن احتمال الطلاق للمتزوجين الذين تعارفوا عبر الأنترنت أقل، بأن نجاح الزواج قد يعود إلى أن طبيعة الذين يبحثون عن شريك عبر الإنترنت أو إلى أعمارهم حيث قد يلعب عامل الاستقرار الاقتصادي دورا مهما في ثبات الزواج، كما أن مواقع التعارف لديها شركاء محتملون مناسبون أكثر عدداً مما قد يصادفه المرء خارج الإنترنت.
ورجح البعض نجاح الزواج المبني على التعارف في شبكة الإنترنت لكونه ثمرة لعلاقة مبنية على الإعجاب بالصفات المعروضة بالشريك الافتراضي، في حين أن علاقات العالم الواقعي تبنى على أمل الطرف الأول بإمكانية تغير الشريك في المستقبل .