من المعروف علمياً أن كل ثلاث برتقالات تعادل من ناحية السعرات الحرارية موزة أو حبة مانجو! وتسمى الحمضيات أيضاً بـ«الموالح» ويقصد بها ثمار البرتقال والليمون والجريب فروت والأترج واليوسف أفندي. وهي فواكه شتوية تجمعها صفة العصيرية والحموضة التي مصدرها حامضا الستريك والاسكوربيك (فيتامين جـ). ويعتقد أن موطن الحمضيات الأصلي هو جنوب شرق آسيا ووجدت طريقها إلى أوروبا في القرن الثالث قبل الميلاد عندما احتل الإسكندر الأكبر غرب آسيا. وعرف البرتقال والليمون عند سكان موطن البحر المتوسط عند الفتوح الرومانية ومنه انتقل إلى أوروبا وأمريكا. وانتشر البرتقال بصورة كبيرة في أمريكا خصوصاً في ولايتي فلوردا وكليفورنيا، ومنها انتقل إلى أمريكا الجنوبية. وتعتبر البرازيل اليوم من كبريات الدول إنتاجاً للبرتقال وعصيره، كما تحتل دول جنوب أفريقيا واستراليا وفلسطين المراكز الأولى في إنتاج البرتقال. وكما هو معلوم فإن لبرتقال يافا شهرته العالمية.
فوائد من القشرة إلى اللب!
تعتبر الحمضيات من الفواكه ذات الفوائد العديدة بداية من فائدتها كفاكهة ذات قيمة غذائية جيدة لتوفر الفيتامينات والألياف بها، ومروراً بفوائدها في التصنيع الغذائي حيث تصنع منها العصائر، ويستخرج من قشورها الزيوت العطرية الطيارة، ويستخرج من بقايا القشور مادة البكثين (ألياف غذائية ذائبة) التي تستخدم في عمل المربى والحلويات. ولا تقتصر الاستفادة من الزيوت الطيارة في التصنيع الغذائي لاستخلاص النكهات وإنما تتعدى ذلك إلى صناعة العطورات.
القيمة الغذائية للحمضيات
إذا أردنا أن نحدد حقيقة القيمة الغذائية للحمضيات فإنه يمكننا حصرها في ثلاثة أمور أساسية وهي: إنها تعتبر مصدراً جيداً للفيتامينات والمعادن، وبخاصة فيتامين «جـ» ثم هي مصدر جيد للسكريات التي تزود الجسم بالطاقة، وأخيراً فهي غنية بالألياف الغذائية، وهذا لا يعني أن هذه الفواكه ليس بها بروتينات، ولكن نظراً لقلة محتواها من البروتينات فإننا لا نعتبرها مصدراً مهماً لها.
وكبقية أنواع الفواكه فإن الحمضيات لا تحوي من الدهون إلا القليل جداً. والحمضيات بها نسب متفاوتة من معادن الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم وآثار من الزنك واليود.
كما أن بها مجموعة فيتامين «ب» وبخاصة حامض الفوليك. وتعتبر الحمضيات من الفواكه كثيرة الماء إذ تبلغ نسبة الماء فيها إلى حدود 85% إلى 90% من وزن الثمرة.
فاكهة الحمية الأولى!
تختلف نسبة السكريات في الحمضيات حسب نوعها ودرجة حلاوتها، فكلما كانت الثمرة حلوة كانت نسبة السكريات بها أكثر. وبما أن السكريات هي المصدر الأساس للسعرات الحرارية في الحمضيات فإنه يمكن القول بأنه كلما زادت حلاوة الثمرة كان بها سعرات حرارية أكثر. التأكد بأن الحمضيات قليلة السعرات الحرارية. فعلى سبيل العموم نجد أن كل 100 جرام من الجريب فروت به حوالي 30 سعراً حرارياً، وكل 100 جرام من البرتقال أو اليوسفي به حوالي 36 سعراً حرارياً. وهي بلا شك قيمة منخفضة إذا ما قارناها بالسعرات الموجودة في المانجو أو الموز على سبيل المثال، إذ إن كل 100 جرام من المانجو والموز بها حوالي (100 سعر حراري) وعليه يمكن التأكيد بأن الحمضيات من الفواكه المفيدة في برامج تخفيض الوزن.
اليوسف أفندي يتفوق !
تحوي الحمضيات عموماً كمية لا بأس بها من فيتامين «أ» وشيئاً قليلاً من فيتامين «هـ». ويصنف هذان الفيتامينان بأنهما مضادان للأكسدة، وبخاصة فيتامين «أ» بصورته الموجودة في الحمضيات والنباتات عموماً والمسماة «الكاروتينات». ومعنى مضاد للأكسدة أنه يمنع تأكسد خلايا الجسم الدهنية، ويعتقد أن هذه الأكسدة هي الخطوة الأولى للإصابة بالسرطان (وبخاصة سرطان الرئة) لذا فإن فيتامين «أ» يعتبر مضاداً للسرطان.
ومن ضمن الحمضيات تعتبر كمية فيتامين «أ» في اليوسف أفندي هي الأعلى، إذ إن به ما يزيد على 3 أضعاف ما هو موجود في بقية الحمضيات، وهو أيضاً أكثر الحمضيات بمحتواه من فيتامين «هـ» (E) إلا أنه أقلها بفيتامين «جـ»، وبه نسبة أعلى من السكريات العديدة التي تسمى «سكريات اللاوليجو» وهي سكريات لها قصتها الخاصة!! إذ إنها تعامل معاملة الألياف الغذائية في هضمها بمعنى أنها لا تهضم وإنما تخمرها البكتيريا في القولون منتجة بعض الغازات، وغذائياً فإن هذه المشكلة لا تعني أهمية كبيرة، بل تعتبر فائدة بذاتها رغم إنها قد تزعج بعض الناس. ولا شك في أن وجود هذه السكريات يختلف حسب نوع اليوسف أفندي.
فيتامين «جـ»
رغم أن جميع الحمضيات تعتبر مصدراً جيداً لفيتامين «جـ» (C) إلا إن كميته في الليمون والبرتقال هي الأعلى. ويمكن القول بأن برتقالة واحدة كافية لإمداد الجسم بأكثر من حاجته اليومية من فيتامين «جـ»(الحاجة اليومية للشخص البالغ من فيتامين «جـ» هي 60 مللجراماً تقل عند الأطفال، وتزيد إلى 90 مللجراماً للحامل والمرضع). يمكن القول أيضاً أن حبة واحدة من الجريب فروت كافية أيضاً لإمداد الجسم بحاجته من فيتامين «جـ». ولكن السؤال هو هل نكتفي ببرتقالة واحدة لتغطية احتياجاتنا من هذا الفيتامين أم إننا في حاجة إلى المزيد من هذا الفيتامين لفوائده الأخرى؟