يهبط على الجثث الغيم
مهند يعقوب 15. 8. 2012
أخيراً
تحقق حلمها وطارت
الصبية التي
هبط على جثتها الغيم
في اليوم التالي.
ولكأننا قد رأينا ذلكَ مراراً
الجثث كلّ الجثث
يهبط عليها الغيم
بينما أنتِ كما أنتِ الآن
وردة تتيبس
وسط الحرائقِ في سوريا
وأنا كما أنا الآن
شبح أعمى
يفصلُني عنكِ
دم ،
وكلام فارغ كثير .
لم نعد نندم على تلك الصفات
تقول جارتي الشجرة النحيلة
التي تموت ولا تنعطف
إننا ذهبنا سريعاً وبعيداً
في الظنون والعمى
حتى لم نعد نتذكر
شكل الخدعة
أو نندم على تلك الصفات.
هي تقول ،
ولا ينبغي أن نكره ذلك
أو يسخر منه أحد.
ثم يحدث
بالحب أو الحيف أو الكراهية
بالصمت أو الضجيج
أن تمضي هذه الأيام
بحلوها ومرها
وتتحلّل خلية إثر خلية
بالنّاس المرحين والأذكياء
بالشعراء والفلاسفة
وكتبهم الملونة والكئيبة
أسفل الرّف
بكل وردة وحبّة رمل
وبكل تافه
وعظيم على سطح الأرض
الى أن يصير الجميع حلماً
أو مادةً للتباهي
مَنْ يدري ؟
ربما نكون أحجاراً باهتة
في العراء
أو سماداً للحرب
ثم لا ينبغي
أن نكره ذلك
أو يسخر منه أحد ! .