سأنثر كُل أوراقي
و أمزقُ أشلاء لوحاتي
فـ لعيناكِ سحرٌ
وما بين السحر و عيناكِ
تكمنُ أشيائي
حبٌ / جنونٌ / عشقٌ / هيامٌ / ثورةٌ / انتحار
أشياءٌ رميتها لـِ أجل عيناكِ
فـ انظري أسوأ عاداتي
و اقتلي صمتي
ولا تتكلمي ابدأ
فـ حديثُ شفتاكِ
يثير كُل أجزائي
مشكلةٌ إن تحدثتِ أمامي
و اكبرُ مشكلةٌ أن ثارت بكِ أشجاني
فـ اصمتي / لا تتكلمي
دعي كُلكِ يسطرُ تاريخ هذياني
و يبحثُ بين الزوايا عن بقايا عنواني
و كوني امرأةً عفويه
لـِ رجلاً شرقيُ المنشئ
و ابتسمي / اضحكي
دعي اللؤلؤ المكنون يظهرُ للعلني
لا تخجلي / لا تتكلمي
فـ اسمُكِ حين يسكنه الصمتُ
يكون أوفى من الأهلِ
و اصدقُ من زوبعة الليل مع الفجرِ
أحبُكِ
و النهار يخشى انهزامه مع القمرِ
فـ أحبيني لحظةً
و اسكني صدري سنيناً
كوني استحالةٌ النساء في قومي
و كوني كُل التكويني
و الحرفِ / و الكلمِ
و لا تنفعلي / ولا تتكلمي
فـ وجهكِ لغزٌ حير شعراء التينِ
و فلاسفة العصرِ
و أباطرة الصينِ
يا زهرة الليمون
و شجرة الزيتون
ضميني / خبئيني
من زمانٍ صار وجههُ
كـ وجه التنينِ
و افتنيني
دون أن تتكلمي
فـ في قومي رجال دينً
استباحوا قتلي و تعذيبي
بـ دستور بلدي
اغتالوا كُل فرحةٍ رسمها تاريخي
و عبثوا بكُل تجاعيدي
ماضياً / حاضراً / مستقبلاً
دمروا كُل تجويدي
فخذيني
دون أن تتكلمي
و أرميني بعمق البحر
و أقرئي ترتيلي
و اسمعيني حرفاً ثلاثياً
لا يقبل أن يشطب من مجلدات التقويم
بدايتهُ أنتِ
و سره تشرين ؟..
فيا لوجهك حين يأسرني
و يعانق فيني أحزاني
و ينتشلُني من وطنٍ أبكاني
لا تسأليني عن وطني
فأني كرهتهُ من ظلمٍ أضناني
فـ لا تتكلمي أبداً
و لا تسألي عن اسمي و عنواني
فأهل البيت ملجأي
و اسمي موالي
و الزهراء أمي
و عليٌ أمامي
و تربةٌ الحسين دارُ منامي
فـ لا تستغربي / لا تتعجبي
لا تقفِ في ذهولٍ و تتكلمي
فـ أهلُ البيت موطني
و سرُ بقائي
لذا اعذريني إن طال حرفي
و زاد نبضي
و كثرُ فيكِ تأويلي
فالحديثُ مثير
و عيناك تثير
و تزيدُ وجع الفجرِ
حين يراكِ تراقصين بجدائلُكِ ضوء النهار
و تبتسمين لليل
و تغنين أنفاسي
فـ يا وجعُ النفس في الذاتِ
احضنيني بصمتٍ
يشقُ صداهـُ كومة الصمت في ذاتي
دعيني أخبركِ
عن حنيني و شوقي
و ذبحة اليأس في صدري
و لا تتكلمي
فقط دعيني ابكي شوقكِ للقمرِ
و ظلماً سكن حديقة شرفتي
و أشكوى إليكِ
كيف أحداقي ترفضني
فـ لملميني من جديد
واجمعي لوني و ترتيبي
دون أن تتكلمي
أو تُثيرِ كُتب التاريخ
مُدي يديكِ الآن
انتشليني من رفات الحزن
انظري وجهي
و اتركيه ينظركِ بعمق
فـ طعم البراءة فيه يسعدني
و رؤيتهُ تشعلُ ملامحي
و تفقدُني ذاكرتي
فـ يا امرأة عصفت بوجداني
لا تتكلمي
فأني راحلٌ عن وطنٍ
يحبُني بحجم الجحيم
بحجم الكرهـ
و أحرف النونِ و الميم
راحلٌ دون النظر
لوجه الشمس وقتُ المغيب
فـ دثريني بمعطفٍ يسكنهُ الدفء
و دندني جرحي برفق
فأنني أعلنتُ ثورتي على وطني
و قدمتُ لهُ استقالتي مع أصدقائي
و إليكِ أعلنتُ انتمائي
و خططتهُ في زوايا روايةٌ منسية
فلا تتكلمي
فجلُ الكلام يدورُ حول
" مشنقة شرعية "