من أهل الدار
المعمار
تاريخ التسجيل: October-2012
الدولة: العراق النجف الاشرف
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,264 المواضيع: 254
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
1
مزاجي: عصبي لحد يقترب مني
المهنة: طالب هندسة
أكلتي المفضلة: المقلوبه
موبايلي: راح اغيره عن قريب اندعولي NOK7001
آخر نشاط: 15/May/2021
الاتصال:
خسائر إطلاق النار في المناسبات العشائرية السبت 2 نوفمبر 2013
خسائر إطلاق النار في المناسبات العشائرية السبت 2 نوفمبر 2013
خسائر إطلاق النار في المناسبات العشائرية
ما هي الخسائر المترتبة على الإمعان في إطلاق النار خلال بعض المناسبات ، وبالتحديد خلال مراسيم تشييع الجنائز أو أثناء مراسيم مجالس العزاء الخاصة بالشيوخ ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال المشروع لا بدّ لنا ان نشير الى ان إطلاق النار خلال هذه المراسيم هو طقس اجتماعي لا يمت بصلة الى حجم المناسبة في الحزن او الاستذكار وكذلك في الألم ، بل هي في حد ذاتها خروج على هذه القيم وهدر للمال ، فضلاً عن مخاطرها الكثيرة الأخرى .
وعندما نذهب بعيداً في ذلك ونأخذ عينات من تاريخ القبائل نجد ان هذه الظاهرة لم تكن موجودة اصلاً بل ان القبائل العربية لم تستعن باستخدام إطلاق النار منذ ان اكتشف البارود وتم تصديره الى البلاد العربية ، والأبعد من ذلك ان القبائل العربية لم تستعن بأية ظواهر صوتية لتأبين المتوفين منها خاصة وان هذه القبائل كانت لها أعراف فيها الكثير من التبجيل للمتوفين مهما كانت منزلتهم الاجتماعية ، اذ تعتمد تلك القبائل والعشائر على الأصول الدينية في التعبير عن الحزن واستذكار المتوفين بالثواب وكثرة ترديد ( الحمد لله على كل شيء ) .
ونعود الى محتوى السؤال الذي بدأنا به هذه المقالة لنتحدث عن الخسائر من جراء إطلاق النار خلال تشييع الجنائز ومراسيم مجالس العزاء فنشير الى :-
أولا :- ان الخسائر البشرية متوقعه وتحصل في بعض الأحيان ، وأكاد اجزم ان أكثر من 40بالمئة من عمليات إطلاق النار خلال تلك المراسيم تؤدي الى وفيات بين الحاضرين من جراء أخطاء في استخدام السلاح وربما يستخدم البعض تلك المناسبات بتنفيذ ثأر ما .
ثانياً :- ان هذه الخسائر البشرية تسبب خصومات حادة ومشاكل اضافية، خاصة اذا كان القتيل من جراء اطلاق النار من عشيرة اخرى ويروي لنا التاريخ حوادث من هذا النوع أدت الى حروب بين العشائر بذريعة ان ( القتيل كان مستهدفاً من القاتل ) ولنا ان نتصور كم يجر ذلك على كل الاطراف من ويلات ومأس وتهديد ووعيد .
ثالثاً :- ان اطلاق النار مخالف للقيم الدينية في كل الاعتبارات وهو بذلك يمكن ان يمسخ قدسية المناسبة وأثرها الروحي ، وقد قالت العرب (اختلط الحابل بالنابل) لوصف الفوضى،تلك الفوضى التي تتسبب بها حالياً احداث اطلاق النار بهذه المناسبات .
رابعاً :- ان هناك خسائر مادية واضحة في استخدام السلاح خلال المراسيم المذكورة فهي خسارة في الاطلاقات النارية التي تذهب هدراً ، وخسارة تتمثل في استهلاك السلاح بغير ما هو مرسوم له في الدفاع عن النفس ، والمعروف علمياً ان كثرة اطلاق النار له تأثير مدمر على (سبطانة) السلاح الناري وربما تنفجر من جراء الإفراط فـــــي الإطــلاق .
خامساً :- ان حيازة السلاح بدون أي مبرر وإظهاره أمام الناس يمثل مخالفة قانونية واجتماعية ، فما بالك ان يترافق إشهار هذا السلاح بإطلاق النار وما يترتب عليه من احتمالات خطرة قد تؤدي الى حوادث مــؤلمة حقاً .
سادساً :- ان إطلاق النار بإفراط في مثل هذه المناسبات هو مصدر للرعب بين صفوف الأطفال والنساء ، إضافة الى تأثيراته على مسامع بعض الناس الذين يتأثرون سلباً بالأصوات العالية .
وعودة على بدء أشير ومن خلال ملاحظاتي الميدانية ان الذين يستخدمون السلاح خلال مراسيم تشييع الجنائز ومجالس العزاء هم من المراهقين ومن الفتيان اليافعين وهذا بحد ذاته يؤثر على نفسياتهم ويصبح لديهم ميل واضح للعنف والأصوات العالية ، ثم كيف لنا ان نسمح للظاهرة ان تستمر في الوقت الذي تعاني فيه بلادنا من الكثير من الأحزان في ظل تداعيات الأعمال الإرهابية التي نتعرض لها هذه الأيام ؟ .
ان الدعوة الى منع إطلاق النار في مناسبات العزاء هي مسؤولية رؤساء العشائر والوجهاء مثلما هي مسؤولية كل أبناء العشيرة وأملي كبير ان تكون لدينا في المناطق العشائرية أعراف جديدة تمنع ذلك قطعاً فهل نستطيع.
اجزم اننا قادرون على تحقيق هذا المنع ، كما ان أملي كبير ان تكون هناك تشريعات قانونية تحد من الظاهرة.