تراودني فكرة الهجرة بعنف ..والغياب الطويل .. هربا من كل هذا ..
تجلس على ذاك الكرسي وتتذكر كل ما حصل في اليوم السابق ..آواه ..دائما تتنازل عن حقها ..كبرت وكبرت معها خيباتها ..وبلا اي شعور أنسابت دموعها على خديها ..بـ أسى تحاول كفكفة تلك الجمرات كي لا يراها أحد..
آه ..
أصبحت بقايا حطام لعجوز ..بدون اي شعور سلك أصبعها طريقا حول هالات عيونها ..وظل يزحف حول اجفانها ..أين المرآة ؟؟
أووه ..
مالي وأياها ..لقد أقترب الخريف وأثار عواصف الشتاء تدق ضلوعي ..وبدون اي أرادة أبتسمت آه ماأرقه ..تمشي في طريقها وهي تعلم انه يتأملها خلسة ..
وهي تعلم ان قلبيهما يخفقان في نفس الوقت ..
عيناها شاردتان ..خرجت منها زفرة مليئة بالضجر ..بالملل ..باليأس ..شبكت أصابعها ..وذهب خيالها مبحرا ثانية ..تتقلب مقلتاها حيناً بالسقف وحيناً آخر على أصابعها ..اوعلى باب خزاتنها .. راودتها رغبة عنيفه بفتح ذلك المغلف ..
قامت من على كرسيها بهمة .. أمسكت مقبض الخزانه ..أحست بكيانها كله داخل ذلك المغلف ..أحتفظت به طوال تلك السنين ..هل ما زال يتذكرها ؟؟
أنا السبب ..نعم انا من كانت السبب ..
تحسست ذلك المقبض وهي ترتعش ..بعد كل ذلك الوقت فقدت جزءاً من روحي ..لقد كان نصفي ..نعم هو نصفي الذي فقدته بغبائي ..
فتحت تلك الخزانة ..مدت يدها بـ أرتعاش تبحث بين طيات ملابسها عن ذلك المغلف .أمسكته ..أخرجته .. وكأنها تخرج عمراً أدخرته ليقيها عوز السنين ..
آآه ... لا أقوى على الوقوف ..أين ذلك الكرسي اللعين ..وكأنه يبعد عني أميالا ..
تحركت بتثاقل تروم الجلوس على أي شئ تصادفه ..وكأنها تحمل أثقل شئ في الوجود ..
,
,
رفعته الى وجهها تشمة يااااااااااه تلك الرائحة لم تندثر ابداً هي هي ..
فتحت المغلف وأخرجت ذلك العقب ... ضحكت .. لا اعرف كيف التقطته هههه مجنونة ..
أمسكته تشمة رائحته لم تتغير ..
لم أكن سوى طفلة مجنونة عبثه وهو فقط من عرفني ..ياااه كم أحببت كلامه ...قبل ان أخرج الحرف كان يعرف الكلمة..
مدت يدها الى المغلف ثانية وأخرجت تلك القرنفلة اليابسه .. هل بت أتكسر مثلها يا ترى ؟؟
وضعتها على راحة يديها .. تنظر اليها بحنين ..وضعت عقب سيكارته بجانب القرنفله كي تكتمل الصورة لديها ..
تتذكر كيف أهداها تلك القرنفلة .. بعد ذلك الحوار المستفز ..اووه كم كنت غبية ..لم اختلفت معه وقتها ..لكن كياسته ..أجبرتني على قبول تلك القرنفلة ..
كنت عنيدة غبية ..
لو..لو ..لو ..آآآه ماذا تريدين .هااا؟؟ انتِ السبب ..لو لو غبيه كفي عن خزعبلاتك .. ألم ترفضيه بغبائك ِ ؟؟ او بالاحرى انت من سددت كل الابواب أمامه ؟؟
صارحك عما يدور في أعماقه ..نعم .. ..أبقي مع ذلك الحلم الى أن تموتي ..هذا ما تستحقيه ..نعم !!
طلب منك أن تكوني نصفه ..ببؤسك المعتاد ..ووحدتك الازليه ..وحزنك البغيض من جعلتيه يبتعد ..وتنعم بقربه تلك المحظوظه ..
أتذكرين ؟؟ أجابت نفسها بـ آنة طويلة حارقة ..
عندما سار معها في رواق الجامعة ورمى ذلك العقب وانت ِ كـ المتسولة سارعتِ لـ التقاطه ..
كي تتتعذبي كلما تذكرتي كيف أحبكِ ؟
والآن ..بقايا ذكرى . وحنين ..وخيبة بكبركل سنة مضت بحسرة ..
رمت نفسها على سريرها كـ عادتها بعد وضع العقب والقرنفلة بجانبها
ونامت ...
بقلمي انا بريق الماس ..