لسنوات كان الاطباء يعالجون المصابين بفيروس الايدز باستخدام عقاقير مضادة للفيروسات, و التي تكون اثارها في بعض الاحيان مخطلتة.
حاول عدد من العلماء مؤخرا معرفة اذا كان استخدام جرعات اشعاعية قوية باستخدام قنابل اشعاعية ذكية من شانها ان تكون مؤثرة, و بالفعل كانت النتائج مبشرة.
و تبين ان الجرعات المضادة للفيروسات المضاف اليها عناصر مشعة و التي تم حقنها للمرضى, اظهرت فعالية اكبر ضد المرض حيث اصبحت الفيروس مختفيا من جسم المريض بعد الحقن.
و تُعد الدكتورة ايكاتيرينا داتشوفا الحاصلة على الدكتوراه، من كلية ألبرت أينشتاين للطب في برونكس، نيويورك, هي من يقف وراء هذا الدراسة الفريدة, التي تبحث مقدرة العلاج الاشعاعي على قتل خلايا الدم البيضاء المصابة بفايروس نقص المناعة المكتسبة الايدز.
و استطاعت الاجسام المضادة النشطة اشعاعيا بقتل عدد اكبر من الخلايا المصابة بالفيروس في الدماغ, محدثة ضرر اقل من العلاج العادي للانظمة الحساسة في الدماغ.
و تقول الدكتورة داتشوفا,"ان العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات بالكاد تخترق حجز الدم في الدماغ, مما يعني انه حت و ان تخلص المريض من فايروس الايدس في جسمه فان الفايروس سيبق متواجدا في الدماغ مسببا اضطرابات عقلية و تدهورا في حالة الدماغ, بينما اثبتت ابحاثنا ان العلاج الاشعاعي قادر على قتل الخلايا المصابة بالفيروس سوائا كانت موجودة بالجسم او بالجهاز العصبي."
اليوم بعد ثلاثون اما من الصراع مع هذا المرض القاتل, يعتقد الاطباء انهم قد يكتشفون طريقة للقضاء عليه تماماً.
في وقت سابق من هذا الاسبوع, اعلن الابيت الابيض و المعاهد الوطنية للصحة عن توفيرمبلغ 100 مليون دولار للجهود التي ستبذل لاكتشاف علاج. للايدز.
و في واحد من احدث البحوث, قام العلماء باختبار نسخة معدلة من علاج يستخدم الان لمرض اللوكيميا ليجربوه على عينات دماء ماخوذة من 15 مصاب بالايدز, و وجدوا انه من الممكن لهذا العلاج ان يتخلص من الخلايا المصابة.
يعد السبب الرئيسي في تعذر علاج الايدز هو وجود الخلايا الكامنة, و التي تختبئ في الجسم, حت ينتهي العلاج من ثم تعود للنشاط بعد اذ.
و جرب الفريق الطريقة الجديدة في العلاج عل خمسة عشر مصابا بالايدز.
و قد استطاع العلاج قتل الخلايا المصابة المنتشرة في المصابين, اضافة الى انه استطاع الى الوصول الى الخلايا المصابة في الدماغ, الامر الذي تعجز عنه الكثير من العلاجات الاخر.
تضيف الدكتورة داتشوفا, "ان القضاء عل الخلايا المصابة بالفيروس باستخدام العلاج الاشعاعي كان محددا و دقيقا, حيث ان النيوكليدات الاشعاعية التي استخدمناها اوصلت اشعاعاتها للخلايا المصابة بفيروس الايدز من غير الاضرار باي خلايا اخرى قريبة."
بنائا علىالاحصائات التابعة للامم المتحدة فقد اصاب فيروس نقص المناعة المكتسبة المسبب للايدز 35 مليون شخص في العالم بينما قتل 36 مليون اخرين. و حت الان لا يوجد لهذا المرض علاج, بينما تعمل التحصينات الوقائية التجريبة بشكل ضعيف في مواجهته.
اما علاجه الحالي و التي تعتمد على مضادات الفايروسات فهي تساعد فقط على تثبيط عمل الفيروس في جسم المصاب حتى لا يكون عرضة لاصابة غيره.
غير انه يبدو ان الفايروس يبقى متواجدا بشكل ما في الجسم, فما ان تتوقف جرعات العلاج ختى تعود الفيروسات الى النشاط مجددا منتجة الى الكثير غيرها من الفيروسات. و هكذا فان الخلايا المصابة و الكامنة في الجسم تمنع احتمالية وجود علاج دائم. غير انه في حالات نادة جدا يظهر ان المصابيين يشفون.
بالنسبة للعلاج الاشعاعي و الذي تم استخدامه فيما قبل لعلاج الاسرطان, يستخدم خلايا مستنسجة من اجسام مضادة احادية المنشا يسخرها الجهاز المناعي لتحديد و تحديد الخلايا المستضادات, و هي مواد دخيلة مثل البكتيريا و الفيروسات التي تحفز الاستجابة المناعية للجسم.
و تكون الاجسام المضادة المصممة لتحديد نوع معين من المستضادات, مصحوبة بنظير اشعاعي لها, و تستهدف هذه الاجسام المضادة المعدلة مخبريا لتستهدف نوعا معينا من المستضاضات الخلايا المصابة مؤثة عليها اشعاعيا بعد ان يتم حقنها في مجر الدم.
تقول الدكتورة داتشوفا, "في العلاج لاشعاعي, تقوم الاجسام المضادة بتحديد نوع معين من الخلايا و هي الخلايا المصابة بالفايروس حيث تقوم بعد ذلك بتدميرها باستخدام المواد الاشعاعية المتواجدة فيها, و عندما يتم استخدام العلاج الاشعاعي و المضادات الفيروسية معا فانها تقوم بالقضاء على الفيروس و على الخلايا المصابة على التوالي. ووجدنا ان العلاج الاشعاعي يستطيع قتل الخلايا المصابة بفيروس الايدز و التي تم تعرضها من قبل لمضاد فيروسي سواءا في عينات الدم او في الجهاز العصبي, مثبتا بذلك ان العلاج الاشعاعي يقدم لنا علاجا محتمل تطويره للايدز"
و لان الدراسة كانت تقتصر فقط على عينات دم مخبرية, فتبقى الخطوة القادمة هي اجراء اختبارات طبية على المرضى, للتاكد من نجاحة العلاج.