TODAY - June 27, 2011
عندما تتحدث أغلفة المنتجات الذكية
تعلن عن انتهاء صلاحيتها وقيمتها.. وتطلب النجدة عند تعرضها للسرقة
ت
ساعد معلومات المنتج الغذائي على الأغلفة الأفراد في معرفة القيمة الغذائية للمنتج وكمية العناصر الغذائية فيه
أغلفة المنتجات ذات أهمية كبرى، إذ تمثل هوية المنتج، حيث تتضمن الكثير من البيانات المهمة مثل: تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، اللذان يقترنان بالظروف البيئية المحيطة مثل درجة الحرارة وظروف التخزين، وكذلك مكان الإنتاج والصناعة، واسم وعنوان الشركة المنتجة، ومحتويات ومكونات المنتج، وتحذيرات بخصوص تأثيرات المنتج المحتملة على الفرد والبيئة، ومعلومات في حالة رغبة المستهلك في تقديم شكوى لمخالفة المنتج للمعايير والمواصفات القياسية العالمية الخاصة بالسلامة والجودة.
وفي حالة إذا كان المنتج مادة غذائية، فإن أغلفة المنتج تتضمن الكثير من البيانات والمعلومات، التي تعد بمثابة دليل ومرشد غذائي وصحي مهم لصحة المستهلك، حيث تتضمن قيمته وخصائصه الغذائية، مثل: كمية السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون والبروتينات والفيتامينات والصوديوم والأملاح والسكريات والكولسترول، وكذلك المواد الصناعية المضافة مثل: الألوان، والنكهات، والمواد الحافظة، لتحسين خواص المنتج مثل: اللون، والطعم، والرائحة، هذا بالإضافة إلى احتواء غلاف المنتج على تحذيرات متعلقة بالتسبب في أضرار صحية مثل أمراض الحساسية، ومعلومات أخرى تتعلق بسلامة المنتج مثل فترة الصلاحية وطريقة الحفظ والتخزين والتحضير. وتساعد معلومات المنتج الغذائي على الأغلفة، الأفراد في معرفة القيمة الغذائية للمنتج وكمية العناصر الغذائية فيه، الأمر الذي يسهل عليهم شراء ما يناسب حالاتهم وظروفهم الصحية، كما في حالة مرضى السكري، وكذلك معرفة طريقة تحضير المنتج، مثل زمن ودرجة حرارة الطهي، وبخاصة في الأغذية المجمدة وأغذية الأطفال، التي تعد مهمة للحفاظ على القيمة الغذائية للمادة المعبأة، كما تساعد هذه المعلومات المستهلك لمعرفة أسباب اختلاف الأسعار بين الشركات المختلفة المنتجة لنفس المنتج.
ولكن قد يخسر الإنسان حياته نتيجة لإهماله وتجاهله لقراءة أغلفة المنتجات، أو قد لا يستطيع القراءة، الأمر الذي قد يتسبب في أضرار صحية بالغة للغاية قد تودي بحياته، مثل أمراض الحساسية أو الإصابة بالتسمم الغذائي.
لهذا؛ يعمل الباحثون في مراكز ومعامل البحوث العالمية المتقدمة على تطوير أغلفة ذكية تعطي مؤشرات معينة لانتهاء صلاحية المنتج الغذائي أو فساده، أو تطلق عبارات معينة للمستهلكين لمساعدتهم في عمليات التسوق والمفاضلة بين المنتجات والأصناف المختلفة، كأن تعلن المنتجات مثلا عن محتوياتها وسعرها وقيمتها الغذائية وتاريخ صلاحيتها للاستخدام والتحذيرات المدونة عليها، أو تنادي بصوت عال طلبا للنجدة إذا ما تعرضت للسرقة، على سبيل المثال، وللتقليل من ملايين الأطنان من الغذاء الفاقد سنويا في بريطانيا نتيجة سوء عمليات التعبئة والتغليف والحفظ، والخلط بين المستهلكين في فهم دلالات العبارتين على الأغلفة، «يفضل استهلاكه قبل تاريخ (..) (Best before)»، و«يستهلك قبل تاريخ (..) (Use by)»، وكذلك نتيجة لحالات التسمم الغذائي.
ووفقا لما أعلن في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، يعمل باحثون في جامعة ستراثكلايد غلاسكو البريطانية في اسكوتلندا، وضمن مشروع بحثي قيمته 325 ألف جنيه إسترليني، على تطوير أكياس تخزين ذكية من البلاستيك، تعطي مؤشرات محددة عند انتهاء صلاحية الغذاء أو فساده، حيث يتغير لونها لدى فقدان الغذاء لصلاحيته، ويأمل فريق البحث أن تتمكن هذه الأكياس الذكية من تنبيه المستهلكين عندما يفقد الغذاء طزاجته وقيمته الغذائية، بفعل عدم التخزين الصحيح أو عدم التبريد المناسب أو انتهاء فترة صلاحيته.
