الغناء في الجنة


الغناء لغة : هو(الصوت المشتمل على الترجيع المطرب).وفي الإصلاح الفقهي: هو(الكلام اللهوي - شعراً كان أو نثراً - الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب, و في مقومية الترجيع والمد له إشكال, والعبرة بالصدق العرفي). والغناء حرام فعله والاستماع إليه والتكسب به عند جميع فقهاء الإسلام وحذرت منه الشريعة الإسلامية أشد التحذير وبينت آثاره ومضاره في بعض آيات القرآن الكريم والأخبار الشريفة الناطقة عن الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطيبين الطاهرين(عليه السلام).عن الإمام الرضا(عليه السلام)انه قال: من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عزوجل الرياح أن تحركها فيسمع لها صوتا لم يسمع بمثله, ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه.و في رمضان تتزين الجنة وتستعد لاستقبال سكانها من أهل الصيام والإيمان؛ لقول الرسول( صلي الله عليه واله وسلم): أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسًا لم يعطهن نبي قبلي، منها: فإن الله- عز وجل- يأمر جنَّته، فيقول لها استعدِّي وتزيَّني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلي داري وكرامتي .(1)عن رسول الله ( صلي الله عليه واله وسلم):مامن عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الإنس والجن، وليس بمزمار الشيطان، ولكن بتمجيد الله وتقديسه.

وعن أبي الدرداء قال: كان رسول الله ( صلي الله عليه واله وسلم)يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأزواج والنعيم، وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم يا أعرابي، إن في الجنة لنهرا حافتاه أبكار من كل بيضاء، يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعيم الجنة، قال الراوي سألت أبا الدرداء: بم يتغنين؟ قال: بالتسبيح. (2)ان الجنة مائة درجة، ما بين كل درجة منها كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها سموا، وأوسطها محلة، ومنها يتفجر أنهار الجنة، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله إني رجل حبب إلي الصوت، فهل لي في الجنة صوت حسن؟ فقال: إي والذي نفسي بيده، إن الله تعالى يوحي إلى شجرة في الجنة أن أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن عزف البرابط والمزامير، فترفع صوتا لم يسمع الخلائق بمثله قط من تسبيح الرب.وعن إبراهيم: أن في الجنة لأشجارا عليها أجراس من فضة، فإذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله ريحا من تحت العرش فتقع في تلك الأشجار فتحرك تلك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدنيا لماتوا طربا.تفسير فرات بن إبراهيم: علي بن محمد بن عمر الزهري بإسناده عن زيد بن علي (عليه السلام )قال: دخل على النبي ( صلي الله عليه واله وسلم)رجل من أصحابه ومعه جماعة فقال: يا رسول الله أين شجرة طوبى؟ فقال: في داري في الجنة، قال: ثم سأله آخر فقال: في دار علي بن أبي طالب - عليه السلام - في الجنة، فقال: يا رسول الله سألناك آنفا فقلت: في داري ثم قلت:في دار علي بن أبي طالب! فقال له: إن داري وداره في الدنيا والآخرة في مكان واحد إلا أنا إذا هممنا بالنساء استترنا بالبيوت. (3)عن الامام علي( عليه السلام )في وصف الجنة: فلو رميت به بصر قلبک نحو ما يوصف لک منها لعرفت نفسک عن بدايع ما أخرج إلي الدنيا من شهوات‌ها و لذات‌ها و زخارف مناظرها بالفکر في اصطفاف أشجار غيّبت عروق‌ها في کثبان المسک علي سواحل أنهارها.(4)عن أبي عبدالله ( عليه السلام ): في حديث - قال: قلت :جعلت فداك أني أردت أن أسأل عن شيء أستحي منه،قال سل قلت جعلت فداک هل في الجنة غناء؟ قال إن في الجنة شجرة يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلک الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسنا ثم قال: هذا عوض لمن ترک السماع للغناء في الدنيا من مخافة الله قال قلت: جعلت فداک زدني، فقال: إن الله خلق الجنة بيده ولم ترها عين ولم يطلع عليها مخلوق يفتحها الرب کل صباح فيقول ازدادي ريحا ازدادي طيبا وهو قول الله تعالى (فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما کانوا يعملون).(5)



المصادر:1- البيهقي2- بحارالانوار ،ج8،ص1963- صفات الشيعة للصدوق" ص 75 - 76 " 4- مجموعة ورام5- سفينة البحار