مقام وقوف سيد الشهداء للحوار مع عمر بن سعد فاصلة الحق عن الباطل
في موضوع سابق استعرضنا اماكن مقدسة في كربلاء وكان موضوعنا عن
مرقد السيد ابراهيم المجاب محل البركات والأنوار الربانية
واليوم نستعرض مكان مقدس اخر في كربلاء المقدسة وهو
مقام وقوف سيد الشهداء للحوار مع عمر بن سعد
ذكر المؤرخون أن من المواقف المهمة التي جرت إثناء واقعة الطف هو الحوار الذي دار بين الإمام زين العابدين عليه السلام وعمته زينب الكبرى سلام الله عليها حيث قالوا:
ولما مروا بالأسرى على قتلاهم، جزع الإمام السجاد عليه السلام من رؤية ذلك المنظر الرهيب، فرأت زينب عليها السلام جزع ابن أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام فقالت له: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟
فقال عليه السلام: وكيف لا أجزع وأهلع وأنا أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي مصرعين بدمائهم، مرملين بالعراء، مسلبين، لا يكفنون، ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.
فقالت عليها السلام: لا يجز عنك ما ترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لا تعرفهم فراعنة هذه الامة، وهم معروفون في أهل السماوات، إنهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد إلا ظهوراً، وأمره إلا علواً.
صدقت سيدتنا ومولاتنا زينب الكبرى سلام الله عليها وها هو قبر سيد الشهداء عليه السلام علماً وسط طف كربلاء خفاقاً بما يحمل من مبادئ واهداف فالحق يعلو ولا يعلى عليه.
كربلاء المقدسة تأسست بدم الحسين ومواقف الحسين عليه السلام فعلى شأنها وارتفعت منزلتها منذ ان حل فيها ركب الحسين عليه السلام تاركاً تلك المواقف اعلاماً ونبراساً للاجيال تستلهم من صمود الحسين صموداً، ففيها فضلاً عن ضريح سيد الشهداء عليه السلام مواقفه وخطواته ففي منطقة السلالمة في الربع الاخير من سوقها يوجد مقام شريف هو مقام وقوف سيد شهداء عليه السلام مع ابن سعد قائد الجيش الاموي متحدثاً طالباً منه سيد الشهداء عليه السلام عدم اهلاك نفسه مع يزيد وان يتوب ويستغفر لذنبه الا ان حب الدنيا رأس كل خطيئة فأبى ابن سعد إلا استكباراً وبذلك هلك فيما أقام سيد الشهداء عليه السلام عليه الحجة القاطعة (ولله الحجة البالغة).
عمارة المقام:
المقام قد جدد مرات عدة حيث شيد عام 1113هـ وتم تجديده عام 1352هـ وجدد بعد ذلك في عام 1378هـ.
وبعد سقوط النظام الصدامي البغيض عام 2003م تم تجديد المقام حيث غلفت القاعدة بالسيراميك ووضع شباك من الكروم الأبيض بعرض 5و1م وارتفاع 5و2م محاط بضفيرة إسمنتية طليت باللون الأخضر وفوق الشباك نقشت أبيات من الشعر على لوحة زجاجية.
أقول المقام الشريف وهو يمثل واحداً من أهم
جوانب المعركة وهو جانب اللاعنف في الثورة الحسينية المقدسة فالإمام سلام الله عليه رغم انه قد تيقن من أن القوم لن يتراجعوا عن غيهم وإنهم مقاتلوه لا محالة رغم ذلك حاول أن ينقذهم من أنفسهم سيما قائدهم ابن سعد.
كما وان الإمام بموقفه هذا وضح انه لا يميل إلى القتال وسفك الدماء وانه متمسك بالحلول السلمية، من جانب آخر فإن هذا المعلم نقطة مهمة من النقاط الموضحة للخارطة العسكرية للمعركة التأريخية، فمعلم هكذا اهميتة يجب إن يكون بصورة متلائمة وهذه المكانة وبعبارة أخرى ويجب إن تتوسع بناية هذا المعلم وان يكون للزائرين محل للعبادة وتلاوة الزيارة وغيرها كما هو موجود في المعالم والمقامات الأخرى .
انتظرونا ومقامات اخرى ان شاء الله
دالين