يا من تمر به النجوم و طرفه نحو السماء مصوب و مصعد
تتناغم الأسحار من ترديده إياك ربي أستعين و أعبد
يتلو الكتاب فينتشي من وعده و يهزه وقع الوعيد فيرعد
روح بآفاق السماء محلق و يد بدين المعوزين تسدد
و سماحة وسعت بنبل جذورها حتى لمروان و ما يتولد
خلق النجوم بدفئها و شعاعها حتى لمنتنةِ الحضيض تزود
أنحى عليك الناكثون بغدرهم و القاسطون المارقون تمردوا
فلدى المدائن شاهد من غدرهم نكصوا و أنت إلى الملاحم تنهد
طعنوك و انتهبوا خباءك و الذي رضع الخيانة لا تعف له يد
و تعهدوا بك لابن هندٍ مثخناً تعست معاهدة و ضل تعهد
أو مثل هؤلاء تنهض فيهم و الغدر في تاريخهم متجسد
فرجعت تمسح من جراحك و الأسى يجتث نابتة الشموخِ و يخضد
و جرعت أشجان ابن هند و لؤمه كالليث إذ ينقاد و هو مقيد
أزجى إليك السم و هو سلاحه و يد الجبان بغيلة تستأسد
فتقطعت أحشاك و انطفأ السنا و ذوت شفاه بالكتاب تغرد
و استوحش المحراب حبراً طالما ألفاه في كبدِ الدجى يتهجد
يا ترب طيبة يا أريج محمدٍ يا قدس عطره البقيع الغرقد
افدي صعيدك بالجنان و كيف لا و بنو علي على صعيدك رفد
حسن و زين العابدين و باقر و الصادق البحر الخصم المزبد
اولاء هم عدل الكتاب و من بهم نهج النبي و شرعه يتجدد
و هم ذووا قربى النبي فويل من قتلوا بقتلهم النبي و ألحدوا
و أبوا عليهم أن يشيد مرقد لهمو شيد للتوافه مرقد
مهلاً فما مدح اللباب بقشره و السيف يبني المجد و هو مجرد
لابد من يوم على أجسامهم كمثال أهل الكهف يبني مسجد
حيتك ياروض البقيع مشاعرقبل الجباه على ترابك تسجد
و روت ثراك عواطف جياشة و سقت رباك مدامع لا تبرد