باشرت هيئة استثمار بابل بتنفيذ أكبر مجمع تجاري خاص بالباعة المتجولين وسط مدينة الحلة، ضمن برامجها الاستثمارية وبالتعاون مع الحكومة التنفيذية في المحافظة بكلفة خمسة ملايين دولار.
وقال نائب هيئة استثمار بابل باسم الجنابي لوكالة أنباء بغداد الدولية / واب/ اليوم الأربعاء، إن «المشروع يعد من المشاريع الاقتصادية المهمة في المحافظة»، مبينا ان «المشروع عبارة عن عمارة سكنية تتكون (8) طوابق يضم عيادات طبية مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وقاعات استراحة ومول تجاري ستوزع على الباعة المتجولين»، مشيرا الى ان «كلفة المشروع بلغت خمسة مليون دولار على مساحة تقدربـ(719) م 2 يتم الانتهاء «.
وأضاف أن» المحال التجارية ستوزع على الباعة المتجولين ويسدد ثمنها على شكل اقساط مريحة».
ومن جانبه قال حيدر كوجة احد الباعة المتجولين لـ/ واب / إن «توفير محال تجارية بقسط سنوي ومريح أمر جيد لجميع الباعة المتجولين»، مبينا ان «اغلب شوارع الحلة مكتظة بالباعة المتجولين ومعظمهم من الخريجين».
وأضاف ان «الباعة المتجولين هم الطبقة الأدنى من طبقة الكادحين الباحثين عن الكسب، وعادة ما تكون بضاعتهم مزجاة ورأس مالهم قليل، وسقف ربحهم زهيد وأدواتهم متواضعة»، مبينا انا «أنطلق يومياً في الصباح الباكر، ولن يكون بمقدوري العودة إلى البيت قبل أن أحصل على نقود كافية تضمن استمرار حياتنا».مشيرا الى أن «ظروف العمل» وتحمل مسؤولية العائلة أجبرته على ترك الدراسة».
من جهته يتوقع بلال 15 عاما الحصول على 10000 دينار يومياً من بيع بضاعته حيث قال» أصيب والدي في حادث انفجار وأصبح مشلولاً، لذا وجدت نفسي مجبراً على ترك المدرسة لتوفير معيشة العائلة».
ويستمر بلال بقوله» أصبحت مضطراً أن أنسى حلمي الدراسي، دون أن يكون لي خيار آخر، بعض الناس يشترون حلويات بلال، كما يعترف هو بنفسه، لا بسبب حاجتهم إليها، بل لشعورهم بالعطف تجاهه.
سهاد فتاة صغيرة تعمل في احدى التقاطعات قالت « بعد موت أبي قبل سنتين، قررنا أن نعيش بكرامتنا طالما جميعنا إناث، وغير راغبين في قبول الصدقات اتفقت أمي مع مصنع صغير لتمويلنا في المنزل بشيء من بضاعته، ونحن جميعاً نساعدها على تصريفها « .
من جهتة قال الخبير الاقتصادي مصطفى لطفي انه «يجب الاهتمام بالباعة المتجولين كونهم الأكثر تضررا في محافظة بابل»، مبينا ان «انشاء مشاريع نموذجية ضمن مواصفات عالمية يحفز الباعة الى استثمار المحالات لعرض سلع جيدة ومطابقة للمواصفات فالمستهلك بات يفهم ويعلم كيفية اختيار السلعة المناسبة وهذا ما يجب فعله خلال الفترة الحالية «.
وأضاف إن « تحتاج هذه الشريحة الى عناية خاصة من خلال زجهم في مراكز التدريب المهني والتعرف على قدراتهم وإمكانياتهم طبعا بالتأكيد بالتالي لابد ان تكون البرامج المستهدفه لهم برامج فعالة وتتناسب مع قدراتهم الذهنية والبدنية»، مبينا ان «المحافظة تفتقر الى معالجة صحيحة لتخلص من البيع في الشوارع والتجاوز على الارصفة ولم تنفذ الحكومات السابقة خلال السنوات الماضية اي مشروع للارتقاء بواقع هولاء بل زادت من معاناتهم من خلال المضايقات اليومية من قبل السلطات الأمنية المحلية وإجبارهم على التنقل من مكان الى اخر دون وجود حلول».
رد مع اقتباس