يذكر أن الفرق بين العبارتين «يستهلك قبل تاريخ (..)» و«يفضل استهلاكه قبل تاريخ (..)»، ووفقا للموقع الإلكتروني لوكالة المعايير الغذائية البريطانية (www.food.gov.uk)، يتمثل في أن: عبارة «يستهلك قبل تاريخ (..)»، تظهر على الأغذية التي تستهلك سريعا مثل منتجات اللحوم والألبان والسلطات الجاهزة المعدة، والكثير من المنتجات الموجودة في المبردات في السوبر ماركت، ومن الضروري أن لا يستخدم أي طعام أو شراب بعد نهاية هذا التاريخ على غلاف المنتج، حتى لو كان يبدو جيدا من حيث المظهر والرائحة، إذ إن استخدامه بعد هذا التاريخ يعرض صحة الفرد للخطر، وعند رؤية عبارة «يستهلك قبل تاريخ (..)» على العبوة يجب اتباع تعليمات التخزين بدقة مثل عبارات تحفظ في الثلاجة، وتجمد في يوم الشراء، وتطبخ من التجميد، وتستخدم في غضون 24 ساعة، إذ إن عدم اتباع هذه التعليمات يؤدي إلى فساد المواد الغذائية بسرعة أكبر، وخطورة التعرض للتسمم الغذائي، أما عبارة «يفضل استهلاكه قبل تاريخ (..)» فتظهر على مجموعة كثيرة من المواد الغذائية، مثل الأغذية المجمدة والمجففة والمعلبة وغيرها، وهذه العبارة تتعلق بنوعية وجودة المنتج أكثر من السلامة، فعندما تنتهي الصلاحية لا يعني أن المنتج الغذائي سيكون ضارا، بل يبدأ في فقدان نكهته وقوامه، ويجب اتباع تعليمات التخزين على المنتج، مثل: «يخزن في مكان بارد وجاف»، أو «يحتفظ بها في الثلاجة بمجرد فتحها». ولكن وجود هذه العبارة على البيض تعني أنه يجب أن لا يؤكل البيض بعد هذا التاريخ، لأنه يمكن أن يحتوي على بكتيريا السالمونيلا التي يمكن أن تبدأ في التكاثر بعد انتهاء التاريخ المدون على العبوة. وعموما لكي يستمتع الفرد بالطعام في أفضل حالاته وطزاجته وقيمته الغذائية، يجب استهلاكه قبل انتهاء التاريخ المدون على الأغلفة والتأكد جيدا من اتباع التعليمات الموجودة عليها.
ويطلق على الأغلفة الذكية اسم «التغليف الفعال» (active packaging)، ولها فوائد كثيرة، فمن شأنها تعريف المستهلك ما إذا كان المنتج الغذائي طازجا وصالحا للاستهلاك أم لا، حيث تقوم بالتنبيه عن وجود البكتيريا في المنتجات الغذائية المعلبة قبل فتحها، والكشف عن فساد الأغذية وعدم صلاحيتها للاستهلاك، وتتميز هذه الأغلفة بأن بعضها يمكنه امتصاص الأكسجين من داخل العبوة لمنع تعفن الغذاء، وبعضها يحدد ما إذا كانت منتجات اللحوم محفوظة عند درجات حرارة غير مأمونة، والبعض الآخر يحذر من أن المادة الغذائية على وشك أن تصبح فاسدة. كما أنه سوف يمكن تعقب ورصد وتتبع الكثير من المنتجات والأجهزة، بفضل تقنية رصد وتعقب ذكية بدأت تشق طريقها سريعا في أسواق المتاجر مثل منتجات الأجهزة الإلكترونية والملبوسات، وفي خدمات المطارات وجوازات السفر، التي تبشر بآفاق مستقبلية واعدة في السنوات القليلة المقبلة، فسوف تطلق المنتجات والأجهزة الموضوعة على الأرفف عبارات للمستهلكين لمساعدتهم في عمليات التسوق والمفاضلة بين المنتجات والسلع، وسوف تنادي المنتجات طلبا للنجدة عند تعرضها للسرقة، ويمكنك التجول والتسوق ومغادرة المحال التجارية، دون الوقوف عند حواجز دفع الثمن، فقط سوف تدفع عربة التسوق نحو بوابة المحل، وسيتم فحصها ومسحها إلكترونيا، وخصم ثمن مشترياتك من حسابك المصرفي، إذ ستقوم قارئات خاصة توضع على الأرفف وعلى مخارج المحال التجارية، بقراءة هذه البطاقات، وتتبع المشتريات التي تضعها في عربة التسوق، وعندما تغادر المحل، يقوم النظام الراديوي، بقراءة العلامة الموجودة على بطاقة الائتمان التي نحملها، ويسجل المبلغ على حسابنا، وبذلك نتخلص من الوقوف لدفع قيمة مشترياتنا. ولهذا تقوم معظم البنوك العالمية بالعمل على تطوير نظام الدفع باستخدام نظم الاتصالات الإلكترونية القريبة المدى، بحيث يعمل الهاتف الجوال كبطاقة ائتمانية أو بنكية أو محفظة إلكترونية. وقد بدأت بعض المتاجر في الاستفادة بالفعل من هذه البطاقات، وذلك بوضعها على كل قطعة من الكميات المخزونة، وعندما تقل الكمية فوق الأرفف، يتم إعلام المسؤولين بذلك، ليتم ملء الرفوف الخالية، وبالتالي سوف يصبح لدى المتاجر أسلوب عالي التقنية لتتبع المنتجات والمبيعات، وطلب المواد الناقصة من المستودعات، ومنع السرقات.